داخل غرف أو عنابر تحيطها أسوار عالية وتعلوها أسلاك شائكة، يودع المتهمون بمختلف فئاتهم وتنوع جرائمهم، لتنفيذ عقوبات سبق وأصدرت المحكمة قرارات بشأنها، بهدف إعادة تأهيلهم خلال فترة العقوبة كنوع من "التأديب والتهذيب والإصلاح".
ورغم فرض حراسات أمنية مشددة على مداخل ومخارج السجون في الكثير من دول العالم، إلا أنها لا تخلو من محاولات هروب تحمل من الغرابة والدهاء ما يفوق خيال مخرجو الأعمال السينمائية.
رضوان فايد.. هروب على طريقة السينما
أثار هروب السجين رضوان فايد، البالغ من العمر 46 عاما، من سجنه في ضاحية سين إي مارن الباريسية، بالتواطؤ مع جماعة مسلحة وباستخدام طائرة مروحية، صباح الأحد الماضي.
وأعلنت السلطات الفرنسية، أن السجين تمكن من الفرار من سجن ريو في ضاحية سين إي مارن الباريسية، مستخدما طائرة مروحية، وبمساعدة 3 أشخاص مدججين بالسلاح.
وقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، إن طائرة هليكوبتر حطت في فناء بالسجن لم يكن مغطى بشبكة واقية، مضيفة: "إنها عملية هروب مثيرة، لقد كانت وحدة كوماندوز معدة بشكل جيد جيدا، وربما استخدمت طائرات بلا طيار لمراقبة المنطقة قبل هذه العملية".
الهروب الكبير .. "سجن وادي النطرون"
في اليوم الثالث لثورة 25 يناير عام 2011 بمصر، شهد سجن وادي النطرون شديد الحراسة، أكبر عملية هروب جماعي للمساجين وكان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وأكثر من 45 من قيادات جماعة الإخوان.
واستخدم المقتحمون اللوادر والكراكات والبلدوزرات الضخمة في هدم أسوار السجن وإطلاق سراح آلاف السجناء، وهي القضية التي حُكم فيها على "مرسي" ورفاقه في القضية المعروفة إعلاميا بـ"الهروب الكبير"، بأحكام ما بين الإعدام والمؤبد.
ألفريد هيندز.. "سجن نوتنجام"
بعد الحكم عليه بسبب سرقة المجوهرات لمدة 12 عامًا، نجح ألفريد هيندز في الهروب من سجن "نوتنجام" متسللاً، ولكن تم العثور والقبض عليه بعد 6 أشهر.
ورفع "هيندز" دعوى قضائية ضد سلطات السجن للاعتقال غير القانوني، واستخدم هذه الدعوى وسيلة للتخطيط للهرب من جديد، وتم تهريب مفتاح للأقفال له في السجن، وعندما أخذه اثنين من الحراس إلى المرحاض فتح الأقفال وحبس الحراس ثم هرب بسرعة إلى الشارع في الزحام، ليتم القبض عليه بعد 5 ساعات في المطار.
الهروب من "سجن كونالي"
مجموعة من السجناء خططوا للهرب من وحدة "جون كونالي" بالقرب من مطار "كينيدي" في 13 ديسمبر 2000، وألقي القبض عليهم في الفترة من 21 ـ 31 يناير، نتيجة لبرنامج تلفزيوني يعرض في أمريكا للمطلوبين.
هرب المساجين السبعة من سجن "كونالي" شديد الحراسة، والذي يقع بالقرب من "تكساس"، بعد أسر 7 من عملاء الصيانة المدنيين، و4 ضباط، و3 مساجين ليس لهم علاقة بالهرب.
ووقع الهروب خلال أكثر فترات اليوم هدوءًا، حيث تقل المراقبة في معظم أنحاء السجن مثل منطقة الصيانة أثناء فترة الغداء، فسرق المساجين ملابس الحراس وبطاقاتهم الائتمانية، كما انتحلوا صفة ضابط شرطة وخلق قصص زائفة لدرء الشبهات، واستولوا على شاحنة وهربوا بها إلى خارج السجن، وحالياً ينتظر 5 من المساجين حكم الإعدام بالحقنة المميتة، فيما تم إعدام أجد الاثنين الآخرين، وانتحر الثاني.
الهروب من "سجن ليبي"
أحد أشهر وأنجح محاولات الهرب خلال الحرب الأهلية الأمريكية كانت من "سجن ليبي"، وفي فبراير 1864، نجح أكثر من 100 سجين من جنود الاتحاد في الهروب من سجن "ليبي" في "ريتشموند فيرجينيا"، ومن بين الهاربين، نجح 59 في الوصول لخطوط الاتحاد، وتم القبض على 48 وغرق اثنان في النهر القريب.
باسكال باييت.. "سجن فرنسا"
نجح باسكال باييت في الهروب مرتين من سجون شديدة الحراسة في فرنسا باستخدام طائرات هليكوبتر مسروقة، كما نظم هروبًا لمساجين آخرين أيضاً باستخدام ذات الطائرة.
وحكم على "باييت" بالسجن لمدة 30 عامًا بسبب جريمة قتل تمت أثناء سطو مسلح على سيارة مصفحة، فهرب لأول مرة عام 2000 وتم القبض عليه، وإضافة 7 سنوات إلى مدة الحكم، فيما كرر محاولة الهرب مرة أخرى عام 2003، واستولى على مروحية وهبط في "براينول" على بعد 38 كيلو مترًا من مدينة "تولون" الفرنسية وأطلقوا سراح الطيار، وتم القبض عليه عام 2007 بالقرب من برشلونة في إسبانيا، رغم تغيير ملامحه عن طريق إجراء جراحة تجميل.
