عربة صغيرة أهلكها الزمان ، وعاء صغير يحوي عجين الزلابية ، ومجموعة من زجاجات الزيوت ، هذة ببساطة مصدر رزق عائلة تتكون من 9 أفراد عاشت 30 عاماُ معتمدة على بيع الزلابية .

وصل الحاج "منصور"  لأسوان عام 1965 قادماً مع أبويه من محافظة قنا إبان بناء السد العالي، تزوج وأنجب 7 من الأبناء  ، وخلال أعوام  زواجه كانت الزلابية مصدر رزقه الوحيد .
ومع دخول شهر رمضان نشطت حركة بيع الحلويات ، وانضم العديد من الشباب للمهنة ، بحثاً عن المكسب اليسير في موسم الصيام ، إلا أن الحاج منصور إستطاع أن يجذب أهالي أسوان بمهارته في صناعة الزلابية .
يقول لنا الحاج منصور " عندما وصلت لأسوان بحثت عن مهنة ولم أجد ، فتعلمت عمل  الزلابية ، حتى أتقنتها عجيناً وصناعة ، إشتريت العربة واسطوانات الغاز ، وبدأت في التجول بشوارع أسوان "
يؤكد منصور لـبوابة أخبار اليوم أنه لم يرد أياً من أبناؤه ان يعملوا معه، حتى أنه لم يقبل ان تقوم زوجته بصناعة العجين فإعتمد على نفسه في كل الخطوات .
شارف الحاج منصور على إكمال الـ60 من عمره ، موضحاً أنه خلال 30 عاماً بأسوان إستطاع تكوين قاعدة عريضة من الزبائن الذين يشترون منه طوال العام .
وعن العمل برمضان أوضح أن الإقبال يزيد بكم كبير ، خاصة من الأطفال والشباب المتجولين ليلاً حتى السحور، فيبدأ الحاج رمضان عمله من صلاة العصر حتى تنتهي كمية العجين المتواجدة معه.
بينما يشير أن العمل بقية الأشهر مرتبط بدرجة الحرارة ، فالبيع يزداد شتاءاً نظراً إلى أن الزلابية تعمل على تدفئة الجسد ، وتقل تدريجيا إلا أنها لاتنعدم .
زَوَّج الحاج منصور اثنين من أبناؤه ، ويتمنى أن يستطيع ان يكمل مشواره مع البقية  لتزويجهم ، موضحاً انه يعشق العمل على عربة الزلابية فهو لا يعرف مهنة سواها ، كما أنه إعتاد الوقوف بين أهالي أسوان بشوارعها الزدحمة تارة والهادئة تارة أخرى.