«أردوغان» .. رئيسٌ يقاضي معارض رفض الانقلاب العسكري ضده

أردوغان وقليجدار أوغلو
أردوغان وقليجدار أوغلو

يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقاضاة زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، الذي يشغل منصب الرئيس في حزب الشعب الجمهوري العلماني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، والذي أسسه الرئيس التركي الأول مصطفى كمال أتاتورك.

أمرًا خرج به محامي الرئيس التركي، حسين أيدين، وذلك جراء تصريحاتٍ لقليجدار أوغلو اعتبرها ظالمةً ولا أساس لها من الصحة، حسب قوله.

تصريح قليجدار أوغلو المزعج لأردوغان

تلك التصريحات كانت حينما قال زعيم المعارضة، في وقتٍ سابقٍ هذا الأسبوع، إن إردوغان كان أقرب إلى الداعية فتح جولن من أي سياسي تركي آخر.

ويعتبر فتح الله جولن المتهم الرئيسي لدى السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة منتصف عام 2016، وتشن أنقره حملةً شعواء ضد كل من تعتبر أن له صلة بجولن، أو شبكته في تركيا.

وتم إلقاء القبض على عشرات الآلاف من الأشخاص بتهمة الارتباط بحركة جولن في إطار حملة قمع أمنية أعقبت محاولة الانقلاب، إضافةً إلى فصل الآلاف من وظائفهم للاتهام ذاته.

وقال قليجدار أوغلو في كلمةٍ أمام أعضاء بحزبه في أنقرة "الذراع السياسية لشبكة جولن هي الشخص الذي يشغل الرئاسة، الذراع السياسية رقم واحد لشبكة جولن.. المدافع رقم واحد هو الشخص الذي يشغل الرئاسة".

ولا تبدو تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري تحمل تلفيقًا للرئيس التركي، فتح الله جولن، كان قبل عامين حليفًا وثيقًا لأردوغان، قبل أن ينقلب عليه الأخير ويعلن في بداية عام 2016 شبكة رجل الدين، فتح الله جولن، منظمةً إرهابيةً، ليتبع ذلك محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في منتصف يوليو من العام ذاته.

وينفي فتح الله جولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أي صلة بمحاولة الانقلاب التي كادت أن تودي بحكم أردوغان في تركيا.

وقوف زعيم المعارضة إلى جانب أردوغان

وحينما هز الانقلاب العسكري عرش أردوغان، وقف زعيم المعارضة التركية قليجدار أوغلو إلى جانب الرئيس التركي، رافضًا إزاحة من الحكم عبر انقلابٍ عسكريٍ دون اللجوء لصناديق الاقتراع، واستقبله حينها الرئيس التركي في قصر الرئاسة.

وبدا أن أردوغان لم يحفظ لقليجدار أوغلو جميله، ومن قبل حينما وصفه بالإرهابي، على خلفية قيادة رئيس الحزب الجمهوري مسيرةً سيرًا على الأقدام، من أنقره إلى اسطنبول، احتجاجًا على الحكم بسجن نائب الحزب بالبرلمان التركي، أنيس بربر أوغلو، 25 عامًا، بتهمة نشر معلومات مخابراتية إبان عمله رئيسًا لتحرير إحدى الصحف التركية.

وترتبط قضية بربر أوغلو بنشر صحيفة "جمهورييت" عام 2015 صورًا وفيديو تظهر الاستخبارات التركية وهي تسعى إلى نقل أسلحة عبر الحدود إلى سوريا.

ونعت قليجدار أوغلو أردوغان حينها بالديكتاتور المستبد، وتحداه بالمضي قدمًا في المسيرة التي حملت مطلب العدالة،  ليتم وصمه بالإرهاب من قبل الرئيس التركي، الذي تجاهل حسن الصنيع الذي أسداه إليه، مثلما انقلب على حليفه فتح الله جولن، ومن قبله نجم الدين أربكان.