حي الحسين هو أحد أحياء القاهرة القديمة ويوجد به العديد من المعالم الأثرية الإسلامية القديمة والفاطمية بصورة كبيرة ومنها مسجد الحسين ومنطقة خان الخليلي والجامع الأزهر، ويتميز حي الحسين بأنه دائم مزدحم خاصة في شهر رمضان حيث إن الليالي الرمضانية به لها طعم آخر.

 

ويتمتع حي الحسين بالروحانيات العالية لوجود مسجد الحسين والجامع الأزهر وما يعقد من ندوات وحلقات إنشاد دينية مستمرة بجانب ما يتميز به حي الحسين من بيع المصنوعات والمشغولات اليدوية والتماثيل والأنتيكات العتيقة الشكل.

 

قال الباحث الآثري أحمد عامر إن مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه يقع في محافظة القاهرة بالقرب من منطقة خان الخليلي في حي الحسين،كما أن مسجد الحسين يعتبر من أهم الأماكن الإسلامية المقدسة في القاهرة،وقد تم بناءه بني في عهد الخلافة الفاطمية عام 1154م/549هـ،وقد قام بالإشراف علي بنائه الوزير الصالح طلائع،كما أنه يحتوي المسجد على الكثير من المقتنيات الهامة منها أقدم نسخة من القرآن الكريم،وقد سمي المسجد بهذا الاسم لاعتقاد الكثير من الناس رأس الإمام الحسين مدفون فيه،فالكثير من الروايات تسرد لنا أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين.

 

وأشار "عامر" إلي أن الأمام الحسين يرجع أصله إلي أنه الحسين هو الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبي محمد  وقد ولد في السنة الرابعة من الهجرة في المدينة كما نشأ في بيت النبوة،وقد حدثت المؤامرة عندما أوهمه أهل الكوفة أنهم بايعوه للخلافة بدلاً من يزيد بن معاوية سار إلى الكوفة وعند كربلاء هاجمة جنود عبد الله بن زياد وقتلوه غدراً هو وأهله،بل ولم يكتفوا بذلك بل إنهم قطعوا رأسه يوم عاشوراء عام 61هـ،وهناك ستة مدن مدفون بها رأس الإمام الحسين قد تم ذكرها وهي دمشق،الرقة،عسقلان،القاهرة ،كربلاء،المدينة ولكن الأرجح هو أن رأس الحسين تم دفنها في ضريح الحسين بالقاهرة بعد إحضارها من عسقلان سنة 1154م.

 

  طريقة بناء المسجد ووصفه :

 

فقال "عامر" أن المسجد يضم 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر،كما أنه مبنى بالحجر الأحمر على الطراز الغوطى بينما بنيت منارته على نمط المآذن العثمانية فهى أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط،وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية وباب بالوجهة القبلية وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء،كما يشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ومحرابه من الخردة الدقيقة التي اتخذت قطعها الصغيرة من القيشانى الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدى إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ /1893م حيث أودعت فيها المخلفات النبوية،وداخل المسجد أكبر نجفة في العالم العربي والتي يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالص،وقد أنشىء المشهد الحسيني عام 549هـ لينتقل إليه رأس الحسين بن على بن أبى طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب،ولقد بنيت المئذنة المقامة فوق الباب عام 634هـ في أواخر العصر الأيوبي ولم يبق منها أيضا سوى قاعدتها المربعة،وقد جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا ما يعلو المئذنة.

 

كما جدد أيضاً المشهد والقبة المقامة على الضريح عام 1175هـ وزينت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب،وعندما تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر أمر بتجديد المسجد وتوسيعه والذي استمر العمل به عشر سنوات حني انتهي عام 1290 فيما عدا المئذنة التي كمل بناؤها عام 1295هـ.

 

وأضاف عامر ، أن من أهم ما عثر عليه في المشهد الحسيني تابوت خشبي جميل وجد في حجرة أسفل المقصورة النحاسية وسط القبة يتوصل إليها من فتحتين صغيرتين بالأرضية،وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام فانتهزت إدارة حفظ الآثار العربية هذه الفرصة للتحقق من وجود هذا التابوت ولما وجدته وعاينته، رفعته من مكانه وأصلحته ثم نقلته إلى دار الآثار العربية ليعرض بها،ولهذا التابوت ثلاثة جوانب وهو مصنوع من خشب التك المستورد من جزر الهند الشرقية وقد قسمت وجهته وجانباه إلى مستطيلات يحيط بها ويفصلها بعضها عن بعض إطارات محفورة بالخطين الكوفي والنسخ المزخرفين وتجمعت هذه المستطيلات على هيئة أشكال هندسية بداخلها حشوات مزدانة بزخارف نباتية دقيقة تنوعت أشكالها وأوضاعها.