فيديو صور| تطوير «الأفران».. قرار حائر بين أصحاب المخابز و«التموين»

مخبز يدوي
مخبز يدوي

«من فات قديمه تاه»، ربما لا يزال صاحب أحد المخابز اليدوية بمنطقة روض الفرج، يعمل بهذا المثل، محافظا على طقوسه، مقدمًا لزبائنه «رغيف طازج» دون آلات فقط أيديهم، وكثير من أسرار المهنة التي لا يعرفها الكثيرون.


رحلة في أسرار المهنة خاضتها «بوابة أخبار اليوم»، في شوارع منطقة روض الفرج، وبالتحديد 16 شارع جنينة المناخ ابن الرشيد، حيث ينهمك محمد حسين إسماعيل، صاحب أقدم المخابز اليدوية في عمله، من خلال فرن من البلاط الحراري.

 

وكشف لنا صاحب المخبز «سر الخلطة»، والتي تبدأ من قيام أحد العاملين بوضع العجين على لوح خشبي، ويتم وضعه في الفرن لمدة دقائق قليلة ويتم إخراجه من الفرن عن طريق اللوح الخشبي أيضا.


10 أفراد في المخبز اليدوي جميعهم يعملون بأساليب بدائية لإنتاج الخبز ولكل فرد دور ومهمة حيث يقوم أحد الأفراد بالعمل على تحضير العجين، والأخر على نقل العجين للقائم على الفرن، وأخر يقوم بوضع الخبز خارج المخبز لعرضه أمام البائعين والأخر يقوم بوضع الخبز المنتج داخل «طاقه» أخرى ليتم تحميص العيش، وتتم العملية بدون آلات أو معدات.


وأكد أحد العاملين بالمخبز، أن المخبز يعمل منذ 30 عاما وأن عدد أفراد العاملين به 16 فرد، مضيفا أن هناك عدد كبير من الفنانين والشخصيات السياسية الهامة يقوموا بإرسال مندوبين لهم للمخبز للحصول على الخبز وذلك لتميز مذاق الخبز المنتج من المخابز اليدوية عن المخابز الآلية، ومخبز الأمانة بروض الفرج يعتبر أخر مخبز يدوي في المنطقة لم يتم تطويره.


وعبر محمد حسين إسماعيل صاحب المخبز، عن مدى حزنه نتيجة فرض الوزارة تطبيق قرار التطوير على المخبز، مؤكدا أن تطوير المخبز وتحويله إلى مخبز آلي يحتاج إلى 150 ألف جنيه، وهو لا يملك ذلك المبلغ، وبالتالي سيتم وقف 16 عامل، حيث تم تنفيذ القرار بوقف إرسال حصة الدقيق الخاصة بالمخبز من جانب الوزارة.


وتابع محمد حسين إسماعيل، قائلا إن الخبز المنتج من المخابز اليدوية يختلف كثيرا على الخبز الآلي وتم إغلاق 200 مخبز بروض الفرج لحين تطويرهم.

 

وناشد صاحب المخبز والعاملين به وزير التموين بإعطائهم مهلة كافية لترتيب أمورهم المادية وأوضاعهم لتنفيذ خطة التطوير، ولكن تم صدور قرار التطوير يوم 13 فبراير، وبالفعل تم تنفيذه بعد إصداره بثلاثة أيام حيث تم وقف إرسال حصة المخبز من الدقيق يوم 16 فبراير، وأكد صاحب المخبز أنه يعمل الآن على حسابه الخاص.


وأضاف أن المخبز يقوم بصرف الخبز المدعم على البطاقات التموينية، وأيضا يقوم بالبيع خارج البطاقة التموينية ويبلغ سعر الرغيف 40 قرش، وأكدت أحدى سكان منطقة روض الفرج أن المخبز اليدوي أفضل بكثير من المخابز الآلية من حيث المذاق والطعم وعبرت عن مدى حزنها بخطة التطوير الجديدة لأنها لم تستطيع الحصول على الرغيف اليدوي المميز بمذاق مختلف مرة أخرى.


وأكد صاحب المخبز محمد حسين إسماعيل أن بدءا من اليوم 2 أبريل تم إغلاق المخبز، وكذلك وقف 16 عامل عن العمل.


من جهته قال عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز - في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»- إن سبب خطة تطوير المخابز هو تقليل العمالة.


وأضاف أن وحدة الخبيز لا يتعدى سعرها 50 ألف جنيه ومن الممكن أن يقوم صاحب المخبز الذي يصدر له أمر بالتطوير أن يقوم بتقسيط المبلغ. 


وأكد عبد الله غراب أن صاحب المخبز لم يقوم سوى بشراء وحدة خبيز وتقديم طلب توصيل غاز طبيعي المخبز وذلك سيوفر له أجر العمالة.


وأوضح أن شعبة أصحاب المخابز بغرفة القاهرة التجارية، تعد مذكرة شاملة بالمشكلات التي تواجه قطاعها وتسبب مشكلات لأصحاب المخابز في الفترة الحالية.

 

وذكرت الشعبة أن المشكلات التي تواجه أصحاب المخابز هي:

- ضرورة إعادة النظر في الغرامات الموقعة على أصحاب المخابز حيث إن هناك غرامات منذ 2009 ويتم المطالبة بها بأثر رجعي، فضلًا عن الغرامات التي تتعلق بمنظومة الخبز الحالية.

 

- المشكلات التي يتسبب بها الكارت الذهبي لأصحاب المخابز حيث إن هناك مبالغ كبيرة يتم تغريمها لهم دون وجه حق ولذلك الشعبة تتضرر رسميًّا من هذا الكارت بإعادة النظر فيه خاصة بعد المحاضر التي يتم تحريرها لأصحاب المخابز بسببه.

 

- تفعيل لجنة التظلمات التي تنظر في المخالفات الخاصة بأصحاب المخابز على مستوى الجمهورية.

 

- تفعيل السيستم للمخابز المغلقة لدخول منظومة الإنتاج.

 

- إلغاء الحبس الوجوبي على أصحاب المخابز وصرف مستحقات أصحاب المخابز المتأخرة.