ننشر نص كلمة مكرم محمد أحمد في تدشين مدونة السلوك الرياضي

تدشين مدونة السلوك الرياضي
تدشين مدونة السلوك الرياضي

قدم الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الشكر للقائمين على لجنة أداء الإعلام الرياضي بالمجلس ورئيسها الاعلامى فهمي عمر، لجهودهم في وضع بنود مدونة سلوك الاعلام الرياضى والتى تمثل الوثيقة الأخلاقية للعاملين في الإعلام الرياضي.

 


وأكد مكرم محمد أحمد، في المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن تدشين مدونة السلوك الرياضي، بحضور وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، على ضرورة تطبيق أحكام هذه المدونة طواعية ومن منطلق ذاتي من أجل ضبط أداء الإعلام الرياضي بعد حالة الفوضى التي شهدها في السنوات الماضية.


نص الكلمة:

 

السيد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة 


الأستاذ الفاضل فهمي عمر رئيس لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 


إنه لشرف عظيم أن يدشن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في حضور وزير الشباب الهمام “خالد عبدالعزيز”، ووسط هذه النخبة من أعلام الرياضة ونجوم الكرة المصرية والنقاد الرياضيين المحترمين مدونة السلوك الأخلاقي في الإعلام الرياضي التي تحدد وتنظم المبادىء والقيم الأساسية التي ترشد الممارسات اليومية، استناداً إلى القيم الجوهرية التي يتعين احترامها وتقديرها في كافة الأنشطة الرياضية ومؤسساتها وأفرادها، لأن جوهر المهنية في صناعة الرياضة هو التزام السلوك الأخلاقي الصحيح في أنشطتها المختلفة خاصة أن بنود مدونة السلوك تنبع من ذوات الرياضيين وتستلهم تاريخاً طويلاً من الممارسات الناضجة، وتقتفي أثر رواد عظام ورؤساء أندية كانوا أساتذة للقيم والأخلاق النبيلة والخلق العظيم ولاعبين كبارا كانوا مثالاً وقدوة وناقدين أجلاء حظوا بمكانة جد محترمة في الرأي العام المصري.


إن المجلس الأعلى للإعلام يشكر القائمين على لجنة أداء الإعلام الرياضي ورئيسها الناقد الكبير الأستاذ فهمي عمر الذين وضعوا بنود هذه الوثيقة الأخلاقية مستلهمين تجارب مصرية أصيلة لم تنقطع في تاريخ الرياضة المصرية وتجارب أخرى عالمية مصدرها التواصل الحضاري القديم بين الرياضة المصرية والرياضة العالمية، مدركين ضرورة تطبيق أحكامها طواعية ومن منطلق ذاتي، عودة إلى الينابيع الأساسية التي كانت مصدر إلهام أجيال متتابعة من الرياضيين المصريين سنوا مبادىء أخلاقية أصيلة عززت روح الرياضة المصرية التي تميزت دائماً بالبُعد عن التعصب والغلو والعنف، والتمسك بالروح الرياضية الحقة وقواعد المنافسة الشريفة .


وما من شك أن تاريخ الرياضة المصرية حافل بأسماء نجوم كبار حفظوا للرياضة أخلاقياتها الجميلة على امتداد عصورها يمكن أن نورد أسماء العشرات منهم، كما أن تاريخ النقد الرياضي حفل أيضاً بنجوم كبار صكوا لغة نقدية جديدة، تميزت بالإبداع والفكاهة والرقي وحافظت على أناقة اللغة وجودة التعبير من أمثال “نجيب المستكاوي” و”عبدالمجيد نعمان” وآخرين .


إن الفوضى التي أساءت إلى الملاعب المصرية وأدت إلى أن أصبحت المباريات الرياضية ساحات قتال يلقى فيها العشرات مصرعهم تُمثل انتكاسة خطيرة في تاريخ الملاعب كشفت عُمق التغير السلبي الذي طرأ على جمهور الملاعب والرياضيين والنقاد الذين أسهموا في إذكاء روح التعصب والترويج للكراهية والعنف والتي كان معظمها غريبا عن الممارسات المصرية الصحيحة وأظن أنه آن الأوان أن تخلي مكانها فورا لقواعد أخلاقية حاكمة صحيحة تضبط سلوك جميع اللاعبين والحكام والمتفرجين ورؤساء الأندية حتى تعود الجماهير المصرية إلى الملاعب تزيد من روعة الأداء ومتعة المشاهدة وتُذكي روح المنافسة التي تُحفز الجميع على التقدم.


ومع الأسف، في ظل هذا المناخ غير الصحي شهدنا تدنياً مستمراً في سلوك مشجعي الأندية والفرق، وأصبح التعصب والكراهية والعنف سمات أساسية للملاعب المصرية، فضلاً عن السباب والمكايدة الرخيصة إلى حد جعل حضور المباريات مشكلة أمنية عويصة تتطلب احتياطات وطوارىء صعبة وتكاليف باهظة وعبئاً على الأمن العام، وبات الأكثر أمناً أن تعقد المباريات في غيبة الجماهير بما أفقد الرياضة جوهر متعتها الحقيقية .


والحق أن الدولة والحكومة ووزارة الرياضة والشباب بذلوا جهوداً ضخمة وهائلة من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة التي زاد من قسوتها متاعب مرحلة انتقالية غابت فيها سلطة القانون وأصبحت قوة الذراع على فرض الأمر الواقع هي معيار التفوق والنجاح، وحسناً أن انتهت هذه الفترة؛ لتعود الأمور إلى طبائعها وتنشط حركة إصلاح قوية تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، أنشأنا الكثير من الملاعب والأندية والتجهيزات وكانت لوزارة الشباب والرياضة دورها الحاسم والواضح في تبديل المناخ إلى الأحسن والأفضل، لكننا لم نصل بعد إلى حد المأمول، وأظن أن واحداً من التحديات الهامة التي لم تزل تواجهنا كي نُعيد لروابط المشجعين وأروقة الأندية وجمهور الكرة تقاليد أخلاقية رفيعة ترقى بالرياضة المصرية إلى مستوياتها العالية .


إن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يبدي سعادته الفائقة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وكافة الأطراف المعنية وفي مقدمتها الإتحادات الرياضية من أجل أن يكون الإعلام الرياضي في خدمة هذه الأهداف النبيلة يصحح الوعي بأهمية الرياضة، ويُسهم في إثراء الحوار حول سُبل إصلاح وإثراء مؤسسات الإعلام الرياضي، ويسعى عبر الحوار البناء لإعادة روابط المشجعين لدورها الصحيح .
وأخيراً كل الشكر للجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي ورئيسها الناقد المحترم الأستاذ فهمي عمر على هذا الجهد النبيل. 


والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته,,,,