«رمضان زمان أحلى».. شعار يرفعه السيناوية عن عادات الشهر الكريم

عادات  رمضان بين الاصالة والمعاصرة في سيناء
عادات  رمضان بين الاصالة والمعاصرة في سيناء

يحل رمضان هذا العام في مدن وقرى سيناء بعادات قديمة وأخرى مستحدثة في كل بيت، لكن الكل يجتمع على شعار واحد وهو «رمضان زمان أحلى» حيث تبدو بعض العادات مختلفة عما كانت عليه  قبل عشر سنوات، وأضحى الناس مختلفين قليلا عما كانوا عليه في السابق، «بوابة أخبار اليوم» ترصد عددا من تلك العادات بين أهالي أرض الفيروز.

 

«وحوي يا حوي».. الأغنية الخالدة

يقول الباحث في التراث السيناوي سليمان العياط «إن  أغاني وأناشيد رمضان  خالدة منذ القدم التي تشعرنا ببهجة الشهر الكريم، إضافة إلى اللباس الجديد والتزين بالفوانيس فى البيوت وإعداد أشهى المأكولات, وهي عادات قديمة يصعب تخلي المواطن السيناوي عنها».

 

 

«وحوي يا وحوي إياحة».. هي بحق أغنية رمضان الخالدة منذ القدم، وهي تحريف لجملة هيروغليفية كان الغرض منها الترحيب بالقمر، فكان المصريون  يستقبلونه بأنشودة جميلة عند عودته، وهي «وحوي يا وحوي إياحه»، وتعني «إكليلاً وترحاباً بمجيء وعودة القمر», فكان المصريون يتغنون بها كل ليلة قبل ظهور هلال كل شهر، ويحتفلون بظهور القمر نحو اثنتي عشرة مرة في السنة.

 

 

عادت عامة لكل السيناوية

ويقول الحاج ماهر عبد الله 70 عاما: «إن رمضان فى شمال سيناء له خصوصية وتقاليد، يتمسك بها أبناء سيناء  من ساكنى المدن والبادية، هذه الخصوصية فى العادات يحرصون عليها فى يوميات صيامهم وبعد إفطارهم,  وفى مقدمة هذه العادات "إشعال النار"، وهى عادة بدوية  قديمة  فى كل مجلس بدوى بسيناء».

 

 

«يلتقى الجميع حول الحطب المشتعل لإعداد  الشاى والقهوة العربى، وتمضى بقية أوقات السهرة, وكل هذا المظاهر لها تدوينه في سجلات التراث السيناوي الذي يجسد حياة البادية وحضرها في سيناء»، حسب الحاج ماهر عبد الله.

 

إفطار بيت العائلة

ومن العادات الأسرية، دعوة الأخوة  والأخوات  والعمات  والبنات لإفطار  جماعي يوافق أول جمعة في شهر رمضان  تكون في «ببيت كبير العائلة»، وهى عادة يحرص عليها الجميع، رغم أن الرجل يتناول طعامه فى المجلس إلا أنه يحرص على أن تحضر إفطاره الأول ابنته وأحفاده وعماته، وإذا كانت مريضة أو لا تستطيع الحضور يرسل لها وجبة إفطارها، وهذا تقليد موجود حتى الآن بين أبناء سيناء من أبناء المدينة والبادية. 

 

 

وليمة «الرحمة»

ويحرص أبناء سيناء على إعداد  وليمة "الرحمة" فى شهر رمضان، وهى عادة خاصة بأبناء القبائل البدوية،  حيث يتم نحر روؤس  الماشية والماعز، وإقامة وليمة بنية إفطار الصائمين، ودعوة كل الأقارب والأصدقاء إليها وتوزيع اللحوم على  منازل الفقراء في الحي.

 

 

تبادل طعام الإفطار.. تكافل اجتماعي

وعن أجواء رمضان زمان قالت السبعينية «أم محمد»، «في رمضان زمان كنا نعمل الإفطار قبل موعد الأذان، ونبعت الأطفال على الجيران والديوان بصحون الأكل ويجينا صحون إفطار من الجيران، لدرجة أنه لو في عائلة فقيرة  ليس لديها وجبة الإفطار يكون عندها قبل موعد الفطرة أكثر من 4 أصناف من الأكل».

 

 

تضيف «أم محمد»: «اشتقنا لأيام زمان كان الفرح برمضان يعم كل الحارات، والأطفال كانوا يقفوا على أعلى تبة رمال في المنطقة، وعند سماع أذان المغرب الكل يجري إلي بيته ليخبر الأهل بموعد الإفطار».

 

 

رمضان زمان أحلى

 أما العشرينية «نداء»، فتقول: «كان رمضان قديما يعيش الناس فيه على البساطة, وكان الجميع هنا يحب الخير لغيره, والجار يساعد جاره, والرزق يعم على الجميع، ليتني كنت فى تلك الأيام وأعيشها, فقد كنت أسمع عنها الكثير من العادات الجميلة التي نفتقر لها الآن, الجميع من كبار السن يجتمعون على أن رمضان زمان أحلى وأجمل وأبهى من الآن».

 

            

إفطار على شاطئ البحر

 

يتذكر «أبو أحمد»  اختلاف  عادات  شهر رمضان قبل عدة أعوام، فيقول: «إن الشيء الجديد الذي أصبح ظاهرا هو الميل لتنظيم الإفطار الجماعي العائلي، حيث تفضل  كثير من العائلات تنظيم إفطار عائلي بالذهاب إلى المنتجعات والشاليهات, أما محدودو الدخل فيلجأون إلى شاطئ البحر لافتراش رماله والتجمع مع العائلة لتناول وجبة الإفطار».

 

 

صلة الأرحام

وقال  «حسين سالم»  50 عاما: «إنه رغم التغير الذي طرأت على عادات أيام رمضان زمان إلا أن بعض العادات استمرت دون انقطاع مثل زيارات الأرحام، حيث باتت هذه الظاهرة منتشرة أكثر من الماضي، رغم أن الوقت لا يُسعف الناس».

 

 

وأضاف «اتفقت مع أخوتي على تنظيم الزيارات بعد صلاة التراويح مباشرة، وتكون الزيارة قصيرة حتى نترك للأهل فرصة للراحة والنوم قبل حلول موعد السحور، وأحيانا نذهب بعد صلاة العصر لزيارة الأرحام الذي يسكنون في مناطق بعيدة، وهذا أمر لا يمكن تجاهله وإذا لم نقم بزيارة الأرحام سنتعرض للنقد خاصة اذا كانت البنت أو الأخت متزوجة من عائلة غريبة».

 

 

شراء الجرجير والعصائر

وفي مدينة العريش  يحرص الشباب والكبار والأطفال لشراء "الجرجير" الطازج من مزارعه فى منطقة مجرى وادى العريش، وكانت قديما تسمى الشواديف، لأنها تزرع على مياه تستخرج بطريقة الشواديف المعروفة, بينما يحرض المئات ممن لديهم أراض زراعية أو مكان في المنزل على زراعة أحواض الجرجير لاستخدامه للأسرة. 

            

ويقول «أحمد السيد»: «إنه قبل حلول موعد الإفطار بساعتين وتحديدا بعد صلاة العصر يذهب كثير من  الرجال إلى الأسواق  من أجل شراء بعض الحاجيات الضرورية التي يحرص بعض الناس على وضعها على مائدة الإفطار مثل الجرجير، والفجل، والزيتون الأسود إلى جانب العصائر خاصة الخروب المصنع يدويا».