روسيا 2018| محمد صلاح في مهمة خاصة أمام الدب الروسي

محمد صلاح
محمد صلاح

مع إشراقة شمس مدينة جروزنى الشيشانية على الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الوطني يفتح الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر صفحة جديدة في مشواره مع المونديال يضع فيها حساباته الخاصة للمباراة المقبلة يوم الثلاثاء القادم أمام الدب الروسي صاحب الأرض والجمهور والتنظيم.
فصل كوبر هذه المباراة كوحدة مستقلة على مباريات المجموعة الأولى باعتبارها تمثل نقطة فارقة في تحديد درجات الأمل في الصعود إلى الدور الثاني والذي يراه ممكنا لأنه يواجه في  المباراتين المقبلتين فريقين من الجانب النظري والتحليل الرقمي أقل منه مستوي.
يأتي تصنيف الفريق الروسي في قائمة الفيفا في المركز رقم 70 بعد أن تراجع 4 مراكز في تصنيف هذا الشهر.. وهو لا يمتلك عناصر بارزة في صفوفه على عكس المنتخب المصري الذي يحتل المركز 45 ولديه مجموعة من النجوم المحترفين في العديد من الدوريات الأوروبية على رأسهم بالطبع النجم محمد صلاح الذي وضح انه سيكون له مهمة خاصة في خلخلة دفاع الدب الروسي واصطياده في لحظة خاطفة كما هي عادته على طريقة كوبر.
وكانت تصريحات صلاح لوسائل الإعلام قبل مباراة أوروجواي التي قال فيها إن المنتخب المصري جاء ليستمر في المنافسة وأنه يمتلك قدرات تمكنه من تحقيق الانتصارات قد أثارت حماس اللاعبين الذي يلتفون حوله بصورة دائمة.
ترتيبات خاصة
كانت بعثة المنتخب قد عادت مساء أمس من مدينة ايكاتر نبرج إلى جروزنى التي لعبت فيها المباراة الأولى مع أوروجواي ويبدأ الفريق التدريب اليوم وغدا على ملعب ستاد أحمد ارينا المخصص لتدريبات الفريق.. ثم يغادر إلى سان بطرسبرج مساء غد ليستعد للقاء المنتخب الروسي يوم الثلاثاء.
وتحظى هذه المباراة بأهمية كبيرة على المستويين الإعلامي والسياسي إلى جانب الرياضي فالمباراة سيحضرها الرئيس بوتين وعدد كبير من الشخصيات السياسية والرياضية في البلدين خاصة أنها تقام في المدينة التي يتجمع فيها اغلب المصريين وركزت فيها الشركة الراعية أنشطتها الفنية والجماهيرية مع الرعاة من إقامة مهرجانات غنائية وفعاليات مختلفة. وقد أكد كوبر إن لهذه المباراة ترتيبات فنية خاصة تنفصل عن المباراتين الأخريين لأنها تمثل له أبعاد جماهيرية وترسم بشكل كبير ملامح الخطوة التالية مع منتخب السعودية.
ومن خلال متابعة معسكر المنتخب في جروزنى وتدريباته التي سبقت السفر إلى ايكاتر نبرج للقاء أوروجواي ظهر جميع اللاعبين بحالة بدنية ومعنوية جيدة والمنافسة بينهم رغم الحماس الذي تتسم به ولكنها كانت في أجواء من الود والتنافس الرياضي وحتى الإصابة التي لحقت بعلي جبر قبل مباراة أوروجواي لم تؤثر عليه خاصة بعد الأشعة التي أجريت له.
المعسكر المثالي
يعيش المنتخب الوطني في العاصمة الشيشانية أجواء حميمة جدا حيث يحيط الأهالي بالفريق بمودة كبيرة وما من احد تلتقيه في الشوارع  أو المحال أو وسائل المواصلات إلا ويدعو للمنتخب ولمحمد صلاح ويتمنون له الفوز والصعود إلى الأدوار التالية في المونديال ليستمر في معسكره في جروزنى بل إن بعض من قابلناهم يؤكدون أنهم سيشجعون منتخب مصر أمام المنتخب الروسي.
وهذا الشعور الشعبي يعكس الترحيب الرسمي الذي وصل إلى قمته يوم وصول المنتخب إلى جروزنى حيث حرص الرئيس الشيشانى رمضان فاديروف الذي حضر إلى أرض الملعب واصطحب محمد صلاح لتحية الجماهير التي زادت على 7 آلاف متفرج.
هجمات وشكاوى
وقد حاولت بعض الجهات المترصدة لمصر استغلال هذه الزيارة واللقاء والترحيب الرئاسي في إثارة بعض المشاكل للمنتخب الوطني من خلال تقارير أعدتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» المشبوهة ورفعتها إلى الفيفا تتهم فيها الفريق المصري بالعنصرية ومعاداة حقوق الإنسان وغيرها من شعارات بدعوى أن الرئيس الشيشانى من الذين تستهدفهم هذه المنظمات.. وذهبت المنظمة المشبوهة إلى مطالبة الفيفا بالتدخل لدى الاتحاد الأفريقي لحرمان مصر من تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة.
ونال محمد صلاح نجم المنتخب ونادي ليفربول جانبا من الشوشرة الإعلامية التي تثيرها هذه الجهات.. وخاصة التقرير الصحفي الذي أعده الكاتب الرياضي لوكالة أنباء الاسوشيتدبرس مستندا إلى ما كتبته راشيل دنبر مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في منظمة هيومن رايتس في تقريرها بعد استقبال المنتخب بالحفاوة الشعبية والرسمية الكبيرة في جروزني.
التصريحات المثيرة!
وعلى جانب آخر تحاول إدارة البعثة التي يرأسها المهندس هاني أبوريدة ونائبه عصام عبدالفتاح منع حدوث أي تأثيرات لقرارات إدارية متعلقة بتجديد عقود لاعبين محترفين خاصة في دول عربية من التأثير على تركيز الفريق.. وكذلك ما يحدث من تراشقات عبر بعض مواقع التواصل.. وكان الحوار دائما ينصب على أن أمام جميع اللاعبين سواء الأساسيين أو الاحتياطيين مسئولية ضخمة المشاركة في كأس العالم يمثل نقلة تاريخية في حياة الجميع ولا يجب أن يتراجع التركيز فيها أمام الاهتمام بأمور وقتية ستزول بسرعة ولكن يبقى نجاح المنتخب في المونديال علامة فارقة لكل فرد في البعثة.. وسيتم الاجتماع مع اللاعبين مرة أخرى اليوم لإعادة شحن المعنويات وتفادى أي تأثيرات من مباراة الأمس.
تحظى مهمة المنتخب بالكثير من الاهتمام الجماهيري حيث توالت الرحلات على روسيا من مصر والعديد من الدول العربية والأوروبية حيث وصلت أسعار بعض التذاكر المخصصة لمصر إلى مبالغ فلكية.. وكان حرص المصريين على السفر خلف المنتخب حتى في جروزنى يمثل سباق بين الجماهير حتى أن بعض الطلبة المصريين الدارسين في روسيا قد قطعوا مسافات شاسعة لحضور تدريبات المنتخب في ملعب أحمد ارينا وقد سمح لهم عصام عبدالفتاح ومحمد أبوالوفا عضوا مجلس إدارة الاتحاد بدخول الإستاد بعد استئذان كوبر ولهيطة تقديرا للمشقة الكبير التي تكبدوها في الطريق.
وأمام مطار ايكاترنبرج احتشد بعض المصريين لاستقبال الفريق والتقاط بعض الصور له وحضور تدريباته.
مجدي عبدالغنى.. اللغز الكبير!
وبعيدا عن الاستعدادات الفنية والإدارية.. يبقى مجدي عبدالغنى حديث المونديال على مر الأجيال فمن مونديال 1990 والذي كان فيه صاحب الهدف الوحيد من ركلة الجزاء أمام هولندا والذي نجح في تسويقه بشكل جيد ليصبح حديث الصباح المساء كلما تردد الكلام عن كأس العالم أو حتى لم يتردد وأصبح هدف مجدي عبدالغنى هو السحابة الدائمة التي تمطر على رأس المصريين في كل مناسبة ولما جاء كأس العالم بروسيا تصور المصريون أن مجدي عبدالغنى سيتراجع ليظهر من مصر نجوم جدد يكونوا في بؤرة الأحداث إلا أن مجدي ظهر هذه المرة ولم تكن وراءه فرحة كالتي صنعها بهدفه عام 1990 ولكن بأزمة ضخمة وخلافات وتهديدات لزملائه في الاتحاد بعد أن تم اتهامه بأنه اقتحم مخزن المهمات الخاص بالاتحاد وحصل على ملابس رياضية ورفض تسوية الأمر إداري مع الموظف المسئول عن العهدة واضطر مجلس الإدارة لإبعاده من منصب نائب رئيس البعثة وتكليف عصام عبدالفتاح بالمهمة. ولم يتوقف الأمر عند مجرد الاستبعاد ولكن خرج صاحب هدف كأس العالم 90 ليؤكد أنه لن يصمت وأنه سيفضح الاتحاد لوجود تجاوزات وأنه سيكشفها قريباً.. ولما سألنا بعض أعضاء مجلس الإدارة عما يمكن أن يكشفه مجدي وتهديداته قالوا هل كان يتستر على تجاوزات وقرر يكشفها حينما تم إبعاده من السفر.. أي أنه كان شريكا في هذه التجاوزات المزعومة.
الأكثر إثارة تلك الصورة التي نشرها مجدى عبدالغنى وهو على طائرة رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية وعلق عليها: «في الطريق إلى روسيا».. وكأنه يخرج لسانه للجبلاية!