صحيفتان سعوديتان: طهران استغلت الاتفاق النووي لتمرير أجندتها 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 واصلت الصحف السعودية اهتماماتها بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أن طهران استغلت الاتفاق ليكون نفقا لتمرير أجندتها المهددة للأمن والسلم الدوليين.


وقالت صحيفة «الرياض» في افتتاحيتها الجمعة 11 مايو، - تحت عنوان «الهروب إلى الأمام» - إن إيران تحاول جاهدة صناعة واقع جديد في المنطقة، تبتز من خلاله الدول التي لم تؤيد القرار الأمريكي، وكسب المزيد من الوقت للبحث عن وضع يضمن استمرار دورها التخريبي في المنطقة، في ظل سعيها للخروج من مأزق انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي.


وأضافت أن طهران بعد أن تلقت عدة ضربات موجعة في سوريا، اختارت أسلوب الهروب إلى الأمام فأطلقت صواريخها للمرة الأولى اتجاه الجولان المحتل، وهي الخطوة التي ترى أنها كفيلة بخلط الأوراق وتحويل الأنظار خاصة أن إسرائيل هي المستهدفة، وهو ما تحقق بالفعل حيث تسابقت الدول وخاصة الكبرى منها مطالبة الأطراف بضبط النفس مع الإقرار بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو ما يعني إبقاء الباب مفتوحاً أمام جميع الاحتمالات في المستقبل القريب.


واختتمت الصحيفة مؤكدة أن هذه الحالة من الضبابية وإن بدت أنها نذير حرب إقليمية كبرى إلا أنها لا تخدم في حقيقتها إلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي وتحقق على أقل تقدير الحد الأدنى من مشروعاتهما المستقبلية، وإن كان المدى مختلفاً في كلا الحالتين، فإيران تراهن على إقناع روسيا والأوروبيين للحفاظ على بقايا الاتفاق النووي، في حين أن إسرائيل تخطط كعادتها للمستقبل البعيد، حيث دخلت في اللعبة السورية في توقيت تعتقد من وجهة نظرها مناسباً للدخول كطرف في الحرب القائمة هناك.


في السياق ذاته،  رأت صحيفة «اليوم» السعودية في افتتاحيتها - تحت عنوان «إيران .. الانصياع أو الانتحار» أن القرار الأمريكي بشأن الانسحاب المنفرد من الاتفاق النووي مع إيران كان متوقعا بشكل كبير، خاصة بعد استيعاب إدارة الرئيس ترامب لما تمثله سلوكيات إيران من تهديد حقيقي للمنطقة والعالم، وهو ما اتضح جليا وتحديدا خلال السنوات الثلاث الأخيرة عقب توقيع الاتفاق المثير للجدل.


وأوضحت الصحيفة أن النظام الإيراني استغل الاتفاق بسذاجة، جعلته يتصور أنه يمكن أن يكون نفقا للتغاضي عن ممارساته المارقة، وفرصة للعودة للساحة الدولية بطريقته الخاصة لتمرير أجندته المهددة للأمن والسلم الدوليين، ولم يعِ على الإطلاق أن أصوات التحذير المتتابعة من جيرانه الإقليميين أومن القوى العالمية، يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة قد لا تجد من ينزع فتيلها.


وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني بورطته الراهنة بعيدا عن حسابات المصالح الأوروبية المعتادة والتي لا يمكن نفي خطوتها التنسيقية مع واشنطن، وعن تسويق مزاعم استعداد طهران لمواجهة خيارات ما بعد قرار الرئيس ترامب، في الحقيقة لا يملك أية خيارات حالية للمساومة، ويعلم جيدا أنه غير قادر على تطبيق النموذج الكوري الشمالي لا في المواجهة ولا في المصالحة، ولكنه يتجنب مجددا تجرع كأس السم نفسها التي وضعها له الزعيم الكوري الشمالي على الطاولة بوصفه مخرجا وحيدا لتجنب مواجهة غير متكافئة عسكريا واقتصاديا مع واشنطن وحلفائها.


واختتمت الصحيفة قائلة إن مناورات إيران لن تتوقف، وستستمر طالما بقى هذا النظام متوهما أن بإمكان عضلاته استمراء لعبة أوهام القوة والنصر، ومع ذلك فإنه الآن أمام خيار وحيد، الانصياع للإرادة الدولية أو الانتحار وحيدا.