مقابر «صحابة الرسول» .. في مرمى انتهاكات الإسرائيليين لتهويد «القدس»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"إسرائيل دولةٌ ديمقراطيةٌ تختلف عن نظرائها في الشرق الأوسط من حيث احترام حرية الأديان وحقوق الإنسان"، ولنتجاوز مسألة كونها دولةً من عدمه بالأساس، فإن العبارة التي ظلت إسرائيل ترددها وتسوق لها دوليًا، يومًا بعد الآخر يكتشف العالم مدى كذب هؤلاء وزيف شعاراتهم.

إسرائيل انتهكت حرمة مقابر المسلمين في القدس، الأرض العربية التي تحتلها عنوةً منذ عام 1967، في محاولةٍ منهم لتغيير هوية المدينة التاريخية، التي يؤكد تراثها بما لا يدع مجالًا للشك بأنها أرضٌ عربيةٌ رغم إدعاءات إسرائيل.

فقد واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، برفقة سلطة البيئة والآثار، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، انتهاك حرمة مقبرة «باب الرحمة» الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، والتي تحوي مقابر الأئمة والسلاطين وعددٍ من الصحابة، أبرزهم الصحابي الجليل عُبادة بن الصامت، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وافا"، في خطوة تهدف بها سلطات الاحتلال تهويد المدينة.

وتأتي هذه التصرفات الإسرائيلية قبل أيامٍ من حلول الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل، والتي تمثل ذكرى النكبة بالنسبة للعرب والفلسطينيين، والتي تتزامن أيضًا مع قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، اعترافًا منها بالقدس عاصمةً لإسرائيل، حسب زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولم تكن هذه السابقة الأولى التي تقدم من خلالها سلطات الاحتلال على انتهاك حرمة مقابر المسلمين بالقدس، فالسنوات الأخيرة عامرة بحوادث انتهاكات جمة من قبل الإسرائيليين بحق المقابر الإسلامية بالقدس.

مقبرة مأمن الله

مقبرة مأمن الله الإسلامية، الموجودة في القدس الغربية بالقرب من شارع يافا كانت هدفًا لسلطات الاحتلال قبل ثماني سنوات، فقد كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في شهر أغسطس عام 2010، عن قيام سلطات الاحتلال بهدم ما يربو على 350 من قبور الصحابة والعلماء المسلمين إضافةً إلى الشهداء، في هذه المقبرة الأثرية.

ولكن ما المأرب العلني الذي بررت من خلاله السلطات الإسرائيلية قيامها بإزالة مقابر علماء المسلمين وصحابة سيدنا محمد؟

 فقد أنشأت سلطات الاحتلال متحفًا سمته "متحف التسامح بين البشر" على أنقاض مقبرة "مأمن الله الإسلامية"، فكان المتحف الذي أدعت إسرائيل أنه للتسامح شاهدًا بين جدرانه على بغي الإسرائيليين على الفلسطينيين، مثلما سطوا من قبل على أراضيهم،

مقبرة باب الأسباط

ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة من قبل، فقد عبثت ثلاثة فتيات إسرائيليات في أبريل عام 2014، بمقبرة باب الأسباط، المجاورة للسور الشرقي للبلدة القديمة بالقدس، حيث قمّنْ برسم نجمة داود الإسرائيلية على إحدى المقابر، كما كتبن جملةً بالعبرية معناها بالعربية دفع الثمن، بالحجارة والرمال.

مقبرة المجاهدين

وفي منتصف مارس الماضي، كانت مقبرة المجاهدين في باب الساهرة بالقدس المحتلة هدفًا لسلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي حطمت العديد من قبور الفلسطينيين المسلميين بتلك المقبرة.

ويرقد في هذه المقبرة التاريخية والقائمة منذ عهد صلاح الدين الأيوبي عددٌ من الشهداء الفلسطينيين، من بينهم شهداء ارتقوا خلال انتفاضة القدس عام 2015.

انتهاكات اليهود التي لا تنتهي ستظل متجددة، ونحن على أبواب اكتمال العقد السابع لاحتلالهم الأرض، دون أن تسهم تلك الانتهاكات في طمس هوية القدس العربية التي لا ينكرها أحد.