العدوان الثلاثي على سوريا .. «الصمت الروسي» يثير التساؤلات

صورة مجمعة
صورة مجمعة

تشكل موسكو منذ اندلاع الأزمة السورية قبل سبع سنوات درعًا وسيفًا للنظام السوري، المتمثل في الرئيس بشار الأسد، وتقدم له الدعم العسكري اللازم للتصدي للعناصر المتشددة من جهةٍ، وفصائل المعارضة السورية المسلحة من جهةٍ أخرى.

أمرٌ لا يمكن التشكيك فيه أو جعله مجالًا للحديث، في ظل المساندة الكاملة من قبل موسكو لدمشق، منذ الوهلة الأولى للأحداث، إضافةً إلى إحباطها عديد المشاريع بمجلس الأمن الدولي، التي كانت تدين نظام الأسد عبر استخدام حق النقض "الفيتو".

ولكن الأمر بدا غريبًا للمتابعين بعض الشيء، بعدما اكتفت القوات الروسية المتمركزة بالأراضي السورية بلعب دور المتفرج تجاه عمليات القصف التي قام بها العدوان الثلاثي، المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، على الأراضي السورية فجر السبت 14 أبريل، ليُطرح السؤال حول السبب الرئيسي لعدم تنفيذ موسكو وعيدها لواشنطن.

وكانت موسكو قد حذرت واشنطن في وقتٍ سابقٍ، من أنها سترد على الفور على أي صاروخٍ يستهدف المواقع العسكرية الروسية المتموضعة في سوريا.

الرد الروسي

وزارة الدفاع الروسية لم تدع مجالًا كثيرًا للتأويل حول سبب نأي قواتها بنفسها عن الدخول في مواجهاتٍ مباشرةٍ مع القوات الغربية المتحالفة، فقدمت تفسيرًا لتساؤلات حول الضربات الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة وحليفتيها بريطانيا وفرنسا لسوريا، ولماذا لم ترد بضربات مماثلة على العدوان.

وفي غضون ذلك، أكد بيانٌ صدر عن وزارة الدفاع اليوم السبت، أن أيًا من صواريخ العدوان الثلاثي على سوريا  لم تستهدف أيا من المناطق الموجود فيها الدفاعات الجوية الروسية بقاعدتي "طرطوس" و "حميميم" الروسيتين.

حديث أمريكي حول التنسيق مع روسيا

وفي إطار العدوان الثلاثي الذي ضرب روسيا فجر السبت، أعلن ممثلٌ للإدارة الأمريكية ، في وقتٍ لاحقٍ من يوم السبت، أن واشنطن ناقشت مع موسكو الإجراءات الهادفة إلى تجنب وقوع ضحايا خلال الهجوم على سوريا.

وقال ممثل الإدارة الأمريكية في مؤتمرٍ صحفيٍ ، "كنا على اتصال بالسلطات المعنية في موسكو للتأكد من أننا خلال هذه العملية اتخذنا كل الخطوات الضرورية لتجنب وقوع ضحايا ونوصي بأن تفعل روسيا الشيء نفسه "، لكنه في الوقت نفسه، أكد أنه لم يتم إبلاغ الجانب الروسي عن الأهداف المحددة.

وسيبقى الجدل مطروحًا حول مدى تعمد روسيا تحاشي المواجهة مع القوات الغربية المتحالفة، في خطوةٍ اعتبرها البعض في الوطن العربي تقاعسًا روسيًا إلى حدٍ ما، عن الدخول في صدامٍ مع القوات الأمريكية.