مسلسلات التصنيف العمري..موضة أم ضرورة؟

مسلسلات التصنيف العمري
مسلسلات التصنيف العمري

وضع عدد من المسلسلات التي تخوض الماراثون الرمضاني هذا العام، التصنيف العمري مراعاة للمشاهدين لما تتضمنه من مشاهد قتل وعنف وألفاظ تخدش الحياء .

 

في مسلسل «مليكة»‬ و«‬رسايل» و«‬لعنة كارما» و«‬فوق السحاب» (+16) و«‬رحيم»( +15) و«‬طايع» و«عوالم خفية» و«‬ليالي اوجيني» و«‬أبو عمر المصري»(+12) ليصبح العدد في تزايد ملحوظ..فهل المسألة تؤدي الغرض منها فعلا أم أنها مجرد إيحاء نفسي؟ وهل تحولت إلي موضة ؟ أم أن هناك أبعاد أخري؟

 

في البداية يتساءل المؤلف كرم النجار هل التصنيف العمري يتم تفعيله داخل البيوت فعلا؟ وهل هناك سلطة في الأسرة لمنع الأطفال من مشاهدة مالا يتناسب مع شريحتهم العمرية؟ بالطبع أشك، لأن سلطان الأب والأم غير قائم أو محكم وبالتالي ما يحدث ليس إلا محاولة لتقليد الغرب في وضع ضوابط للأعمال الدرامية لكن الوضع عندنا مختلف إذ أنها حيلة يلجأ إليها البعض من صناع الدراما لغسل أيديهم من الأخطاء والجرائم الأخلاقية التي ترتكب في بعض الأعمال.

 

ويواصل «النجار»: الحقيقة هناك مسلسلات مسفة سواء «‬كوميدي أو تراجيدي» تكون مشحونة بالعنف والقتل والضرب.. ففي مشاهد القتل مثلا تستخدم كل الأسلحة بمختلف أنواعها كما لو كنا في شيكاغو رغم أنه على أرض الواقع كل هذا الكم من السلاح غير متاح في المناخ المصري ويضيف المسألة هنا ثلاثية الأبعاد أولها العنف والقتل الذي يجب أن يتوقف في الدراما بعيدا عن التصنيف العمري خاصة أننا مجتمع مسالم ويركن إلي القانون في حل مشاكله.

 

البعد الثاني هو الألفاظ الخارجة التي قيل بل وتقرر بشأنها دفع غرامات ولم يحدث بعد أما البعد الثالث فهو الموضوعات التي تتناول الجريمة والمخدرات .

 

ويتذكر «النجار» واقعة تخص تجاوزات الدراما ويقول كنت في إحدى السنوات عضوا بلجنة وضع ميثاق للأعمال الدرامية وكنا في اجتماع مع وزيرة التضامن فرصدت بأحد الأعمال مشهد تدخين وبعده مشهد شيشة وحينما اعترضت رد على أحد أعضاء اللجنة» يا أخي مش عاجبك اعمل مسلسل نضيف» كما لو كان الأمر مبارزة بين المؤلفين بدلا من السعي لإيجاد حل وبديل محترم.

 

الممنوع مرغوب


من جانبه أكد د.يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي، أن التصنيف العمري للدراما يأتي بنتائج عكسية فعندما يكتب علي المسلسل إشارة «‬+» يكون لدى الأطفال أو الشريحة العمرية الأقل من السن المكتوب فضول رهيب لمتابعة العمل بمنطق «‬الممنوع مرغوب» طالما أن القائمين علي العمل لفتوا نظرهم بهذا التصنيف الذي يثير فضولهم للإطلاع علي ما لا يتناسب مع أعمارهم وبالتالي فان الغرض الوحيد لصناع العمل هو الدعاية وإثارة شغف المشاهد وجذب الانتباه والترويج .

 

وأضاف أن عقلية الشباب الآن أصبحت متفتحة وهناك حالة من الرواج الثقافي والمعرفي وبالتالي لابد أن نطلعهم علي كل شيء مع النصيحة والتوجيه بطريقة صحيحة من خلال العمل نفسه وليس التصنيف العمري.

 

فتش عن المعلن


المخرجة رباب حسين تري أن التصنيف العمري مسألة تجارية بحتة وتحول إلي موضة أو عدوي تتزايد كل موسم درامي لعدد أكبر من المسلسلات وتقول: إذا كانت الشريحة المستهدفة من هذا الموضوع هم الشباب فان المسألة تهريج وتضييع وقت إذ أن هذه الشريحة منخرطة داخل السوشيال ميديا وبالتالي فان الفئة العمرية للمشاهد حاليا تتخطي 40 عاما فما فوق وحتى لو انجذبت فئة عمرية صغيرة للمشاهدة فمن الصعب التحكم فيها والتدخل في اختيارات مشاهدتها وتضيف أين المسلسل الاجتماعي الحقيقي ؟ ما هذا الكم من مشاهد القتل والضرب والعنف؟ وهل تحولت حياتنا لإجرام ومافيا ومشاهد ممنوعة؟ وهل التصنيف العمري مبرر لكل ما يحدث في الدراما؟ .

 

وأضافت: زمان كانت أطراف صناعة العمل تنتقي الأفضل لان المسلسل يقتحم كل بيت وبالتالي موضوع التصنيف يناسب السينما «للكبار فقط» وحينما بدأ في الدراما التليفزيونية كان عملا واحدا فقط ثم تزايد بعد ذلك فتحول إلي موضة استخدمها المعلن لصالحه وخاصة بعد أن أثبتت التجربة نجاحها فأصبح المسلسل المصنف عمريا «‬+16، +18.....» هو الجاذب لأعلى شريحة وكم إعلاني.