فيديو| «بوابة أخبار اليوم» في منزل الحاجة «سعدية» ضحية «عمرة المخدرات»

الحاجة سعدية
الحاجة سعدية

بين الخوف والرجاء، تعيش أسرة الحاجة «سعدية»، لحظات مريرة منذ غياب والدتهم عنهم، في رحلة بدأت بسفرها لأداء مناسك العمرة، وانتهت سريعًا بالقبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية في السعودية، بتهمة تهريب المواد المخدرة.

«نبروه» بالدقهلية
في مركز «نبروه» قرية «درين»، بالمنصورة، عاشت «سعدية» صاحبة الـ75 عامًا، وهي أم لبنتين وثلاث صبية، بعد وفاة الزوج أفنت عمرها في تربية أبنائها، حتى أصبح لكل منهم طريقه في الحياة.
على مدار سنوات طويلة، كانت تحلم «سعدية» بزيارة الأراضي المقدسة لتمتع عينيها بالنظر إلى الحرمين الشريفين، علها تنال فريضة الحج الأكبر، أو مناسك عمرة تشرح صدرها، وتشبع شوقها لزيارة الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم.

محرر بوابة أخبار اليوم مع أسرة الحاجة سعدية

«الجارية» والمنزلاوي
ذات يوم جاءتها «الجارية»، أحدى جيرانها، بالقرية، لتبشرها بأن شقيقها «عبدالله المنزلاوي» استطاع أن يحصل لها على عمرة مجانية، من قبل أصحاب الخير.. في هذه اللحظة هلت الفرحة على على منزل الحاجة «سعدية»، بعد أن علمت أنها على أعتاب تحقيق حلم زيارة الحبيب.


«بوابة أخبار اليوم»، انتقلت إلى منزل أسرة الحاجة «سعدية» بنبروه، لمحاورة أسرتها ومعرفة تفاصيل القبض عليها، وضبط المتهم الرئيسي في القضية، من قبل الأجهزة الأمنية في مصر.. لنرى ملامح يكسوها الحزن والأسى، حيث ابنتها «فاطمة» و«هدى»، اللتان لا تفارقان غرفة والدتهما، بدموع لاتفارق عيناهما.

 


الصدمة.. واستغاثة للرئيس
تقول «فاطمة»: «والدتى امرأة عجوز لا تستطيع حتى هذه اللحظة استيعاب، ما حدث معها، فالأزمة بدأت بعد أن أعددنا لها كل شيء للسفر، وفوجئنا بقيام «عبدالله المنزلاوي» بإعطائها شنطة لتعطيها لأحد الأشخاص في السعودية، مدعيا أن بها بعض الملابس، فلم تكن والدتى تعلم أن بها مواد مخدرة إلا بعد القبض عليها واحتجازها في أحد المستشفيات نظرًا لتدهور صحتها».

تضيف الابنة الكبرى للحاجة «سعدية» «الخبر كان بمثابة صدمة فاجعة لنا، والدتى لا تتحمل ما يحدث معها، «خدونى مكانها»، فهي مريضة، وحين تمكنت من محادثتها صباح اليوم الذي تم إلقاء القبض عليها عبر الهاتف، وكانت تقول أنها تريد أن تعود إلى مصر، لا تستطيع أن تأكل أو تشرب هناك، لأنها في صدمة مما حدث معها».


واستكملت، «الأجهزة الأمنية ألقت الفبض على «عبدالله المنزلاوي»، وأيضا شقيقته «الجارية» وزوجها مقبوض عليهم، ولا أعلم لماذا لم تخرج والدتى؟ وأطلب من الرئيس السيسي، والملك سلمان التدخل لإنهاء إجراءات الإفراج عنها وعودتها لنا، فهي في حالة يرثى لها».

«هدى»: والدتي لا تتحمل ما يحدث لها
بعد أن غلب البكاء على كلماتها، بدأت «هدى» الابنة الثانية للحاجة «سعدية»، بصوت خافت، يحجبه الحزن، تروي قائلة: «تزوجت في قرية بعيدة عن والدتى، وكنت عندما أأتي لزيارتها، أنادى عليها وأنا على أعتاب منزلها، وأقول يا أمى، لترد هي عليه بالقول تعالى يا قلب أمك».

تضيف: «لا أتحمل دخول المنزل وهي ليست موجودة به، فالدتى سيدة بسيطة، كانت تحلم بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم نتخيل أبدًا أن هناك من يريد استغلال حسن نيتها، لمثل هذه الأمور، كل ما أتمناه أن يفرجوا عن والدتى، بأقصى سرعة ممكنة، هم هناك يعاملوها جيدًا لكن في النهاية تظل حبيسة، الخوف يحاصرنا، خاصة أنها مريضة، ولا تقوى على تحمل ما يحدث معها».

 


 
 

«أحفادها»
طالب «يسري» 13 سنة، بالافراج عن جدته،  قائلا: «مش عارفين نعيش من غيرها»، وقال حفيدها الثاني «يوسف» 10 سنوات، «جدتي تعبانة وحشتني أوي ونفسي أشوفها».

 

ضبط المتهمين

تمكنت الأجهزة الأمنية بالدقهلية، بالتعاون مع مديرية أمن الجيزة، من ضبط المتهم الرئيسي في واقعة «العمرة المزيفة»، حيث كشفت التحقيقات، أن المتهم يدعى عبد الله المنزلاوي، 30 عامًا، جزار، تسبب في حبس الحاجة سعدية عبد السلام، 75 عامًا، في واقعة ضبط مواد مخدرة بحقيبة خاصة بها أثناء توجهها للأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة.

وتبين قيام المتهم بتسفيرها لأداء العمرة، ووضع حقيبة بداخلها الأقراص المخدرة ضمن متعلقاتها بزعم توصيلها لأحد أقاربه بالسعودية، حيث نجحت أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية، وقطاع الأمن العام، في استهداف الجزار بمحل إقامته، حيث تبين هروبه، واتهام زوج ابنة المعتمرة بتحقيقات النيابة لشقيقته وزوجها بالاشتراك مع المتهم الهارب فى ارتكاب الواقعة، وتم ضبطهما وعرضهما على النيابة التي قررت حبسهما احتياطياً.


وتوصلت التحريات إلى تحديد محل اختباء المتهم الهارب بمنطقة الأهرام بالجيزة، وعلى الفور تم تقنين الإجراءات والتنسيق مع أمن الجيزة لاستهداف الجزار وضبطه بمحل اختبائه بشقة في شارع العشرين دائرة قسم الأهرام، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

 
تحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة للتحقيق.