من منطلق إيمانه أن إطعام الجائع يعد من أفضل الأعمال إلى الله أنشأ إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رواقا في السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة، يتولى إطعام الجائعين على مدار العام وهو أمر ربما لا يعرفه الكثيرون.
وفي هذا الرواق يجتمع أيضا العلماء وأهل الذكر لإحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحرص أبناء الإمام الراحل على التواجد في الرواق للإشراف عليه وإقامة مجالس العلم ومن بينهم نجله الأصغر أحمد الشعراوي الذي التقيناه في رواق والده ليتحدث عن عدد من المواقف التي عايشها مع والده خاصة في شهر رمضان.
في البداية سألناه كيف كان الشيخ الشعراوي يحيي ليالي رمضان؟
ندعو الناس للامتثال بأخلاق النبي والنظر إلى أفعاله، ونحاول أن نسير على نهجه قدر المستطاع، وهكذا كان الشيخ الشعراوي عمره بالكامل يتحدث وينصح بما ينفع الناس، وفيما يخص رمضان فكان مواظبًا على الذكر والصلاة وقراءة القرآن وتفسيره طبقا لمنهجه الذي وضحه بأن خواطره حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن، وإنما هي هبات صفائية، تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل وله ظهرت معجزاته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي «افعل ولا تفعل».
من الشيخ الذي تعتبره استكمالا لمسيرة الشيخ الشعراوي؟
لا يمكن وجود شخص يشبه آخر في كل شيء، حتى في مجال العبث واللهو، فمن الممكن أن يكون هناك البعض ممن يشبهون في طريقتهم الشيخ الشعراوي في بعض الأجزاء لكن لن يكون في كل شيء، وما يمكنني قوله هو أن الشيخ الذي تستطيع الاطمئنان له هو من يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي مرة كان قادمًا من السفر وحينها كنا في سن الشباب وكثرت الموجات الإلحادية والتي كان القائمون عليها مدربين جيدًا، فسألته من الشيخ الذي يمكنني أن أساله في بعض الأمور عندما يلتبس علي أمر، فكان رده أن كل الشيوخ جيدين، ولا يزكي على الله أحدًا، فطلبت منه أن يعطيني إجابة محددة، فأخبرني أن هناك مقياس «العالم الذي لا يتأسى بسيدنا رسول الله لا تأخذ منه عبرة، ولا تأخذ علمك من متكبر لأن الكبر عكس العلم، ولا من بذيء اللسان لأنه لا يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا من بخيل لأنه يكون بخيل في العلم والعواطف، ولا من متجهم الوجه حيث كان الرسول دائم الابتسامة».