مباراة مصر وأوروجواي.. بين ثغرة تاريخية وخديعة صلاح!

صورة من مباراة مصر وأوروجواي - تصوير : إيهاب عيد
صورة من مباراة مصر وأوروجواي - تصوير : إيهاب عيد

ظهر المنتخب الوطني بشكل مختلف أمام أوروجواي، بشكل تكتيكي لم يظهر به منذ فترة ليست بالقصيرة، رغم خسارته لهذه المباراة الافتتاحية بالمجموعة الأولى لنهائيات كأس العالم الحادية والعشرين لكرة القدم.

 

ولم يكن غريبا إشادة الكثيرين من الخبراء والمراقبين لأوساط البطولة في روسيا، بأداء لاعبي مصر، واستقبال هاني أبوريدة عضو اتحاد الكرة، وعضو تنفيذية "الفيفا"، إشادات زملائه أعضاء الاتحاد الدولي عقب هذه المباراة التي احتضنها ستاد مدينة ايكيتنبيرج.

 

أسباب ظهور المنتخب بمستوى لائق


 توجد أسباب، ساعدت المنتخب على الظهور بشكل لائق في مباراة اليوم وهي:

 

 الانضباط التكتيكي الصارم، فكل لاعب تقيد بمهامه المحددة وظهر في هذا الإطار بدرجة تقترب من الامتياز كل من: محمود تريزيجيه، ومحمد النني، وطارق حامد الذي خرج مصابًا.

 

كان تريزيجيه ملتزمًا في سرعة التحول والارتداد، والقيام بمهامه الدفاعية، وأنقذ أكثر من فرصة خطرة وساهم كثيرا وبدرجة جيدة جدًا فى الضغط وتخفيف الحمل على زميله الظهير الأيسر محمد عبد الشافي، الذي التزم هو الآخر بمهام التغطية العكسية، لمواجهة مخاطر عرضيات العمق القادمة من جبهة أحمد فتحي الذى أجاد بدوره في الرقابة والضغط، وسد الطريق أمام تبادل جناحي الفريق المنافس. 

 

التناغم الواضح بين النني بخبراته العالية، خاصة في الانتشار العرضي، والتمرير السليم، والتحكم في إيقاع اللعب بين التهدئة والتسريع، وعابه فقط قلة تدوير الكرة، والاكتفاء لفترات غير قليلة خاصة في الشوط الأول بالاعتماد على الناحية اليسرى لنشاط تريزيجيه اللافت، وطارق حامد أحد أهم المطارق القوية، التي اعتمد عليها كوبر للضغط على سواريز وكافانى، وتأثر أداء خط الوسط خصوصًا في شقه الدفاعي بخروج طارق حامد مصابًا بإصابة لن تبعده عن لقاء روسيا.

 

التزام صانع الألعاب عبد الله السعيد، بمعاونة النني وطارق حامد في تشكيل مظلة الضغط المبكر على مصادر الخطورة التي اعتمد عليها تاباريز وحذر منها كوبر جيدا، والتزم "السعيد" بدوره في الظهور بفعالية في الثلث الهجومي، خاصة وأن عبدالله السعيد ظهر بحالة بدنية أقل نسبيًا مما كان عليه من قبل.

 

ومع استحقاق لاعبي مصر ومدربهم "كوبر"، الإشادة والتحية وتألق الحارس محمد الشناوي واختياره رجل المباراة بعدما أنقذ مرماه من هدفين أحدهما من انفراد سواريز، الذي لم يجد هذه المرة ما يعضه غير أنامل الندم، والأخرى تصدي حارس مصر لقذيفة اديسون كافانى، إلا أن ما فشل فيه "كوبر" هو علاج تلك الثغرة التاريخية المؤثرة دوما في الكرة المصرية، والتي تتعلق بالتمركز الدفاعي الخاطئ في استقبال مدافعي مصر للكرات العرضية.

 

من الملاحظ، عدم تركيز "كوبر" في آخر تدريبين للفريق، على سد هذه الثغرة وتنشيط الحالة الذهنية لجميع اللاعبين وليس فقط حجازى وجبر، ولعل أخطاء التمركز هذه كانت السبب في استقبال شباك الشناوي هدف خمينيس المدافع المتقدم للمعاونة في الضربة الحرة القاتلة، وهو درس جديد ومعاد ومتكرر للاعبي مصر في ضرورة الاحتفاظ باللياقة الذهنية النشطة حتى الثواني الأخيرة، فالفراعنة استحقوا التحية، لكن "كوبر" ترك الجميع في حيرة السؤال الكبير: لماذا لم يظهر صلاح اليوم؟


كوبر امتلك رغبة فى التمويه على منافسه العجوز وصديقه تاباريز، بشأن حالة محمد صلاح وهو يعلم جيدًا أن جناح ليفربول الخطير، محل اهتمام وترقب المنافس ومن ثم اهتم المدير الفني للمنتخب بالترويج المكثف خاصة في المؤتمر الصحفي لـ"الفيفا" قبل يوم واحد من المباراة للتأكيد على جاهزية "صلاح" ومشاركته في المباراة، لكن ظهر أن محمد صلاح كان متفقًا على إمكانية اشراكه في المباراة الثانية أمام روسيا، ولكن يحسب لبديله عمرو وردة، الإجادة الواضحة في هذا اللقاء.