في ذكرى رحيله.. حكاية «البابا شنودة» مع صاحبة الجلالة

البابا شنودة
البابا شنودة

وصفوها بأنها مهنة البحث عن المتاعب إلا أن حبه لها وموهبته أظهرها بأنها مهنة السهل الممتنع، أنه «البابا شنودة الثالث»، رجل الدين والشاعر المصري الذي أحب الكتابة والشعر وأحب صاحبة الجلالة، حتى أن بعض قال عنه لولا انه اتجه للرهبة لصار واحدا من كبار الصحفيين في مصر والعالم العربي.

 

البداية..


كان بداية علاقة نظير جيد «البابا شنودة الثالث»، بالصحافة عام 1947 عند صدور العدد الأول لمجلة «مدارس الأحد»، التي عمل مديراً ثم رئيساً لتحريرها حتى عام 1954، كتب خلالها أكثر من 150 مقالاً بالإضافة إلى 25 قصيدة شعرية، كانت كلها تعبر عما يجيش في صدره من سعى لإصلاح الكنيسة والاهتمام بالمشاكل الروحية للشباب وواجبات الخادم في مدارس الأحد، واكتسبت مقالاته بعنوان «انطلاق الروح» شهرة واسعة مما شجعه على جمعها في أول كتاب لقداسته.

 

 

وفى يوم السبت 18 يوليو 1954، توجه «نظير جيد» إلى دير السيدة العذراء السريان، لتكريسه راهباً بيد الأنبا «تيوفيلى» أسقف الدير باسم الراهب «أنطونيوس السريانى»، وعاش في عزله من عام 1956 إلى عام 1962، في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير ليتفرغ للصلاة والتأمل فقط.

 

 في يوم الأحد 30 سبتمبر 1962 سامه البابا الراحل «كيرلس السادس» أسقفًا للتعليم والمعاهد الدينية، باسم « الأنبا شنودة» وكان وقتها أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية.

 

وفى عام 1963 عقد «الأنبا شنودة» أسقف التعليم، مؤتمراً صحفياً بالمقر البابوى أوضح فيه رأى الكنيسة القبطية في وثيقة تبرئة اليهود من جريمة تعذيب السيد المسيح، التي حاول أحد الكرادلة الألمان إصدارها وعرضها على مجمع الفاتيكان وسجل للأقباط موقفاً وطنياً مشهوداً له.
 

 

وعاد الأنبا شنودة أسقف التعليم وقتها إلى محبوبته «الصحافة» مرة أخرى عام 1965، عندما أصدر باعتباره مسئولا بالكلية الاكليريكية، مجلة «الكرازة» وترأس تحريرها، وكتب خلالها العديد من المقالات الروحية الخاصة بالخدمة الكنيسة والشباب.

 

 ومنحت نقابة الصحفيين «الانبا شنودة» عضوية النقابة عام 1966م، وكان رقم عضويته «156»، أي قبل تنصيبه بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية بـ 5 سنوات، باعتباره رئيساً لتحرير مجلتي «مدارس الأحد» و«الكرازة»، ودعي لندوة في النقابة بنفس العام  بعنوان «إسرائيل في المسيحية» و تحولت المحاضرة إلى مؤتمر شعبي حضره أكثر من 12 ألف مواطن، ليظهر مواقفه و شجاعته بالنسبة للقضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل.
 

 

 

 

 

ويقول الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق، إن البابا شنودة، حصل على عضوية النقابة عام 1966م تقديرا من النقابة لدوره الوطني في العديد من المواقف الوطنية، وممارسته للعمل الصحفي في بداية حياته العملية قبل الرهبنة.

وقال «قلاش» لـ «بوابة أخبار اليوم» إن «النقابة» قدرت الدور الوطني في العديد من المواقف والتي ظهرت بالعديد من مقالات التي صدرت في جريدة «وطني» وقتها.

وأضاف «قلاش» أن العضوية التي سلمت للبابا وقتها عضوية شرفيه باعتباره رجل ديني لا يمارس مهنة الصحافة بشكل مستمر، وأيضا لتثبت تقديرها لعملة الصحفي وكتاباته القيمة التي تخدم المجتمع المصري.