«سلوفاكيا» والتحرك الدبوماسي الأول في تاريخها.. وجهته «روسيا»

الرئيس الروسي ووزير خارجية سلوفاكيا
الرئيس الروسي ووزير خارجية سلوفاكيا

سلوفاكيا تلك الدولة الواقعة في وسط أوروبا، والتي عُرفت من قبل باسم تشيكو سلوفاكيا، قبل أن يقرر شطرا الدولة الانفصال في مطلع عام 1993، فكانت هناك دولتان وليدتان هما التشيك وسلوفاكيا.

ومنذ انفصالها عن التشيك لم تقدم براتيسلافا على أي خطوةٍ دبلوماسيةٍ تحمل عداءً تجاه أي دولةٍ على مدار 25 عامًا، هي عمر الجمهورية المستقلة عن قرينتها التشيك، هذا ما أكده وزير الخارجية السلوفاكي، ميروسلاف لايتشاك.

تلك الدولة قررت أخيرًا أن تتخذ إجراءاتٍ دبلوماسيةً ضد روسيا، في سابقة بتاريخ البلاد، لتسير ضمن موجة أوروبية موجهة صوب روسيا على خلفية أزمة تسميم عقيد الاستخبارات الروسية السابق، سيرجي سكريبال، في مدينة سالزبوري جنوب إنجلترا، والتي تسببت في أزمة طاحنة بين روسيا وبريطانيا، وسط اتهاماتٍ من قبل لندن لموسكو بالوقوف وراء تسميم الجاسوس، في حين تتنصل موسكو من تلك الاتهامات.

توحد أوروبي ضد روسيا

واتخذت بريطانيا خطواتٍ جادةٍ تجاه روسيا فقامت طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا من أراضيها، قالت عنهم بأنهم جواسيس تحت ستار الدبلوماسية، وأعلنت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، مقاطعة بريطانيا متمثلةً في كبار مسؤوليها وأفراد العائلة المالكة، كأس العالم المقرر إقامته في روسيا.

وسارت تسع عشرة دولةً أوروبية على نهج بريطانيا، فقامت بإجلاء بعض الدبلوماسيين الروس من أراضيها، كما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الاثنين، بطرد 60 دبلوماسيًا روسيًا من الولايات المتحدة، وأغلق القنصلية الروسية في سياتل، وطردت أستراليا دبلوماسيًا روسيًا واحدًا، فيما استدعت كلٌ من البرتغال ومالطة ولوكسمبورج سفرائها لدى موسكو للتشاور حول الأزمة.

تحرك سلوفاكي ضد روسيا

وعلى نهج البلدان الثلاثة البرتغال ومالطة ولوكسمبورج سارت سلوفاكيا، فأعلن وزير خارجيتها استدعاء سفير البلاد لدى موسكو للتشاور، وذلك بعد اجتماعٍ دوريٍ للحكومة، كما أنه لم يستبعد أن تقدم بلاده على خطوة طرد دبلوماسيين روس لديها في وقتٍ لاحقٍ.

وأردف رئيس الدبلوماسية الروسية قائلًا "العملية مستمرة وسأجتمع مع مدير المخابرات السلوفاكية اليوم وبناءً على المعلومات سنكون مستعدين لاتخاذ مزيد من الخطوات".

وكان الرئيس السلوفاكي، أندريج كيسكا، الذي يشغل منصبًا شرفيًا إلى حدٍ كبيرٍ، قد انتقد أمس الثلاثاء الحكومة لتقاعسها عن اتخاذ خطوات دبلوماسية أقوى، مطالبًا بموقفٍ مسؤولٍ وواضحٍ؛ ردًا على طلب للتضامن وصل براتيسلافا من لندن.

أزمة الجاسوس الروسي يبدو أنها أنطقت الحجر أخيرًا، فجعلت سلوفاكيا المسالمة تشرع في إجراءات دبلوماسيةٍ ضد واحدة من القوى العظمى في العالم، في انتظار المزيد من الإجراءات من براتيسلافا التي فتح وزير الخارجية السلوفاكي الباب أمام اتخاذها.