اليسار في حكم المكسيك .. معضلة جديدة تواجه «ترامب»

لوبيز أوبرادور ودونالد ترامب
لوبيز أوبرادور ودونالد ترامب

اُنتخب المرشح اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور رئيسًا للمكسيك لفترةٍ رئاسيةٍ مدتها ست سنوات، بعدما حاز على نحو 53% من أصوات الناخبين ليحسم الانتخابات من الجولة الأولى، في حين حصل أقرب منافسيه، ريكاردو أنايا من حزب العمل الوطني المحافظ على 22% فقط من أصوات الناخبين.

ووعد لوبيز أوبرادور بإحداث تغييرٍ شاملٍ في النظام الديمقراطي والدستوري، متعهدًا أيضًا بالقضاء على الفساد الذي استشرى في البلاد، وتسبب في غضب الشعب المكسيكي ضد الطبقة الحاكمة والمسيطرة على الوضع في البلاد.

ويأتي انتخاب لوبيز أوبرادور في وقتٍ يتمسك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، والذي أحدث توترًا بين البلدين وسط رفض مكسيكي لم يمنع ترامب من التأكيد أنه لن يوافق على أي قانون للهجرة يستبعد الجدار على الحدود المكسيكية.

تهنئة من ترامب

وهنأ ترامب الرئيس المكسيكي المنتخب، وكتب في تغريدة على صفحته في "تويتر" إن كثيرًا من الأشياء علينا فعلها، وستكون في صالح البلدين".

ودأبت الولايات المتحدة على معاداة أنظمة الحكم الاشتراكية في الأمريكتين، وعلى رأس تلك الأنظمة فنزويلا وبوليفيا وكوبا.

وقد اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بالسعي لإسقاط أنظمة الحكم الاشتراكية في أمريكا الجنوبية مثلما حدث في البرازيل وتشيلي.

جاء اتهامات مادورو على خلفية التظاهرات الشعبية التي قادتها المعارضة الفنزويلية في أبريل من العام الماضي، وقد لاقت تلك التظاهرات دعمًا من قبل الإدارة الأمريكية، التي تجهر بالعداء لنظام الحكم اليساري في فنزويلا بقيادة مادورو خليفة هوجو تشافيز، الذي كان يقود حربًا ضد ما أسماه الإمبريالية الغربية.

ولطالما عارض لوبيز أوبرادور سياسات الرئيس الأمريكي ترامب خلال حملته بالانتخابات الرئاسية.

ويمثل الجدار الحدودي أزمة حالية بين المكسيك والولايات المتحدة، تضاف إلى أزمة التجارة، وفرض الإدارة الأمريكية رسومًا جمركيةً على واردات الألومنيوم والصلب، والتي أغضبت دول الاتحاد الأوروبي، وسببت استياءً لدى كندا والمكسيك، جارتي الولايات المتحدة.

وتعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة، وبالتحديد في الفترة الحالية، من أهم المعضلات التي ستوجد على أجندة الرئيس المكسيكي المنتخب، فهل سيدخل في تحدٍ مع نظيره ترامب أم سيرضخ أمامه ويستجيب لدعوته للعمل سويًا التي أطلقها ترامب، والتي اعتبرها الكثيرون لا تتخطى مجرد تهنئة بروتوكلية من الرئيس الأمريكي.