سالزبوري .. مهد الأزمة الروسية البريطانية .. لها من التوائم ثلاثة

صورة مجمعة
صورة مجمعة

مدينةٌ هادئةٌ في مقاطعة ويلتشير غرب إنجلترا، يلتقي عند سهلها الذي يحمل اسمها، خمسة أنهار، هي ويلي, وايبل, ونادر وبورن ونهر افون، سُميت بمدينة "الكاتدرائية"، فعلى أرضها توجد كنيسة كاتدرائية مريم العذراء، التي تشتهر بأن لها أطول برج كنيسة تابع لها في الملكة المتحدة يصل ارتفاعه إلى 123، إنها مدينة سالزبوري البريطانية.

أضحت بين عشيةٍ وضحاها، حديث العالم، يترد أخبارها في الصحف والمواقع، تجري اسمها على لسان السياسيين، ويُطرد على حسها الدبلوماسيون، فقد حرك حدثٌ في هذه المدينة، التي كانت مغمورةً بعض الشيء، الخلافات بين أوروبا وروسيا من جديد، ودخلت الولايات المتحدة طرفًا هي الأخرى تناصر أوروبا في صدامها الدبلوماسي مع روسيا.

بداية شهرة هذه المدينة كانت يوم الرابع من مارس الماضي، حينما عُثر على جاسوسٍ روسيٍ يُدعى سيرجي سكريبال كان عقيدًا في الاستخبارات الروسية ودبلوماسيًا لبلده لدى مالطة وإسبانيا، وابنته المسماة "يوليا" منزوين إلى جانبٍ مطعمٍ، وهما فاقدان الوعي، لينكشف أمر غيبوبتهما تلك بأنها جاءت عن طريق تعرضهما لغاز أعصاب، ينتمي إلى فئة الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليًا.

ومن هنا بدأ اسم مدينة سالزبوري يتردد بشكلٍ يوميٍ، ولم يتوقف طيلة شهرٍ مضى، فما زالت أصداء تسميم الجاسوس الروسي تُلقي بظلالها، والتصعيد البريطاني الروسي متواصلٌ، وسط دعمٍ من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأستراليا لموقف بريطانيا، تجلى في السير على خطاها بطرد دبلوماسيين روس لديها، لترد موسكو بالمثل.

التوائم الثلاثة

وبعيدًا عن الأجواء المشحونة بين روسيا من جهة، وبريطانيا وحلفائهما من جهة أخرى، نسلط الضوء أكثر على مدينة سالزبوري، ما لا قد تعرفه عن تلك المدينة، أنها ليست متفردة باسمها لبريطانيا فحسب، فلها من التوائم ثلاثة، في فرنسا والنمسا والولايات المتحدة.

فتوأمها في فرنسا مدينة ستراسبورج، الواقعة شرق فرنسا على الحدود مع ألمانيا، وفي النمسا مدينة سالزبورج، الواقعة على الحدود الشمالية لجبال الألب، وفي أمريكا ولاية ماريلاند.

ملاذ سكريبال

ولكن ما الذي جعل من هذه المدينة ملاذًا للجاسوس الروسي سكريبال كي يعيش بها بعدما تسلمته في بريطانيا في صفقة تبادل جواسيس بين موسكو وواشنطن عام 2010.

السبب في ذلك هو بابلو ميلر، رجل المخابرات البريطانية، الذي جعل من سكريبال جاسوسًا لبلاده، أثناء عمله ضمن البعثة الدبلوماسية لموسكو لدى إسبانيا، فبعد أن تم ترحيل سكريبال إلى بريطانيا، اختار أن يعيش في نفس المدينة التي يعيش بها ميلر، ليكون على مقربةٍ منه.

سكريبال جعل من المدينة الهادئة منبعًا للصخب لدى السياسيين في أنحاء العالم، مكسبًا بذلك تلك المدينة الشهرة التي كانت تنقصها.