أزهري يوضح 6 آداب للمسجد لا يجوز التفريط فيها

الشيخ أحمد تركى، مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الشيخ أحمد تركى، مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

يحرص الكثير من المسلمين على الذهاب للمساجد بصفة مستمرة، خصوصًا وأن للمساجد مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، خاصة وأن بناء المسجد النبوي يعتبر أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة النبوية.

 

ويغفل البعض عن عدد من الآداب الخاصة بالمساجد، والتي أوضحها مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف الشيخ أحمد تركي، خلال حديثه لـ"بوابة أخبار اليوم"، مؤكدًا أن المسجد  له حرمة خاصة يجب مراعاتها، وله آداب ينبغي عدم التفريط فيها.

 

وأوضح الشيخ أحمد تركي، أن من أبرز آداب المساجد:

- تنظيف المسجد وتطييبه وصيانته من الأقذار والروائح الكريهة؛ استشهادً بما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب»، وعن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد -أي تكنسه- ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عنها بعد أيام، فقيل له: إنها ماتت، قال: «فهلا آذنتموني؟! فأتى قبرها فصلى عليها»، وهذا تكريم للذين يشغلون أنفسهم بتنظيف المساجد وتطهيرها.

 

- عدم تناول الأكلات ذات الرائحة الكريهة، لما ورد عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، أو قال: فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته».

 

- الذهاب إلى المساجد بملابس نظيفة، عملا بقوله تعالى: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد»، وأن لا يأتي المصلي وثيابه متسخة.

 

- عدم رفع الصوت في المسجد حتى بقراءة القرآن؛ لما ورد عن أبي سعيد قال: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: «ألا إن كلكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة -أو قال:- في الصلاة».

 

 

- لا يجوز رفع الصوت بالجدل ولغو الحديث، وبالخصومة والمشاجرة، وبالشتم والانشغال بالقيل والقال، وبالغيبة والحديث في أمر الدنيا، وما جرى لفلان، فالمسجد ينبغي أن ينزه عن كل هذا، لما ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة».

 

 

- لا يجوز البيع والشراء، والبحث عن الأشياء الضائعة في المسجد؛ لأن هذه الأمور تصرف الناس عن العبادة والغاية المتوخاة من المسجد؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا»، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك».

 

 

وطالب الشيخ أحمد تركي، الحفاظ على حرمة المساجد وتدريب الأبناء على آدابها، والحذر من كل عمل فيه انتهاك لحرمة بيوت الله، قائلا: «المساجد بيوت الله، وهي أحب البلاد إلى الله وأنقى بقاع الأرض وأطهر ساحات الدنيا، ولهذا أمر الله جل جلاله بتطهيرها لعبادته، لأن النفوس تتطهر فيها والمؤمن يجد راحته ويناجي مولاه ويتوجه إليه بالعبادة».

 

وأضاف "تركي": «إن المسجد في الإسلام له مكانة رفيعة ومنزلة عالية، ففيه يتعبد المتعبدون، ويصلي المصلون، ويعتكف المعتكفون، ويتعلم المتعلمون، ويتلاقى فيه أهل الحي ويتعارفون، يأتي إليه العبد فتهدأ نفسه ويطمئن قلبه، ويتسلل النور إلى فؤاده فيخرج من المسجد منشرح الصدر باسم الثغر».