آخر رسالة لـ «ريم بنا» قبل وفاتها..«الموت كالتاريخ فصل مُزيف» 

ريم بنا
ريم بنا

سكت  صوت المقاومة.. ورحلت ترنيمة فلسطين.. قضى مرض السرطان على الفنانة الفلسطينية ريم بنا، بعد أن ظل يأكل في جسدها 9 أعوام بلا رحمة، وظلت تًقاوم وتحارب بكل قوتها لكي تقهره لأنها لم تسمح لأحد بقهرها، عُرفت ريم بنا بالقوة والتحمل طوال فترة مرضها.


حملت رسالتها الفنية الكثير من المعان الكبيرة وهي تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني خاصة الضفة الغربية، وإحياء التراث الفلسطيني، كما تطمح إلى تحقيق عدة أهداف منها: "رفع مستوى الأغنية العربية الفلسطينية التراثية والغير تراثية إلى مستوى الأغنية العالمية".


و الأخرى :" تنمية القدرة على الاستماع إلى الموسيقى والغناء الرائج إلى مستوى عربي ودولي مناسب إلى جانب تحرير الأغنية العربية من المؤثرات السلبية".


كانت تشعر ريم بنا أن إصابتها في يوم 4 مارس الجاري بوعكة صحية شديدة لم تمر مر الكرام أو أنها ستعود إلى منزلها مرة أخرى فقررت أن تخترع سيناريو لمواساة عائلتها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكان نصها كالتالي :" بالأمس .. كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي .. فكان علي أن أخترع سيناريو .. فقلت، لا تخافوا .. هذا الجسد كقميص رثّ .. لا يدوم، حين أخلعه .. سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق .. وأترك الجنازة «وخراريف العزاء» عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام، ومراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة".  


وأضافت ريم بنا :" سأجري كغزالة إلى بيتي .. سأطهو وجبة عشاء طيبة ..سأرتب البيت وأشعل الشموع .. وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..أجلس مع فنجان الميرمية ..أرقب مرج ابن عامر ..وأقول .. هذه الحياة جميلة .. والموت كالتاريخ .. فصل مزيّف".