بينهم وداع أمام البرازيل

روسيا 2018| أحلام «بلجيكا» التي تحطمت عند منتخبات أمريكا الجنوبية .. و«الروس» عاملها المشترك

صورة مجمعة
صورة مجمعة

لم يكن طيلة حياته منتخبًا كبيرًا ذا تقاليد كروية عريقة في كرة القدم كالبرازيل والأرجنتين، أو ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، فلم يحرز من قبل كأس العالم، أو يُتوج باللقب الأوروبي الغالي، فكان لقب الحصان الأسود أقصى ما وصل إليه من قبل.

 

لكن هذا المنتخب يستيقظ بين فتراتٍ بعيدة على ومضاتٍ كرويةٍ تجعل آمال عشاقه الذهاب بعيدًا في المونديال، ولمَ لا التتويج به، وهو الآن يعيش عصره الذهبي بمجموعة من اللاعبين وتشكيلة تعتبر من بين الأفضل في العالم، إنه منتخب بلجيكا.

 

بلجيكا بلغت بالأمس الدور ربع النهائي لكأس العالم روسيا 2018، بعد فوزٍ بشق الأنفس وفي اللحظات الأخيرة على منتخب الساموراي الياباني، بعدما كاد الأخير يعصف بأحلام البلجيكيين في هذا المونديال، بعد أن باغته بهدفين في بداية الشوط الثاني، قبل أن يعود البلجيكيون في النتيجة ويقلبوا الطاولة على اليابانيين بالانتصار بثلاثة أهداف لهدفين عبدت لهم الطريق نحو المرور للدور ربع النهائي.

 

بلجيكا بهذا الجيل من اللاعبين، لم يعد مناصروه يرضون بأقل من التتويج بالمونديال، وهم على موعد يوم الجمعة المقبل مع مباراة مصيرية أمام منتخب البرازيل من أجل رسم ملامح الطريق نحو المربع الذهبي للمونديال.

 

مباراة قد تشكل لحظة فارقة في تاريخ البلجيكيين، وهي في الوقت ذاته تعيد ذكريات أليمة لهم، فقد انتهت أحلامهم من قبل في ثلاث مناسبات على يد منتخبين من أمريكا الجنوبية، كانت البرازيل واحدةً منهما.

 

نهاية حلم على يد الأرجنتين

 

بلجيكا شاركت في المونديال في تسع مرات من قبل، وهذه المرة هي المشاركة العاشرة لها، وودعت من الدور الأول في أول مشاركتين لها في مونديالي 1930 و1970، وودعت من الدور الثاني في مونديال 1982، إلى أن حان مونديال المكسيك 1986، والذي شهد تألقًا بلجيكيًا لافتًا.

 

فعلى الرغم من البداية المتعثرة أمام المكسيك بالخسارة بهدفٍ لاثنين، استعادت بلجيكا عافيتها بالانتصار على العراق بنفس النتيجة، ثم تعادلت مع باراجواي بهدفين لمثلهما، لتعبر للدور الثاني بصفتها إحدى أفضل أربع منتخبات حصلت على المركز الثالث بالمجموعة.

 

وفي الدور الثاني، عبرت بلجيكا إلى الدور ربع النهائي من بوابة الاتحاد السوفيتي بالانتصار عليه بأربعة أهداف لثلاثة بعد التمديد، قبل أن تنتصر بركلات الترجيح على إسبانيا بواقع خمس ركلات لأربع بعد التعادل الإيجابي بهدفٍ لمثله في الوقتين الأصلي والإضافي، لتمضي قدمًا إلى الدور نصف النهائي.

 

آمال البلجيكيين في التتويج العالمي ارتفعت، وحانت مواجهتهم مع منتخب الأرجنتين، لكنهم تلقوا الخسارة بهدفين نظيفين، ليتكسر أول أحلامهم في التتويج بالمونديال عند عتبة راقصي التانجو.

 

بعد ذلك خفت بريق بلجيكا فأُقصيت من الدور ثمن النهائي في مونديال 1990 بإيطاليا على يد إنجلترا، وتكرر الأمر ذاته في مونديال 1994 بالخسارة أمام منتخب ألمانيا، ثم وداع مبكر من الدور الأول في مونديال 1998 بفرنسا.

 

إقصاء على يد البرازيل

 

وفي مونديال 2002، سجلت بلجيكا مشاركةً جيدةً في المونديال، وعبرت للدور الثاني بعد التعادل مع اليابان بهدفين لمثلهما، والتعادل مع تونس بهدفٍ لمثله، قبل الانتصار على روسيا بثلاثة أهداف لهدفين، لتتأهل لثمن النهائي لملاقاة البرازيل.

 

خصم بلجيكا المقبل في الدور ربع النهائي بمونديال روسيا قضى على أحلامها من قبل في مونديال 2002 بعد الفوز عليها بهدفين نظيفين، لتمضي البرازيل بعدها في طريقها نحو اللقب.

شاهد هدفي المباراة

وداع آخر على يد الأرجنتين

غياب بلجيكا من بعد ذلك استمر اثني عشر عامًا، قبل أن تعود للمشاركة التاسعة بالمونديال بجيلٍ ذهبيٍ توسم فيه البلجيكيون خيرًا لنيل مراد التتويج هذه المرة.

 

بلجيكا ضربت بقوة في الدور الأول بتحقيقها العلامة الكاملة بالانتصار على الجزائر بهدفين لهدف، وعلى روسيا بهدفٍ نظيفٍ، وبنفس النتيجة على كوريا الجنوبية، قبل العبور للدور ربع النهائي من بوابة منتخب الولايات المتحدة، بالانتصار عليه بنتيجة هدفين لهدفٍ واحدٍ بعد التمديد.

 

ارتفعت أحلام البلجيكيين في التتويج هذه المرة بجيلها الذهبي الذي يتقدمه نجم تشيلسي أدين هازارد، قبل أن تسقط في الدور ربع النهائي على يد الأرجنتين هذه المرة بهدف جونزالو هيجواين في بداية المباراة، والذي ظل صامدًا إلى نهايتها.

 

 

وهذه المرة ستلعب بلجيكا مع البرازيل للثأر من إقصاء 2002، وتحقيق الحلم الغائب من زمنٍ بعيدٍ، وروسيا ستكون حاضرةً أيضًا في الأذهان، فإن لم تكن بلجيكا قد عبرت للأدوار النهائية من بوابة روسيا فإن الأرض الروسية ستكون مسرحًا للمواجهة المنتظرة في مونديال بلاد بوتين.