لم يكن ما حدث من هزيمة ثقيلة للمنتخب أمام روسيا بثلاثة أهداف لهدف من فعل هبوط مفاجئ تكتيكيا فقط في الملعب في ربع الساعة الأول في الشوط الثاني وبعد صمود تكتيكي وتنظيم دفاعي وتمركز جيد في الشوط الأول ولكن ما حدث كان أيضا بفعل المناخ العام الذي وضع فيه الفريق والذي كانت كل كواليسه تنبئ بكوابيسه.
في اللحظات الأخيرة الحاسمة والمؤثرة والتي كان يحتاج فيها لاعبو المنتخب لمزيد من التركيز والهدوء والاستعداد النفسي للمباراة المهمة التي جمعتهم في اليوم التالي مع روسيا صاحبة الأرض والجمهور وربما التعاطف التحكيمي بالجولة الثانية للمجموعة الأولى لنهائيات كاس العالم لكرة القدم.. وجدت بعثة المنتخب الوطني نفسها مطالبة بالتصدي لهجمة إعلامية واسعة عبر المواقع وصفحات السوشيال ميديا تتحدث في اللحظات القاتلة..ليلة المباراة..عن هجمة الفنانين وبعض الإعلاميين والشخصيات العامة على فندق اقامة المنتخب بمدينة سان بطرسبرج ..وهات يا احتفالات وحضن وتصاوير..وتورتة واغانى..ومو صلاح.. وعيد ميلاد سعيد.. ورقصنى يا جدع !!!
هذه الصورة العبثية شديدة الفوضوية التي تم تصويرها أثارت القلق فى نفوس الجميع..صحيح أنها لم تحدث بهذا التكثيف والإبعاد المختلفة لكن جزءا كبيرا منها حدث بالفعل..وما زاد الأمر خطورة وهلعا ان الذاكرة المصرية الشعبية استدعت على الفور مشاهد مباراة مصر والجزائر بأم درمان بالسودان الفاصلة على التأهل لكأس العالم الماضية وكيف أن نفس الفكرة..وتقريبا نفس الوجوه ..بنفس الهجمة على الكرة ونجومها وشعبيتها ..وكان ما كان..وكذبنا على الناس ودارينا خيبتنا.. !
فى سان بطرسبرج فوجىء مسؤلو البعثة بأن الفندق الذي تم تخصيصه من جانب الفيفا لاقامة الفريق لمدة ليلتين قبل مباراة روسيا هو ليس مخصصا لبعثة المنتخب وحدها وهو فندق كبير فى وسط مدينة سان بطرسبرج العتيقة الرائعة ومن ثم فيمكن لأي نزلاء الإقامة به..وقد كان..عرفت شركات سياحة بمكان واسم فندق المنتخب فقامت بالحجز لبعض كبار النجوم والفنانين والشخصيات العامة ورجال الأعمال بنفس فندق الإقامة ومن هنا خرجت مسئولية مدير المنتخب إيهاب لهيطة تماما عن السيطرة على الفندق ..أنا نازل هنا مثلى مثلك.... وبفلوسي..أو فلوس الشركة الحاجزة لنا هنا.. !
مع تنامى موجة الانتقادات عبر السوشيال ميديا وصل وهج الهجمة للمهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب والمسئول الأول عن راحة الفريق وترتيباته وهو للأمانة صاحب دور مؤثر مع المنتخب وله فكره ورؤيته وعقليته الإدارية المحترفة والمنظمة..ووجد لهيطة نفسه مطالبا بالتوضيح وثانيا بالحد من تلك الهجمة غير المسئول هو او ادارة البعثة والمنتخب عنها.. ناس نزلت فى نفس الفندق بفلوسها..او بفلوس اللي جابوها.. فما كان من مدير المنتخب الا ان استغل فرصة عقد مؤتمر صحفي من الفيفا للمدير الفني هيكتور كوبر وكابتن الفريق عصام الحضري مساء أمس الأول قبل المران الأخير للمنتخب.
وحرص لهيطة على الحضور بل وطلب من مندوب اعلامي بالشركة الراعية توجيه سؤال له خارج المقرر بالمؤتمر عن ما يقال بشأن إقامة البعثة المصرية من فوضى واحتفالات للفنانين وهنا رد لهيطة موضحا ثلاث نقاط مهمة.. أولا عند وصول البعثة مساء الأحد من جروزنى تم تخصيص ساعتين للاعبين للقاء أسرهم وذويهم الذين جاءوا من القاهرة وقد استغل بعض الحضور بالفندق من النزلاء هذه الفترة للقاء اللاعبين والتقاط الصور معهم.. ثانيا..فوجئنا عند حضورنا للفندق بسان بطرسبرج بأنه غير محكم السيطرة عليه وهو فندق كبير ويمكن لأي نزلاء الإقامة به ومن ثم لم يكن بمقدورنا غير عزل البعثة في جناح مستقل بها وطلبنا فقط من إدارة الفندق عدم السماح لأحد بالإقامة أو الدخول لهذا الجناح وثالثا..نشادنا الجميع بالعمل عل توفير اقصي درجات الراحة والتركيز للاعبين الذين شددنا عليهم ايضا عدم التعاطي الاعلامى لأى جهة او افراد وكان لابد من التأكيد على هذه الضوابط اما اى احتفالات او غيرها فهى خارج نطاق البعثة..
هذا ما حرص لهيطة على ايضاحه فى مؤتمر الفيفا لرجال الاعلام المصريين والاجانب وان كان الاخرين لم يشغلهم سوى السؤال عن محمد صلاح وان كان سيلعب ام لا ورؤية كوبر له مدى استعداده لمواجهة اصحاب الارض كما سئل عن الناتج الهجومى الضعيف لمنتخب مصر فى اخر ا ربع مباريات له ورد بطلب النظر لاخر عشرين مباراة وليست اربعة فقط..كما انشغل الصحفيون الاجانب بالسؤال عن تشكيل مصر وطريقة اللعب ورأى كوبر فى مفاجات المونديال حتى الان..بينما كانت اخبار الميديا المصرية تقول بهوجة وجود ليلي علوى وبوسي شلبي وابوهشيمة فى فندق الفريق..!!
وفى الحقيقة..وللامانة..والحرص على المصلحة العامة للمنتخب الوطنى..نقول من قلب الحدث..ودون انتظار لنتيجة مباراة المنتخب مع روسيا..هناك عدة نقاط اساسية فى هذه الازمة التى فرضت على اجواء الفريق الوطنى مكافحة القلق والتوتر وصخب السوشيال ميديا والشائعات ليلة المباراة فى توقيت كان الفريق في امس الحاجة خلاله للراحة والتركيز..
اولا..ما كان يجب ابدا على نجوم ونجمات الفن والشخصيات العامة من رجال الاعمال وغيرهم الاقتراب من فندق اللاعبين او طلب التصوير مع صلاح او غيره والادعاء بالاحتفال بتورتة عيد ميلاد له فى توقيت حرج..وكان على هؤلاء ان يدركوا ان استعداد لاعب لمباراة مهمة يختلف تماما عن استعداد وتجهيز ممثل لتصوير مشهد.. المسألة مختلفة تماما.. والتصوير والاحتفال مش وقته ولا مكانه هنا.. العبوا بعيد..الذكرى مش حلوة خالص ..اطلعوا من مشهد الكورة تماما..!!
ثانيا..كان على شركات السياحة الناقلة لكل هذه الوفود والنجوم والشركات التى جلبت هؤلاء للدعاية والترويج ان تدرك مسئولياتها الوطنية وتبتعد بمن جاءت بهم للترويج والدعاية والمنظرة فى روسيا عن فندق واجواء اللاعبين..عندهم منطقة ال " فان زون " او منطقة الجمهور يتجمع فيها جمهور كل الدول احتفالا وابتهاجا وتبادلا للثقافات..وقد قضوا فيه ليلتهم بعد هجمة فندق البعثة.. هكذا كان
اقرأ أيضًا...
روسيا 2018| «النيران الصديقة تقتل».. فتحي وبوهدوز بقائمة الأهداف العكسية بالمونديال
صور| خيبة أمل للجماهير المصرية بعد الهزيمة من روسيا
المنيسي يكشف كواليس الهزيمة القاسية للفراعنة في مباراة مصر وروسيا
روسيا 2018| الفرصة المستحيلة لصعود الفراعنة لدور الـ16
روسيا 2018| أبو تريكة: لا تذبحوا لاعبي المنتخب.. ولن نكرر عقدة الـ28 عامًا
روسيا 2018| تشيريشيف أفضل لاعب في مباراة روسيا ومصر
روسيا 2018| ضربتان جزاء حصيلة أهداف مصر في تاريخ المونديال ..فيديو
روسيا 2018| خسارة منتخب مصر.. وروسيا أول المتأهلين لدور الـ16 في كأس العالم
صور| ملخص خسارة مصر أمام روسيا.. وفك «صلاح» لعُقدة مجدي عبدالغني
روسيا 2018| شاهد.. مصر أول منتخب عربي يستفيد من تقنية الفيديو
روسيا 2018| صلاح يحرز الهدف الأول لمصر ويكسر عقدة مجدي عبدالغني «فيديو»
روسيا 2018| هدفان في دقيقتين.. روسيا تتقدم على مصر بثلاثية «فيديو»
روسيا 2018| بقدم أحمد فتحي.. روسيا تتقدم بالأول على مصر «فيديو»
