الرخيصة.. وابن الجيران!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

جلست الزوجة تحتضن رضيعتها الصغيرة، ترمقها بنظرات شاردة وذهول، كلما ازداد صوت زوجها حده وشدة، بعدما لقنها علقة ساخنة أصابت فمها بالتواء لتبدو كالمحكوم عليه بالسجن أو كمريض بداء لا شفاء منه.

 

تملكتها حيرة وقلق، وتشابكت الأفكار في رأسها وتتساقط من ذاكرتها، تحاصرها من كل اتجاه، فأي حل تختار أو عمل تقوم به لإرضاء زوجها، وإقناعه بأن لا علاقة لها بالشاب ابن الجيران.

 

تساقطت دموع الندم واللوم فوق وجنتيها، وأخذت تلطم وجهها وتنطلق صرخات مكتومة من بين ثنايا فمها المصاب بالالتواء، عندما أخبرها الزوج بأن الطفلة الرضيعة ليست ابنته، وأنه لن يستخرج شهادة ميلاد لها ونهرها، قائلا: " شوفي انتي جابياها منين.. يا رخيصة".

 

ازداد نحيبها، وتملكتها رعشة شديدة، وبخوف وصوت تملؤه الدموع أوضحت له بأن علاقتها بابن الجيران لا تتعدى الأدب والاحترام، ولا تربطها به أي علاقة أخرى، وأنها أرادت فقط أن تثير غيرته من خلال تصرفاتها مع الشاب، وأن رقم هاتفه الذي قامت بتسجيله على هاتفها كي يطمئن من خلالها على والدته المسنة المريضة أثناء تواجده في العمل أو إذا حدث لها أي مكروه.

 

وبوجه يشوبه هلع وخوف من رد فعل الزوج وبخطوات مثقلة ترجع بظهرها للخلف تداري وجهها بكفيها قالت: لقد أقبلت على إثارة غيرتك علي والتأكد من مشاعرك تجاهي إذا ما كنت تحبني أم لا، ولإحساسي بفتور عاطفي بسبب هجرك لي، وقضاء معظم أوقاتك خارج المنزل بمصاحبة أصدقائك على المقهى، فهداني تفكيري إلى أن ألجأ لتلك التصرفات مع الشاب، ولفت نظرك للاهتمام بي.

 

لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث لم يهتم الزوج بما قالته له، وانقض عليها مرة أخرى تتزاحم الصور والمشاهد بينها وبين الشاب في رأسه ولقنها علقة ساخنة مرة أخرى أصابت أحد ذراعيها بكسر، وباءت كل محاولاتها بالفشل في إقناعه وتوسلاتها له بأنها لم تخنه يوما لفرط حبها له فهو أول حب وآخر حب في حياتها، وحفاظها على شرفه إلى آخر رمق لها في الحياة، مؤكدة أن الرضيعة ابنته ومن صلبه؛ لكنه لم يبال بما تقول وأصر على موقفه بعدم استخراج شهادة ميلاد للرضيعة، ورفض تطليق الزوجة.

 

فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع، وتنذزف دموع الندم واللوم على خديها، كلما تذكرت كلماته لها: "أنت رخيصة.. وشوفي أنت جيباها منين".