في الذكرى الـ48 لها

تزامنًا مع «مسيرات العودة» .. «بحر البقر» شاهدة على وحشية «إسرائيل»

صورتان أرشيفيتان
صورتان أرشيفيتان

"محافظتي الشرقية، مدرستي بحر البقر الابتدائية، كرستي مكتوب عليها تاريخ اليوم، مكتوب على الكراس اسمي، سايل عليه عرقي ودمي، من الجراح اللي في جسمي، ومن شفايف بتنادي، يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي" هكذا أنشد بليغ حمدي في فيلم "العمر لحظة" بطولة الفنانة ماجدة، الذي كان يروي قصة حرب السادس من أكتوبر وما قبلها، لتقشعر الأبدان لتلك الكلمات مع مشاهد الدماء، التي كانت في النهاية تمثيلًا يجسد الواقع، الذي كان بالطبع أقسى بكثيرٍ من تلك المشاهد الدرامية في هذا الفيلم.

ثمانية وأربعين عامًا مرت على قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، إبان احتلالها شبه جزيرة سيناء المصرية، لإحدى مدارس محافظة الشرقية، والتي ظل اسمها محفورًا في تاريخ مصر من تلك اللحظة، وإلى الآن بعدما كانت مدرسة لا يعرف اسمها حتى من هم في محافظة الشرقية ولا يتواجدون بالقرب منها.

انتفاضة فلسطينية

وتحل ذكراها هذا العام، في وقتٍ بدأ الشعب الفلسطيني انتفاضةً تحت اسم مسيرات العودة الكبرى، انطلقت في الثلاثين من شهر مارس الماضي، ولا تزال مستمرةً بغية النضال من أجل استعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل.

ودفع تسعة وعشرين فلسطينيًا إلى الآن حياتهم ثمنًا لمطالبهم المشروع، بعدما فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار صوب الفلسطينيين المتظاهرين سلميًا مطالبين بحقوقهم.

أمرٌ ليس بجديدٍ على قوات الاحتلال التي أحدثت عديد المجازر بحق المدنيين السلميين، وكانت مدرسة بحر البقر إحدى تلك الفصول عام 1970.

ثلاثون طفلًا أقتلعهم الموت، جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي بقرية بحر البقر في الشرقية قبل 48 عامًا، وهو عددٌ يناهز أعداد الشهداء الذين سقطوا في أنحاء متفرقة بفلسطين خلال مسيرات العودة، اختلف الزمان والمكان وهوية الضحايا، لكن القاتل واحدٌ لم يتغير، لم يبدله الزمان إلى صورةٍ أفضل، فظل على وحشيته التي عهدناها عليه.

انتفاضة الفلسطينيين المستمرة تواجهها عمليات قمعٍ إسرائيلية، وسط عجزٍ من الأمم المتحدة على تبني موقفٍ تجاه إسرائيل، ما دامت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض "الفيتو" ضد أي مشروعٍ أمي بمجلس الأمن يدين تل أبيب.

وقبل 48 عامًا، اضطر الرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون، للرضوخ لضغوط الرأي العام في بلاده، فأوقف إمداد إسرائيل بطائراتٍ حديثةٍ على خلفية مجزرة بحر البقر، فهل تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، موقفًا مماثلًا لنيكسون، أم ستظل على عنادها ودعمها الدائم لإسرائيل؟