تباينت ردود الأفعال بين مؤيدي ومعارضي محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وشهد اليوم السبت 8 يونيو، العديد من المناوشات والمشادات الكلامية بين أسر الشهداء وأبناء مبارك خلال ثاني جلسات إعادة محاكمته. وشهدت أكاديمية الشرطة اليوم، إجراءات أمنية مشددة قبل بدء الجلسة التي يحاكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وابنيه جمال وعلاء ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، فى تهم قتل المتظاهرين والتربح واستغلال النفوذ. وفرضت قوات تأمين اكاديمية الشرطة، كردوناً أمنياً حول الأكاديمية مقر المحاكمة، كما انتشر تشكيلين من قوات الأمن المركزى للفصل بين أسر الشهداء ومؤيدى الرئيس السابق"، حاملين العصى والدروع، وبعضهم يرتدى البدل الواقية الجديدة وقامت بوضع حواجز أمنية، منعاً لوقوع أية اشتباكات بين هالى الشهداء وأنصار مبارك. كما تواجدت 3 عربات مصفحة تابعة لقوات الأمن المركزي و4 سيارات إسعاف تحسبا لأي حالة إصابة بين المتظاهرين مؤيدين أو مناهضين. وتوافد العشرات من مؤيدى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فى تمام الساعة العاشرة وكأن المشهد يتكرر للمرة الثانية على التوالي حيث رددوا هتافات ، "1 ،2 أيام مبارك فين , ويا مبارك ياصيل ضيعو منا نهر النيل ". مطالبين بالإفراج الفورى عن الرئيس مبارك وابنيه، مؤكدين أنه حافظ على الوحدة الوطنية ورفعوا لافتات منها''الشعب يريد تكريم الرئيس، فين أيامك يا مبارك". كما ردد أنصار مبارك هتافات منها''يا صابر صبر أيوب سنة من غير حروب، شفنا الذل وشفنا العار بعد مبارك الطيار، اكتبى يا سينا بقلمك مبارك رفعلك علمك، أسد أسد لو جريح، يا مبارك ما يهزك ريح، قوللى يا مصري ازى حالك بعد ما سبهالك مبارك، يا كلاب ابريل حق مبارك مش هيضيع، وطالب أنصار مبارك بالإفراج عنه، واحترام تاريخه وتقدير عطاءه الذي قدمه طوال 30 عاما وغاب عن مظاهرات أبناء مبارك تمثال للرئيس السابق والبوق الذي كان يدق التحية العسكرية للرئيس السابق. وعلى جانب الآخر حضر عدد من أسر شهداء ومصابي الثورة مطالبين بإعدام مبارك ووزير داخليته، وردد هتافات مناهضة للرئيس السابق منها؛ '' الشعب يريد إعدام السفاح، لا اله إلا الله مبارك عدو الله، حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل في القضاء، يا شهيد نام وارتاح وإحنا هنكمل الكفاح'' ورفعوا لافتات لأبنائهم الشهداء، فيما قام أحدهم برفع ميزان ومشنقة للتعبير عن ضرورة التزام القضاء بالعدل وإصدار حكم بالإعدام . كما شهدت الساحة المتواجدة أمام بوابة رقم 8 للأكاديمية مشادات كلامية بين قوات الأمن المعنية بتأمين الأكاديمية وعدد من المدعين بالحق المدني بسبب منعهم من الدخول عقب اكتشافهم عدم ورود أسمائهم في كشوف أسماء المحامين المسموح لهم بحضور الجلسة، في حين غابت المشادات مع الصحفيين والإعلاميين المتواجدين لتغطية جلسات إعادة المحاكمة كما وقعت اشتباكات بين قوات الأمن. أسر الشهداء بدأت إيمان سيد والدة الشهيد مهاب كلامها بأنها لن تقبل إلا الإعدام لكل من وضع يده في قتل ابنها وعلى رأسهم مبارك وأنها لن تقبل دية من قاتل ابنها . وطالبت دعاء صابر أخت الشهيد محمد صابر من القاضي بالقصاص العدل وان يرد تعبهم وحزنهم لمدة سنتين بالفرحة حتى يرد للشهداء حقهم المسلوب والمنتهك من قبل مبارك وذلك لأن مبارك هو من خرب البلاد والشهداء قتلوا من أجل وقف هذا الخراب الذي حل بالبلاد وطالبت الرئيس مرسى بسرعة التدخل حتى يوفى بوعده الذي أكد فيه على أن "حق الشهيد في رقبتي" وأضافت أنها جاءت إلى الأكاديمية رغم تهديدات أبناء مبارك لهم . وأكدت على أن والدتها جاءت إلى المحكمة رغم أنها مريضة وملازمة للفراش منذ أكثر من شهر إلا أنها أبت وأصرت على الذهاب إلى الأكاديمية وأضافت والدتها أنها تطلب من الرئيس مرسي أن يوفي بوعده ثم انهارت من البكاء وسقطت على الأرض. أما محمد محسوب والد الشهيد على قال إن أبناء مبارك عرضوا عليه المال مقابل عدم ذهابه إلى الأكاديمية إلا انه رفض وهددوه بالضرب إلا أنه أصر على الذهاب إلى الأكاديمية ليدافع عن حق ولده وجميع الشهداء . ووجهت أم الشهيد مصطفى العقاد رسالة إلى الدكتور محمد مرسى قائلة " كيف تستطيع نسيان دم الشهداء وأنت الآن على كرسي الرئاسة بسببهم" وطالبته بسرعة التدخل في عودة حق دماء الشهداء التي انهالت منذ اندلاع ثورة 25 يناير كي يستطيع النهوض بالبلاد وقال إن البلاد لن تستقر طالما دم الشهداء لم يرجع . أما والدة الشهيد معاذ السيد أحمد أكدت على أن تقرير الطب الشرعي أكد أن ابنها توفى بسبب خرطوش في الصدر والرأس خارج من ضباط الشرطة فكيف للمحكمة أن تبرأهم من قتل ولدها. وأكدت على أن الحكم لن يخرج عادلا في ظل وجود فساد في قضاة مصر جميعا ورغم ذالك تطالبهم بان يتخلوا جانبا عن مصالحهم الشخصية وان يحكموا ضمائرهم وان يضعوا أولادهم مكان الشهداء فكيف يكون حالهم ووجهن رسالة إلى المستشار رئيس المحكمة أن يصدر حكما يضعه في مقدمة التاريخ وإلا يفعل كما فعل المستشار احمد رفعت ويصدر حكما يضعه في مزبلة التاريخ وأكدت على أنها تثق بالرئيس مرسى رغم أنه لم ينفذ وعده. ووجه رسالة شكر إلى الرئيس مرسي، وذلك لقيامة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق التي قامت بتقديم أدلة إلى هيئة المحكمة وطالبة بتنفيذ وعده كاملا بأن يشفى غليل أهالي الشهداء طالبة بسرعة اتخاذ الإجراءات لعمل تنظيف كامل لجميع مؤسسات البلد من قضاء ووزارة الداخلية وإعلام وغيرهم من المؤسسات الفاسدة التي أوشكت على ضياع حق أولادهم الشهداء. مؤيدو مبارك من جانبها قالت شيماء محمد رمضان، أحد أبناء مبارك أن الأخير قائد عظيم ورمز لدولة مصر وأن الدولة ضاعت هيبتها بالكامل. وأضاف عماد حمدي، أن عزة وكرامة مصر تتمثل في شخص مبارك فكل الدول في العالم مازالت تحترم الرئيس السابق رغم كل ما مر به من ظروف، مؤكدًا أن محاكمته إهانة لتاريخ مصر والعرب جميعاً وأوضحت نهى على أنها جاءت للتضامن مع الرئيس السابق الفريق الطيار محمد حسني مبارك لأنه ظلم رغم كل ما قدمه لمصر لأننا نعرف الآن من هو المسئول عن قتل الثوار في التحرير والشعب دفع ثمن ترك مبارك للسلطة. وقالت تهاني العطيفي إنها حضرت كل جلسات المحاكمة منذ بدايتها و تمنت براءة الرئيس السابق لان ما يحدث معه هو اهانة لتاريخه الطويل وإهانة لكل ما قدمه لمصر ومنذ الثورة والبلد تخرب زيادة والأسعار بتزيد. وقال سمير عبد العزيز الأسواني أحد مؤسسي حركة أبناء مبارك إنه جاء للتضامن مع الرئيس السابق حيث بات من المعروف من كان له مصلحة في قتل الثوار أثناء الثورة فيجب محاكمة الرئيس الحالي محمد مرسي، على تهمه قتل الثوار أمام قصر الاتحادية لأن مبارك يحاكم بنفس التهمة.