مزاعم «الهجوم الكيميائي» .. الصراع الروسي الغربي على أرض «سوريا»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

في السابع عشر من أبريل من العام الماضي، أدعت الولايات المتحدة رفقة دوائر سياسية غربية قيام النظام السوري، المدعوم من روسيا، بهجومٍ على مدينة خان شيخون بغاز السارين، المحظور دوليًا والمصنف ضمن الأسلحة الكيميائية.

دمشق تنصلت ولا تزال من تلك الاتهامات الأمريكية، وأحبطت حليفتها موسكو عدة مشاريع قرارات تدين الحكومة السورية في هذا الهجوم المزعوم، لتحصن نظام الرئيس بشار الأسد من أية عقوباتٍ يمكن إصدارها ضده.

ومع اقتراب الذكرى الأولى لهذا الهجوم، تواترت أنباء حول حدوث هجومٍ آخر، هذه المرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وسط اتهاماتٍ موجهة صوب النظام السوري في التسبب في هذا الهجوم.

ولم توُجه أصابع الاتهام الأمريكية هذه المرة صوب دمشق وحدها، فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحدث عن إمكانية أن تكون روسيا وإيران ضالعتين في هذا الهجوم إلى جانب النظام السوري.

الرد الروسي

الرد الروسي على الاتهامات الأمريكية حول استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، جاء من مركز المصالحة الروسي، التابع لوزارة الدفاع الروسية، والذي قال إن فحوصات المرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات المدينة والتي قام بها أطباء عسكريون روس لم تكشف عن آثار تعرضهم لتأثير أي مادة سامة،

وبدورها اتهمت وزارة الخارجية الروسية الغرب بالسعي لتأجيج الأوضاع في سوريا، مضيفةً أن الهدف من عمليات الدس الإعلامي من هذا النوع، حسب وصفها، هو حماية الإرهابيين وتبرير عملية ضرب سوريا من الخارج، في تلميحاتٍ من موسكو حول نية أمريكية للتدخل العسكري في سوريا.

أمرٌ أذعن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم ومن قبله وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، فلم يستبعد كلٌ منهما إمكانية استخدام واشنطن الخيار العسكري في سوريا بعد الآن، وسط أنباء الهجوم الكيميائي بدوما، والذي تجزم واشنطن بحدوثه على أرض الواقع.

بريطانيا تشاطر الموقف الأمريكي

ومن جانبها، حثت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، المجتمع الدولي على تعزيز تصميمه على التصدي للمسؤولين عن الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا.

وقد جمع اتصالٌ هاتفيٌ بين وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، والقائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان، أكدا خلاله أن الهجوم الذي وقع في سوريا باستخدام ما يُشتبه بأنه غاز سام يحمل نفس سمات هجمات كيماوية شنتها في السابق الحكومة السورية، حسب زعمهما، مشددين على ضرورة ضمان محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم المروع، حسب بيانٍ صادرٍ عن الخارجية البريطانية.

المواقف الأممية

وعلى الصعيد الأممي، انتقد الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أعضاء مجلس الأمن الدولي، بسبب اكتفائهم بتقديم إدانات واهنة، حسب وصفه، لهجوم كيماوي في سوريا، قائلًا إن التقاعس عن الرد بقوة أشد قد تكون له عواقب وخيمة لعقودٍ قادمةٍ.

وقال الأمير زيد في بيانٍ، إن هناك عددًا من القوى العالمية الكبرى منخرطة بشكلٍ مباشرٍ في الصراع في سوريا، ورغم ذلك فشلوا تمامًا في وقف هذا الانحدار المشؤوم صوب إتاحة الأسلحة الكيماوية للجميع.

ومن جانبه، تحدث المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن أن الأمم المتحدة لا تستطيع تأكيد أو نفي صحة التقارير حول الهجوم الكيميائي في دوما السورية، داعيًا، خلال جلسةٍ لمجلس الأمن، لإيجاد آلية مناسبة للتحقيق في التقارير حول هذا الهجوم.