رجل من وراء الستار .. بابلو ميلر مُجند الجاسوس الروسي

سيرجي سكريبال
سيرجي سكريبال

أن تجلب أحد الدبلوماسيين الروس، والذي يشغل منصب عقيد في جهاز الاستخبارات في بلاده، ليكون عميلًا لبلدك، وجاسوسًا ضد بلده، فبالتأكيد ستكون رجلًا يمتلك الكثير من الدهاء والمكر.

هذا هو بابلو ميلر، أو أنطونيو ألفاريس هيدالجو، الاسم الحركي الذي أسقط به رجل المخابرات البريطانية العقيد الروسي سيرجي سكريبال في الفخ، وجنده من خلاله ليعمل لصالح بلاده مقابل أموالٍ طائلةٍ.

بريطاني من أصول إسبانية، ينتمي لفئة رجال الأعمال، تلك هي الأكاذيب التي ساقها ميلر لسكريبال، لتكون طريقًا للتودد إلى رجل الاستخبارات الروسية، أثناء عمل الأخير دبلوماسيًا بالسفارة الروسية لدى إسبانيا.

عرض ميلر

ولم يمضِ الوقت كثيرًا حتى كشف ميلر عن هويته لسكريبال، عارضًا عليه الكشف عن أسماء زملائه في المخابرات الروسية مقابل مبالغ طائلة من الأموال، وقد حظي هذا العرض بالقبول من عقيد الاستخبارات الروسية.

مد سكريبال ميلر بمعلوماتٍ سريةٍ، حتى بعد تقاعده عن الخدمة، مستغلًا علاقاته بزملائه السابقين، قبل أن ينكشف أمره عام 2004، بعد الكشف عن اتصالاته عبر عملاء في المخابرات البريطانية بسفارة لندن في موسكو باستخدام جهاز إلكتروني متطور، ليحاكم على إثر ذلك الجاسوس الروسي، بتهمة الخيانة، ويُنزل بحقه عقوبة السجن ثلاثة عشر عامًا قضى منهم أربع سنوات، قبل أن يتم مقايضته في صفقة تبادل للجواسيس بين روسيا وأمريكا عام 2010، لتتسلمه بريطانيا.

يقال الآن أن سكريبال هو من سمم العلاقات الروسية البريطانية، لكن الرجل الذي يقطن مدينة سالسبوري، جنوب إنجلترا، هو من دس السم من البداية، حينما أفقد سكريبال صوابه من البداية عبر مخدر الأموال الطائلة.

وفي نفس المدينة ارتأى لسكريبال أن يسكن في منفاه الاختياري ببريطانيا، وفي نفس المدينة تعرض لغاز الأعصاب الذي أدخله غيبوبةً لا تزال حياته على المحك وفي وضعٍ حرجٍ بسبب هذا الغاز، وبسبب بابلو ميلر من قبل.