5 ساعات للرئيس البرتغالي في ضيافة شيخ الأزهر| مصر عظيمة

صورة مجمعة
صورة مجمعة

استقبلت مصر الرئيس البرتغالي مارشيلو دى سوزا، الخميس 12 إبريل، في زيارة تضمنت عدة لقاءات رسمية بهدف دعم علاقات التعاون بين البلدين.


وضمت اللقاءات 5 ساعات مثمرة في ضيافة شيخ الأزهر، بدأت بلقاء في مشيخة الأزهر بحضور قيادات المشيخة وكبار العلماء.


لقاء مشيخة الأزهر:
 رحب خلالها «الطيب» بالرئيس البرتغالي وشكره على حفاوة الاستقبال أثناء زيارته «لشبونه» الشهرَ الماضيَ، مُشيدًا باعتزاز البرتغال بالإرث الحضاري الإسلامي، واعتباره جزءًا من ثقافتها، مبديًا إعجابه بما شهده من تعايش إيجابي وتسامح بين أبناء الشعب البرتغالي على اختلاف أديانهم وثقافاتهم. 


 من جانبه، قال الرئيس البرتغالي، إن زيارة شيخ الأزهر إلى البرتغال مثّلتْ حدثًا مهمًّا للمجتمع البرتغالي، مؤكدًا أنه يُمثّل مؤسسة عالمية لها تاريخ عميق، وهو ما يجعله يشعر بالاعتزاز والفخر بوجوده في رحاب هذه المؤسسة العريقة.  


تطلعات وتعهد من الرئيس البرتغالي:
   وأشاد بالجهود التي يبذلها شيخ الأزهر لنشر السلام حول العالم ومدّ جسور الحوار بين مختلف الأديان، مبديًا تطلعه للتعاون مع الأزهر للحفاظ على ثقافة التعايش والاستقرار المجتمعي التي يتميز بها الشعب البرتغالي، وتعزيز التبادل الثقافي بين جامعة الأزهر وجامعات البرتغال، ليس في المجال الديني فقط، وإنما في مختلف المجالات.  


كلمة الرئيس البرتغالي في جامعة الأزهر:
وبعد أن انتهى اللقاء الأول، ذهب الرئيس البرتغالي لإلقاء محاضرة في جامعة الأزهر، قال خلالها «إن مصر وطن عظيم ومهم وحيوى فى المنطقة والعالم كله»، مشددا على أن بلاده شهدت تأثيرا إسلاميًا قويًا منذ نشأتها وحتى الآن.

وأضاف أن مصر مهد الحضارات ونقطة انطلاق لها، قائلا «تاريخ إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا كلها بدأت من مصر بطريقة ما».

وثمن رئيس البرتغال جهود شيخ الأزهر ودوره فى نشر السلام والمحبة قائلا: «إذا سمح لى الإمام الأكبر بأن دولة البرتغال سوف تعطيه نيشانا لجهوده من أجل السلام حول العالم».


وقال الرئيس البرتغالي: «ليس من حق أحد فرض اعتقاده على الآخرين»، مشيرا إلى أن الشباب لا زال أمامهم مستقبل كبير، في مكافحة التمييز وعدم المساواة والظلم.

ولفت إلى إنه بالأساس أستاذ جامعي، ولذلك وجوده في جامعة الأزهر التاريخية المليئة بالحضارة والفكر والثقافة يجعله يشعر كما لو كان في وطنه، مؤكدا أن الجامعة لا يقتصر دورها على التعليم بل يجب أن تعمل على تعزيز الحريات وتعدد الآراء، موضحًا أن تاريخ الإنسانية مليء بالأمثلة على مصادرة حرية الاعتقاد، وكانت البرتغال في الماضي نموذجَا على هذا التاريخ خلال فترة التوسع الاستعماري، حيث لم يكن يُسمح بوجود اختلاف في الاعتقاد، وتم فرض معتقدات بعينها على الجميع.

وشدد رئيس البرتغال على أنه يجب أن المكافحة من أجل عالم أفضل للتغلب على المشكلات التي تواجهنا، كما يجب على الشباب أن يصر على مكافحة التمييز والمطالبة بالمساواة بين الجميع، والتغلب على العقبات التي تقف أمام حرية الاعتقاد.

رده على مستقبل التعاون بين الأزهر والبرتغال:
وعقب المحاضرة، أجاب الرئيس البرتغالي عن عدد من أسئلة الحضور، من بينها سواء حول مستقبل التعاون بين الأزهر ودولة البرتغال، حيث خاطب الرئيس البرتغالي طلاب وأساتذة الأزهر، قائلا: «أنتم في دولة مهمة في المنطقة والعالم، وتواجهون المستقبل بتاريخ حضاري كبير، وجئت اليوم من أجل التعاون مع الأزهر، فتم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الأزهر والجامعات والمؤسسات الثقافية البرتغالية، وذلك من أجل مستقبل أفضل للبلدين والشعبين المصري والبرتغالي».


رأيه في تأثير المسلمين في بلاده:
وردا على سؤال آخر، أوضح الرئيس البرتغالي أن المسلمين كان لهم تأثير قوي في تاريخ بلاده، والآن لديهم حضورهم الفاعل ولهم مساجدهم المنتشرة في البرتغال، قائلا: «نحن مجتمع منفتح، ولدينا ثقافة متنوعة في الاقتصاد والأديان والسياسة».


وكشف أنه عندما تولى رئاسة البرتغال، قرر تنظيم احتفال داخل مسجد في حضور ممثلي 18 كنيسة، رغم أنه كاثوليكي مثل معظم البرتغاليين، للتأكيد على حرية الأديان والاعتقاد.


تعليقه على انضمام شباب أوروبي لداعش:
وحول أسباب انضمام عدد من الشباب الأوروبي لتنظيم داعش، أشار إلى أن التطرف هو نتاج لظروف اجتماعية واقتصادية، مثل الفقر واليأس، ويجب على الجميع معالجة هذه الأسباب للقضاء على التطرف وحماية الشباب من الانخداع بالجماعات المتطرفة، أما عند التغاضي عن هذه الأسباب فنحن نسمح بوجود بيئة خصبة للإرهاب.


القدس عربية:
وفي إجابته عن سؤال مستشار شيخ الأزهر محمد عبد السلام، بخصوص موقف البرتغال من القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، قال رئيس البرتغال: إننا نرى ضرورة القبول بوجود دولة عربية عاصمتها القدس، ونقبل التعايش، معتبرًا أن موقف البرتغال ثابت ولن يتغير ولن يتم تغيير موقع السفارة البرتغالية أو نقلها للقدس.


جولة في الجامع الأزهر:
اصطحب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس البرتغالي مارشيلو دي سوزا، في جولة بالجامع الأزهر، للتعرف عليه وما يزخز به من فنون معمارية ومعالم تاريخية، خاصة بعد عملية الترميم والتطوير الشاملة التي شهدها الجامع، وأعادت له رونقه التاريخي المميز.