رداً على «حذف آيات من القرآن».. رموز الدين لتذهبوا للجحيم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تصدرت المطالبات الفرنسية بحذف عدد من آيات القرآن الكريم، مواقع التواصل الاجتماعي، واهتمام الرموز الدينية والمثقفين في مصر والدول العربية.


وجاء الأمر مطالبة المدير السابق لمجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية، فيليب فال، بحذف آيات من القرآن الكريم، يرى أنها تدعو لقتال اليهود والنصارى، مع الحصول على 300 توقيع من المؤيدين.


وأثار الأمر غضب مسلمو فرنسا، والذين أعربوا عن غضبهم خصوصًا بتأييد شخصيات سياسية لهذا الأمر، أبرزها الرئيس السابق نيكولاس ساركوزى، ورئيس الوزراء السابق إيمانيول فالس، والمغنى المعروف شارل أزنافور.


واعتمدوا في مطالباتهم إلى أن الفاتيكان ألغى نصوصًا من الكتاب المقدس سابقًا، باعتبارها مناهضة للسامية.


الإفتاء: «تفسير خاطئ»


وأكدت دار الإفتاء أن تلك الإدعاءات واهية، وأن المطالبات جاءت نتيجة لتفسير الجماعات الإرهابية والفهم الخاطئ لآيات الجهاد، حيث تدعو كثير من الجماعات التكفيرية والإرهابية المتطرفة إلى جهاد المشركين وقتالهم على إطلاق الأمر.

 

وفندت دار الإفتاء تلك الإدعاءات ورصدت الآيات التي يطالب بها البعض بتجميدها نتيجة للفهم الخاطئ للجماعات الإرهابية، موضحة أن هذه الآيات تتحدث عن قتال دفاعي ضد الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم، وفتنوهم في دينهم، لتحرير الوطن الذي سلبه المشركون من المسلمين.

 

وكيل الأزهر:  «ليذهب المطالبون إلى الجحيم»


ومن جانبه، قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، إنه لا تجميد لحرف من القرآن وليذهب المطالبون إلى الجحيم.


وأضاف أن مطالبة 300 شخصية فرنسية بتجميد آيات في القرآن الكريم ، يدعون أنها تحث على قتل غير المسلمين، غير مبررة وغير مقبولة وهي والعدم سواء، وتدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير.


وأكد على أنه «ليس لدينا آيات تأمر بقتل أحد من دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل كقتل الغير عمدا، أو رفع السلاح لقتالنا»، وأن الإسلام ليس مسئولا عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات وأخذهم بظاهرها دون الرجوع إلى تفاسير العلماء لها.


أمين عام الفتوى: «جميع الأديان بريئة من التطرف»


وقال أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، الدكتور خالد عمران، إن المذكرة التي قدمها 300 شخصية فرنسية عامة، لحذف آيات من القرآن الكريم بزعم معاداة السامية، تعد تطرفًا فكريًا ضد الدين الإسلامي، وجميع الأديان السماوية تتبرأ من التطرف الديني والنزعات الشيطانية.

 

وأضاف «عمران»، خلال تصريحات، أن العالم يعاني من ظاهرة المتطرفين الإسلاميين، وأن «المطالبين بحذف آيات من القرآن الكريم هم مظهر للمتطرفين الذين يعتدون على الأديان في العالم، ويعتدوا على الناس في الشوارع في أوروبا بمزاعم دينية، وهذا مؤشر يوضح أن العالم في خطر».


الإسلاموفوبيا: «لابد من ردة فعل قوية»


وندد المرصد بمثل هذه الدعوات التي وصفها بـ«الخطيرة»، موضحًا أنها «تخرج من البعض بين الحين والآخر، وتكون سببًا في الهجوم والاستعداء على المسلمين هناك، ونشوء حالة من الصراع والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد».


وطالب مرصد الإفتاء بردة فعل قوية ضد هذه الدعوات العنصرية على غرار ردة الفعل السابقة، مؤكدًا على أن إتاحة الفرصة أمام هذه الدعوات للظهور أو التضامن معها يغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا من جهة، ويعزز من شعور الأقليات المسلمة بالتهميش والعنصرية ضدهم من جهة أخرى ويكون سببًا لنمو ظاهرة التطرف والإرهاب.