صور وفيديو| أسطورة «مشمش العمار» تنهار.. والمزارعون: «الدودة خربت بيتنا»

مشمش العمار.. أسطورة تنهار
مشمش العمار.. أسطورة تنهار

•    «ذبابة الفاكهة» تقلص المساحة المنزرعة من 800 فدان إلى 400
•    أقدم مزارع: إنتاجية الفدان تقلصت للنصف.. وخسائرنا بالآلاف
•    مزارع: 20 عامًا خدمة.. والإنتاجية «ضعيفة»
•    الحقول تروى بمياه الصرف.. والفلاح الخاسر الأكبر
 

مأساة حقيقية يعيشها مزارعو المشمش في قرية «العمار» بمحافظة القليوبية، تلك المنطقة التي كانت تعمل كخلايا نحل داخل مصانع صغيرة في البيوت لإنتاج المشمش ومشتقاته، كما كانت المصدر الرسمي لهذه الفاكهة إلى كل بلاد العالم، إلا أنها تواجه عدة أزمات تضرب الموسم الحالي، وقد تكتب نهاية أسطورة «مشمش العمار».

 

 

«جمع المشمش»

 

«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى قرية العمار، ورافقت المزارعين في حقولهم أثناء جمع المشمش، لرصد طبيعة الحال وإنتاجية المحصول خلال العام الجاري على أرض الواقع .

 

في البداية، اصطحبنا مسعد أبو الغيط، أحد المزارعين، إلى أحد حقول المشمش الذي يشهد الحصاد الآن.

 

«20 عامًا خدمة»

 

ومن قلب الحقل، قال «أبو الغيط» إنه يزرع المشمش منذ 20 عاما، ويخدم الشجر خدمة طيبة، لأنه ورثه عن والده، موضحا أن حصاد المحصول كان يساعده في تعليم أولاده، وكذلك أهل القرية في تجهيز بناتهن، وبناء بيوتهم.

 

 


 
«ثمار فاسدة»

 

وأضاف لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن العمار كانت تزرع 800 فدان مشمش في السنوات الماضية، إلا أن المساحة المنزرعة تقلصت تماماً حاليا، مشيرا إلى أن هذا العام حدث للمشمش كارثة لم تحدث من قبل، حيث طالته «الندوة» التي أتت على الثمرة عن طريق «ذبابة» فحولتها إلى «ثمرة فاسدة».

 

 «ذبابة المشمش»

 

وذكر أنه استغاث بوزارة الزراعة، فنصحه الأطباء والمختصين بمبيدات حشرية لمكافحة الذبابة، إلا أنها لا تسمن ولا تغني، حيث واصلت «ذبابة المشمش» التهام الثمرة وحولتها إلى بقايا ثمار فاسد.

 

 

«مصائد الزراعة»

 

وكشف أنه خلال السنوات الماضية، كانت وزارة الزراعة تعلق «مصائد» للحشرات الضارة وذبابة المشمش ما يقلل من أضرارها، بحيث لا يتأثر المحصول.

 

 «الرش مضروب»

 

وتابع: «مبقاش في مصائد، ولا اهتمام من الوزارة، والرش اللى بنشتريه كله مضروب، العمار كانت القرية الأولى والوحيدة لإنتاج المشمش إلا أن الوضع ينهار هذا الموسم».

 

وتابع: «العمار كان بها من 800 إلى 600 فدان مشمش، وتقصلوا إلى أقل من 400 فدان، وأناشد المسئولين التوجه إلى العمار وإنقاذ أشجار المشمش، لأنها العامل الأساسي لبقاء تلك البلدة» .

 

 

«إنتاجية الفدان»

 

وبالنسبة لإنتاجية الفدان هذا العام، قال «أبوالغيط»: «إنتاجية الفدان دلوقتي أقل من 2 طن، وفي العامين الماضيين سجلت 4 أطنان».

 

وكشف أن معدل إنتاج الشجرة كان يسجل 150 كيلو، وحاليا تعطي 70 كيلو فقط، لافتا إلى أن المسئولين في وزارة الزراعة تغافلوا الوضع»، متابعا:  «الدنيا طناش».

 

«خسائر الفلاح»

 

وكشف أيضا أنهم يخسرون من زراعة المشمش حاليا، مستطردًا: «الأرض مبقتش تجيب».

 

وأضاف «أبوالغيط» أثناء تسلقه إحدى الأشجار لجمع المحصول: «مشمش العمار كان له زبائنه، وكنا في السابق نستقبل مئات المستوردين والمصدرين، لكن الثمار الحالي به دود، والوضع الحالي لا يسمح إطلاقا بالتصدير»، متابعا: «كان الشجر رأس مالنا، لكن زراعته دلوقتي مبتجبش همها لعدم اهتمام المسئولين والأهالي».

 

«بذرة المشمش»

 

فيما قالت الطفلة «شروق» أثناء مشاركتها والدها جمع المشمش: «دايما بساعد بابا في جمع المشمش، وبطلنا نبيعه السنة دي بسبب فساد المحصول، واتجهنا إلى الاستفادة من بذرة المشمش في الاستخدامات المنزلية».

 
«ملابس المدرسة»

 

وأضافت: «السنة دي المشمش كله بايظ، ومش جايب فلوس كتير، كنا بنصرف منه، ونجيب لبس المدارس والعيد، بس السنة دي مفيش».

 

«سقوط الثمار على الأرض»

 

وتوجهنا إلى حقول مجاورة لحقل «أبو الغيط»، والتقينا صاحبه الحاج أحمد السيسي، الذي قال إن الثمار «مضروب» هذا العالم، مضيفاً: «رشيت مبيد حشري لقتل الزبابة، وبعد يومين بالظبط لقيت المشمش كله على الأرض».

 

وواصل حديثه، وهو يضع بقايا الثمار الفاسدة على شق الترعة: «السنة دي معندناش مشمش، عندنا دود، ومفيش حاجة جايبة فايدة أو نتيجة كويسة».

 

وتابع: «السنة اللي فاتت بعنا محصول بـ 60 ألف، والسنة دي المحصول مش هيجيب 3 آلاف»، مطالبا وزير الزراعة بالاهتمام بالمشمش، لكونه ثروة قومية.

 

 المبيدات «مضروبة»

 

وانتهز جاره هاني عبدالظاهر، وجودنا، قائلًا: «الرش والمبيد الحشري لا ينفع، الدود أكل المشمش، وبنرش انهاردة نلاقي الدودة تاني يوم».

 
«الخسارة بالآلاف»

 

وعن الخسارة، ذكر أن الفدان يضم 200 شجرة، وخسر نحو 20 ألف جنيه هذا الموسم بسبب «الدود»، موضحا أنه في حال استمرار الخسارة سيتم إزالة المشمش، وتحويل الأرض إلى محاصيل زراعية كالقمح والذرة.

 

«أقدم مزارع»

 

فيما قال الحاج توفيق رضوان، أقدم مزارع مشمش في العمار، إنه يزرع المشمش من 100 سنة، مضيفا: «المشمش السنة دى كله دود، ورشينا 6 مرات، والسبب مياه الصرف وتغير الجو، والذبابة والمبيدات المضروبة»، مناشدًا الحكومة بسرعة النظر إليهم، وإنقاذ المحصول.

 

وأضاف في نهاية حديثه، أنه خسر 5 آلاف جنيه على المشمش هذا العام، بشأن لوازم الخدمة والرش والمبيدات، متابعا: «عليه العوض ومنه العوض».