جريمة في ليلة القدر.. والسبب حلة «محشي»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

لم يتبق على انطلاق مدفع الإفطار وأذان المغرب سوى بضع ساعات، بينما تجلس الزوجة العروس التي لم يمر على زواجها إلا ٢٢ يومًا فقط، تسابق الوقت بفرحة وسعادة لإعداد وجبة الإفطار «محشي» بناء على رغبة الزوج، واحتفالاً بليلة القدر، ولم تكن تعلم بأنها ستصبح ضحية «المحشي».

 

اعتدلت الزوجة في جلستها تراود مخيلتها سعادة الزوج وهو يتذوق ما صنعت يداها، وفجأة علت وجهها مسحة حزن وغيرة كاد أن ينفطر لها قلبها، وذلك عندما وصل إلى سمعها صوت زوجها يتحدث لإحدى السيدات بهاتفه المحمول، وبخفة وسرعة شديدة توجهت إلى باب غرفة النوم تتنصت عليه، حيث ارتجفت أناملها وتملكتها قشعريرة زلزلت كيانها، بعدما اكتشفت أن زوجها يتحدث إلى طليقته، التي انفصل عنها منذ ٩ أشهر.

 

تملكتها نار الغيرة، وانعقد لسانها عن الكلام، واقتحمت عليه الغرفة، ترمقه بنظرات غيظ وحنق، دون أن تلفظ كلمة واحدة، وقامت بتبديل ملابسها استعدادًا لترك عش الزوجية، ومعاقبة الزوج بعدم استكمال إعداد وجبة الإفطار «المحشي»، فحاول الزوج تهدئة الأمر، لكنها أصرت على الخروج، غير مبالية بما يقول، فاشتاظ الزوج غيظًا، وهرول مسرعًا وأمسك بسكين المطبخ مهددًا إياها بالقتل، لكنها لم تكن تعلم بأنها النهاية، فلم تعره أي اهتمام، وبدون مقدمات جذبها من شعرها، ولم تشعر إلا ونصل السكين يخترق بطنها الذي انفجرت منه الدماء كالشلال، وسقطت على الأرض مختنقة بصراخها الذي تحول بعد دقائق إلى أنين مكتوم يصحبه ألم وغصة، حتى فارقت الحياة متأثرة بجراحها.

 

تجمع الجيران وأهل الحي على مشهد يدمي القلوب، حيث انطلق صوت المؤذن من خلال ميكروفونات المساجد معلنًا عن آذان المغرب وموعد الإفطار، بينما ترقد الزوجة العروس لا تشعر بالقلوب الحانية وعويل النساء حولها.

 

وأمام اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة، اعترف الزوج المتهم بجريمته، وذكر في أقواله مرددًا «أنها كانت السبب، ولو سمعت كلامي مكانش ده حصل».

 

واستطرد قائلاً: «نشبت بيني وبين زوجتي مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة لإصرارها على ترك المنزل وعدم استكمال وجبة الإفطار، وبعد أن احتدم الخلاف بينهما طعنها بسكين المطبخ».

 

تم تحرير المحضر اللازم، وصرحت النيابة بدفن جثة الزوجة العروس بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس الزوج ٤ أيام على ذمة التحقيقات.