حكايات| «أنا مبابي».. أمير موناكو الثاني الذي سيصل يومًا للقمر

مبابي
مبابي

«طموحي دائما أن أصل إلى القمر.. وإذا فشلت سأكون على الأقل وصلت لحدود السحاب».. كلمات كانت دائمًا حاضرة في ذهن اللاعب الصغير «كيليان مبابي»، الذي كان يمضي أغلب وقته في الحديث إلى لكرة القدم.. ووحدها كانت تفهمه. 


ويلفريد شاب من أصول كاميرونية يعيش في فرنسا ويحب كرة القدم، وزوجته فايزة لاعبة كرة اليد معتزلة حصلا على طفلهما الأول «كيليان» بعد 6 أشهر فقط من تتويج فرنسا الأسطوري بكأس العالم 1998 على حساب البرازيل.  


في هذا الوقت بالذات كان الفرنسيون كلهم يتنفسون كرة القدم، ويبدوا أن الطفل مبابي الذي ولد في 6 ديسمبر عام 1998 سيأخذ نصيب الأسد من هذا الشغف.


البداية.. شغف تحول لجنون


«اعتقد أن الأمر مع مبابي تخطي مرحلة الشغف.. لقد أصبح مفتونًا بكرة القدم، حتى أنه قد يشاهد 4 أو 5 مباريات على التوالي».. هكذا تحدث ويلفريد عن عشق ابنه لكرة القدم عندما كان صغيرًا.

 

اقرأ حكاية أخرى| "فئران الصحراء".. قصة لقب عظيم أهانته الصحافة المصرية بجهل!


وأضاف – بحسب « lifebogger» - أن ابنه كان يهتم بكرة القدم أكثر من أي شيء آخر، حتى أنه كان يرفض الالتزام بدوام كامل في المدرسة من أجل أداء التدريبات، كانت عائلته أهم شيء ثم بعد ذلك تأتي كرة القدم، وكان دائمًا ما يرافقه خلال لعبه وتدريبه بنادي « AS Bondy».


«عندما كان يبلغ من العمر عامين فقط كنا نشاهده وهو يمشي بالكرة حتى المكان الذي يجلس به لاعبي الفريق.. يجلس على الكرة وسطهم ليستمع إلى المحاضرة الفنية.. كان يعتقد وقتها أنه لاعبًا وعليه الاستماع إلى كافة تعليمات المدرب».. هكذا يصف رئيس نادي « AS Bondy» اتمان ايروش خطوات مبابي الأولى من كرة القدم.


أمير موناكو الثاني

 

في بداية حياته الاحترافية اتخذ الطفل مبابي قرارًا صعبًا في مسيرة أي لاعب كرة قدم فقد رفض عروضًا من كبار العالم مانشستر يونايتد وبايرن موينخ وغيرهم من الأندية من أجل الانضمام لهم، مفضلا اللعب في إمارة موناكو.

 

وقالت والدة مبابي، فايزة، إن قرار لعب ابنها في مدينة موناكو الفرنسية كان الاختيار الأفضل له، فهناك يسهل السيطرة عليه وأن يصبح أكثر تركيزًا على كرة القدم.

 

اقرأ حكاية أخرى| الظاهرة رونالدو يروي: «أخبروني بأني انتهيت.. فوصلت للكمال»

 

وأضافت: « في باريس من الصعب أن أجعله يركز على كرة القدم فقط.. فهناك العديد من الفتيات الجميلات.. ولكنه آمن في موناكو». 


وشهدت فترة تواجد الطفل ذو الـ16 عامًا مع موناكو تألق غير عادي، ففي 2 ديسمبر 2015 كان ظهوره الرسمي الأول مع موناكو عندما وطأت قدمه الملعب كبديل، وفي نهاية الشهر كان يحتفل بإحرازه الهاتريك الأول له في مسيرته الاحترافية.


وعقب التألق الشديد للنجم الأسمر بدأت الصحافة الفرنسية في الحديث عن هذا المراهق الذي وصفته بـ«أمير موناكو الثاني»، وبدأت في عقد المقارنات بينه وبين تيري هنري.


هنري: لا تقارونه بي


رد النجم الفرنسي تيري هنري على هذا الوصف كان به قدرًا من القسوة حيث قال « من الظُلم أن يتم وصف مبابي لهنري الجديد، أجد أنه من الأفضل له أن نقارنه بنيمار» إلا أن هنري لم يدرك أنه سبق وان التقط صورة مع الطفل الصغير الذي سيحطم العديد من أرقامه القياسية فيما بعد.

 

اقرأ حكاية أخرى| هل «تجسس» الروس على منتخبنا ووصلوا إلى غرفة كوبر؟

 

ففي عمر الـ16 عاما و347 يومًا فقط وطأت قدم مبابي الملعب وهو يرتدي زي موناكو كبديل لكنه في تلك اللحظة كسر رقم «تيري هنري» ليصبح أصغر لاعب يمثل فريق الإمارة الفرنسية في الدوري بعد هنري الذي كان يبلغ 17 عامًا و14 يومًا وقت مشاركته الأولى. 


وخلال مباراة فرنسا والأرجنتين بكأس العالم – التي يشارك بها إمبابي لأول مرة – أحرز هدفين في دور أقصائي وهو ما لم يفعله أي لاعب فرنسي آخر سوى تيري هنري.


طموحي أن أصل للقمر


في بداية تألق مبابي مع نادي موناكو وحصوله على لقب الدوري ومشاركته بدوري أبطال أوروبا  بدأت العديد من الأندية الكبرى في مطاردة اللاعب الشاب – الذي انتقل في النهاية إلى باريس سان جيرمان – وعند سؤاله وقتها عن أي الأندية يفضل لم يجب بشكل واضح. 


«طموحي دائمًا هو الوصول إلى القمر.. وإذا سقطت خلال رحلتي له.. على الأقل وقتها سأكون وصلت إلى حدود السحاب».. كانت تلك الإجابة التي صرح بها مبابي وقتها وأكدها عليها في مباراة فرنسا.. أكد على أن أمير موناكو لن يتوقف حتى يصل إلى القمر.