«التشدد.. ومثلث الشر» أبرز ما جاء في حوار بن سلمان لمجلة أمريكية

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

«للإسرائيليين الحق في العيش بسلام»، تصريح تداولته وسائل الإعلام المختلفة الاثنين الماضي على لسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دون استكماله.

 

بالطبع هاجم الكثيرون بن سلمان على هذا التصريح المجتزئ متغافلين عن حواره الطويل البناء الذي أجراه مع مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية متحدثا فيه عن أمور عديدة وملفات متنوعة، كمكافحة الإرهاب والتشدد، وخطط المملكة الإصلاحية، واليمن وقطر وإيران وفلسطين والمرأة السعودية.

 

يأتي حوار بن سلمان في إطار زيارته للولايات المتحدة، تلك الزيارة التي تحمل مغزى اقتصادي واستثماري في المقام الأول، وفرصة جيدة لعرض رؤية 2030 الخاصة بالمملكة والتي تهدف إلى الاستغناء عن النفط.

 

تحدث ولي العهد السعودي عن حقوق المرأة في ظل خطط المملكة الإصلاحية، كما تحدث عن ما أسماه بمثلث الشر «إيران – الإخوان – الجماعات الإرهابية»، كذلك عن القضية الفلسطينية والوضع باليمن وعلاقة بلاده بقطر.

 

وجه الصحفي جيفري جولدبيرج الذي أجرى الحوار مع بن سلمان، سؤاله الأول عن دور الإسلام في إحداث التغيير المطلوب والدور الذي سيلعبه في العالم، أجاب بن سلمان بأن الإسلام هو دين السلام، وأن هذه هي الترجمة الصحيحة للإسلام، فالله في الإسلام، وضع على عاتقنا مسؤوليتين: أولًا الإيمان، والقيام بكل ما هو جيد وتجنب المعاصي. وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله –سبحانه بالحسنى.

 

وبسؤاله عن مثلث الشر، تحدث بن سلمان بأن النظام الإيراني الذي يريد نشر، الفكر الشيعي المتطرف، وهم يعتقدون أنهم إن قاموا بنشر هذا الفكر فإن الإمام المخفي سيظهر وسيعود ليحكم العالم من إيران وينشر الإسلام حتى الولايات المتحدة. 

 

الجزء الثاني من المثلث هو جماعة الإخوان المسلمين، وهو تنظيم متطرف آخر. وهم يرغبون في استخدام النظام الديمقراطي من أجل حكم الدول ونشر الخلافة في الظل– تحت زعامتهم المتطرفة، ومن ثم سيتحولون إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشدهم. والجزء الآخر من المثلث يتمثل في الإرهابيين – تنظيم القاعدة وتنظيم داعش– والذين يرغبون في القيام بكل شيء بالقوة، وإجبار المسلمين والعالم على أن يكونوا تحت حكمهم المتطرف بالقوة.

 

كما وصف بن سلمان مرشد إيران بـ«هتلر»، فهو لا يختلف عنه كثيرا فالأخير كان خطرا على أوروبا بينما المرشد الإيراني خطرا على العالم أجمع، ولذلك يريد الجميع إيقاف ذلك عبر التحركات السياسية، والاقتصادية، والاستخباراتية، تجنبا للحرب.

 

وحول القضية الفلسطينية، أشار بن سلمان إلى أن لكل شعب الحق في العيش ببلده في سلام،  لكن يجب أن يكون هناك اتفاق سلام عادل وُنصف لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب، ناقلا مخاوفه الدينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. 

 

وبسؤاله عن كون سنه لا يتحمل مثل تلك الأمور المعقدة، أجاب بن سلمان بأن البشر يتعلمون حتى آخر يوم في حياتهم، ويجب التعلم والفهم بسرعة، مؤكدا أن شبابه لا يمثل له أية مشكلة في فهم الأمور بل على العكس فمؤسس شركة "أبل" العالمية كان شابا وكذلك مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك".

 

أما فيما يخص حقوق المرأة، فقد أشار بن سلمان إلى أنه مؤمن وداعم دائم للمرأة، مشيرا إلى أنه لا يوجد فرق بين الرجال والنساء في الإسلام، وأنه هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء، لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة. في السعودية مثلاً، يدفع للنساء نفس المقابل المالي الذي يدفع للرجال. لا نريد تفرقة المعاملة للأشخاص المختلفين.