«موتة بـ١٥جنيه».. قصة ضحية «كوب شاي»

قتل - صورة أرشيفية
قتل - صورة أرشيفية

عاطل تلاحقه الديون، ورغم عمله بالعديد من المهن بحثا عن قوت يومه، إلا أنه أخفق في تحقيق هدفه وضمان حياة كريمة لأسرته، ليبدأ رحلة الاقتراض التي انتهت به خلف القضبان.

 

 

«عماد»، شاب ثلاثيني اعتاد التردد على إحدى المقاهي بميدان الدكروري في الجيزة، يقضي ساعات جالسًا على كرسيه تتحرك خلالها الأكواب ما بين مليئة وفارغة حتى يقرر هو القيام من جلسته، صارخًا في وجه «القهوجي»: «على النوتة يا بني».

 

 

«ماتجيش تاني إلا لما تدفع اللي عليك»، كانت الكلمة الأخيرة التي قالها صاحب المقهى لـ«زبونه»، لتدور على إثرها مشادة كلامية انتهت بتدخل رواد المقهى لمحاولة حل الخلاف وتسديد الدين، وبالفعل تعهد الأخير بتسديد دينه لصاحب المقهى في موعد محدد، لكن نبرة الاستهتار في حديثه دفعت صاحب المقهى لعدم تصديقه خاصة بعدما راح الشاب ينادي على «القهوجي» مرة أخرى لإحضار كوب من الشاي «على النوتة».

 

 

15 جنيها، إجمالي الديون المتراكمة على «عماد»، كانت كفيلة بأن تقلب حياته رأسًا على عقب، بعد أن تحول بسببها من عاطل يبحث عن رزقه، إلى قاتل يبحث عن دافع يخلصه من بين يدي «عشماوي»، بعدما استل من بين طيات ملابسه «مطواة» مسددا طعنة نافذة في صدر صاحب المقهى «تامر شرقاوي» ليسقط في حينها غارقا في دمائه، إثر المشاجرة التي نشبت بينهما في اليوم التالي بسبب إلحاح الأول في طلب «شاي» دون دفع المقابل.

 

 

يقول «عنتر. س»، أحد عمال المقهى وشاهد على الجريمة، إن المجني عليه يعول 6 أبناء بينهم خمس فتيات أكبرهن 18 سنة، مضيفًا: «كان جدع في المنطقة وكل الناس بتحبه لأنه كان بيساعد الجميع، وعمره ما زعل أي حد في المنطقة».

 

وأضاف الشاهد: «عماد بلطجي سيء السمعة طول عمره عاطل وحرامي، وعلى طول يطلب فلوس من الناس، ودايمًا كان بيتخانق معايا وكل ما ييجي على القهوة بسبب المشاريب، ورغم ذلك كان يشتري مخدرات».