مارتن يول يفتح خزائن أسراره في حوار خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»

مارتن يول مع محرر أخبار اليوم
مارتن يول مع محرر أخبار اليوم

الهولندي مارتن يول، أحد أبرز الأسماء التي أنجبتها الكرة الهولندية في مجال التدريب، بدأ مسيرته لاعبًا بنادي أدو دن هاخ الهولندي عام 1973، ومنه إلى بايرن ميونخ الألماني قبل أن يتألق بشدة مع وست بروميتش ألبيون وكوفنتري سيتي في إنجلترا، حتى عاد في العام 1985 إلى ناديه الأول واعتزل بقميص دن هاخ في العام 1989، واتجه للتدريب.

 

 

لم تختلف مسيرة مارتن يول التدريبية كثيرًا عن مسيرته داخل المستطيل الأخضر، فقاد نادي رودا في الفترة من 1996 حتى العام 1998، ثم فالفيك في الفترة من 1998 حتى رحل عام 2004 ليصنع تاريخه التدريبي الكبير مع توتنهام في الدوري الإنجليزي وحقق معه نتائج طيبة، قبل أن يتولى تدريب هامبورج الألماني ثم فولهام الإنجليزي، واختتم الرحلة بفترة لا ينساها الجمهور المصري مع الأهلي في 2016.

 

 

يفتح مارتن يول خزائن أسراره للمرة الأولى ويتحدث بكل صراحة عن تجربته مع الأهلي، ويرسم طريق مصر لتخطي دور المجموعات في نهائيات كأس العالم "روسيا 2018" في حديث خاص لـ«بوابة أخبار اليوم».

 

 

في البداية، أين مارتن يول الآن؟

 

 

بعد تجربة النادي الأهلي في العام الماضي آثرت الاستجمام رفقة أسرتي ومزاولة أنشطتي اليومية في متابعة كرة القدم على مستوى العالم وخصوصًا الدوري الإنجليزي، كذلك ممارسة عملي الاستشاري مع نادي أدو دن هاخ.

 

 

وماذا عن العروض التدريبية؟

 

 

تلقيت عروضًا مختلفة بعد رحيلي عن القيادة الفنية للأهلي، أندية في إنجلترا وألمانيا والخليج العربي لكني فضلت الراحة.

 

 

هل تتابع الأهلي حتى الآن؟

 

 

بالطبع مازلت أتابع النادي الأهلي، منذ رحيلي لم تنقطع متابعتي للفريق، ولكن هناك اختلافات كبيرة بين المرحلة التي توليت فيها المسؤولية والمرحلة الحالية.

 

 

وما هذه الاختلافات في رأيك؟

 

 

أبرز هذه الاختلافات أن الزمالك لم يعد منافسًا الآن، لقد حل محله الإسماعيلي والمصري، في الموسم السابق لقيادتي لفريق الكرة بالنادي الأهلي كان الزمالك بطلاً للدوري والكأس، أما الآن فالعكس، ولا أعتقد أن هناك فريق في مصر يمكنه منافسة الأهلي الآن في ظل الموقف المالي القوي بعد بيع الثنائي رمضان صبحي وإيفونا قبل انطلاقة الموسم الماضي مقابل ما يقرب من 10 ملايين دولار.

 

 

ولكن رحيلهم أثر على الفريق في عهدك فما رأيك في ذلك؟

 

 

إنه من العار أن يرحل رمضان وإيفونا في عهدي، تمسكت بهذا الثنائي، وخصوصًا أن المهاجم الجابوني كان هداف الفريق وأفضل مهاجم في الأهلي، ولهذا كان رحيل رمضان أصعب، لأنه جعل مهمة فوز الأهلي أكثر صعوبة في ظل رحيل إيفونا أيضًا.

 

 

بالنسبة لي كان لابد من استمرار رمضان صبحي مع الأهلي ليطوّر مهاراته قبل الرحيل إلى الدوري الإنجليزي، لأنه لن ينال فرصة اللعب بشكل مستمر وأساسي مع ستوك سيتي بسبب وجود أرناوتوفيتش آنذاك، وكنت أفضل أن يتم بيعه لستوك سيتي ثم يعيره للأهلي لمدة 6 أشهر، لكنه تمسك بالرحيل واللعب في الدوري الإنجليزي.

 

 

وعلى النقيض فأنا سعيد برؤيته في الدوري الإنجليزي وأتابعه كل أسبوع مع ستوك، وكذلك أحمد حجازي عندما انتقل إلى وست بروميتش أتابعه أيضًا.

 

 

ولنذهب إلى منتخب مصر.. ما تقييمك للفراعنة في الفترة الماضية؟

 

 

لقد كان حظًا سيئًا لمنتخب مصر أن يخسر نهائي كأس الأمم الأفريقية لصالح المنتخب الكاميروني، وكنت سعيدًا بمشاهدة بعض لاعبي الأهلي مع الفراعنة يصلون نهائي البطولة، وصدمة كبيرة أنهم لم يتوجوا بالكأس، ولكن أيضًا منتخب الكاميرون يستحق التقدير.

 

 

أما بالنسبة لمنتخب مصر في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، لقد كان رائعًا أن يعود منتخب الفراعنة إلى المونديال، ومحمد صلاح صنع الفارق في كل المباريات خلال مرحلة التصفيات، وقد تكون هذه هي نقطة الضعف الكبيرة لمنتخب مصر.

 

 

كيف يكون محمد صلاح نقطة ضعف منتخب مصر؟

 

 

نقطة ضعف بالتأكيد، لأن منتخب مصر بالكامل يعتمد على محمد صلاح فقط، والطريقة التي يلعب بها الفراعنة تعتمد على عدم الخسارة، وإذا لم يستقبلوا أي هدف ونجحوا في تسجيل هدف فإنهم قادرون على تحقيق الفوز بأهداف يسجلها محمد صلاح، ولكن دعنا نطرح السؤال، ماذا لو تخلف منتخب مصر بهدف أو تعرض لاعب ليفربول الشهير لإصابة؟ سأجيب عليك بأن منتخب مصر سيواجه أزمة كبرى تكتيكية في عدم وجود نجم وقائد داخل الميدان.

 

 

وفي رأيك، من يصنع الفارق غير محمد صلاح؟!

 

 

بناء على ما ذكرته لك، مازلت مصمم على أن حسام غالي، لاعب وسط الأهلي السابق، وإذا كان في حالته الفنية والبدنية العالية المعتادة، سيكون الحل الأمثل لمشكلة منتخب مصر في نهائيات كأس العالم حال غياب محمد صلاح لأي سبب.

 

 

حسام غالي هو الوحيد الذي يملك الخبرة وشخصية قيادة منتخب مصر وصناعة الفارق مع محمد صلاح، لأنه لاعب الوسط الوحيد الذي يستطيع أن يملك قدرة نقل اللعب إلى الجانب الهجومي، ويمكنه قيادة الفريق لذلك، هو أيضًا يملك قدرة التحكم في أسلوب اللعب خلال الـ 90 دقيقة، وبعد اعتزاله هذا العام فيجب البحث عن من يماثله في الإمكانيات وبالطبع القرار النهائي للأرجنتيني هيكتور كوبر، وهو يحقق نجاحًا كبيرًا، ولكن هذه نصيحتي.

 

وماذا تقول عن حسام غالي بعد إعلانه الاعتزال؟

 

لقد اعتزل في أجواء رائعة بمباراة ودية بين الأهلي وأياكس أمستردام الهولندي، وأقول له أتمنى لك كل التوفيق، فأنت واحد من أساطير كرة القدم المصرية ومن أفضل اللاعبين في تاريخها، كما كنت فخورًا بالعمل معك في توتنهام الإنجليزي والأهلي بعد ذلك، كنا كالعائلة الواحدة في الأهلي وأنت أحد أهم أعمدتها.

 

وفي رأيك كيف ترى مجموعة مصر في نهائيات كأس العالم المُقبلة؟

 

 

مجموعة ليست سهلة في وجود أوروجواي وأيضًا منتخب روسيا صاحب الأرض، والمنتخب السعودي، وخصوصًا أن منتخب أوروجواي يملك مجموعة من اللاعبين الكبار يقودهم جودين في خط الدفاع، وهجوم كاسح من ثنائي هو الأفضل على مستوى العالم لويس سواريز في برشلونة، وإدينسون كافاني في باريس سان جيرمان، ويملكان جميع المهارات لتسجيل الأهداف الملعوبة وكذلك الضربات الثابتة.

 

 

سواريز مازال يدعونني بـ"والدي"، وضحكت جدًا عندما وجدته يذكر اسمي في كتابه عن قصة حياته بأنني والده، لقد استطاع في موسم واحد معي في أياكس أمستردام أن يسجل 53 هدفًا في مختلف المسابقات، وهو أفضل مهاجم صندوق رأيته في حياتي.

 

 

أعتقد أن تعادل منتخب مصر مع أوروجواي سيكون مستحيلاً، ولكن الفراعنة يدافعون بشكل جيد، ومع وجود محمد صلاح، لا يمكن التنبؤ بالنتيجة.

 

 

وكيف يصعد منتخب مصر إلى الأدوار الإقصائية في رأيك؟

 

 

بالنظر إلى منتخب روسيا، هو فريق مازال في مرحلة التكوين، وفشل في كأس الأمم الأوروبية 2016 حينما تذيل مجموعة ضعيفة قوامها منتخبات انجلترا وويلز وسلوفاكيا، ولكن بالطبع ستكون فرصتهم جيدة في ظل إقامة البطولة على أرضهم ووسط جماهيرهم، وسيحاولون تحقيق نتيجة أفضل من السابقة بالفشل في الصعود إلى الأدوار الإقصائية حين حل المنتخب الجزائري ثانيًا وصعد إلى الدور التالي في مجموعة شهدت تواجد روسيا في المركز الثالث.

 

 

وإذا كان منتخب الجزائر قد فعلها في 2014، فمنتخب مصر أيضًا قادر على ذلك، وفي رأيي يعتمد الأمر على مواجهة الأصدقاء بين مصر والسعودية، إذا حصل الفراعنة على النقاط الثلاث أمام المنتخب السعودي، وحصدوا نقطة أمام المنتخب الروسي فـ 4 نقاط كافية لصعود الفراعنة إلى الدور التالي، وأتمنى أن يحققوا الهدف بتخطي الدور الأول كما فعلها المنتخب الجزائري.