قطع المعونة الأمريكية .. ورقة «ترامب» الترهيبية ضد بلدان الممانعة لواشنطن

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

دائمًا ما ترى الولايات المتحدة في نفسها القطب الأوحد الذي يوجه العالم، فهي تقدم المساعدات للبلدان في أنحاءٍ متفرقةٍ حول العالم وتدعم الأمم المتحدة وأنشطتها المختلفة، لذا فهي تنتظر من كل من تدعمه أن يكون طوعًا لها.

نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ جلوسه على عرش البيت الأبيض بات أكثر تصادمًا بشأن المساعدات التي تنقها الولايات المتحدة، فبات يلوح بإيقافها تارة وينفذ في تارةٍ أخرى، ضد من يعتبره الرئيس الأمريكي يحيد عن المسار الذي تريده الولايات المتحدة منه.

كمبوديا

إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت أمس الثلاثاء 27 فبراير، تقليص الدعم العسكري وبرامج مساعدات أخرى لكمبوديا، وذلك جراء ما اعتبرته واشنطن انتكاساتٍ تعرضت لها الديمقراطية في البلاد في الآونة الأخيرة.

وجرت قبل ثلاثة أيام انتخابات مجلس الشيوخ في البلاد، وذلك وسط حل حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، حزب الإنقاذ الوطني الكمبودي، في شهر سبتمبر الماضي، بعد طلبٍ من الحكومة للمحكمة العليا في البلاد، بعد اتهام حزب المعارضة بالتأمر للاستيلاء على السلطة في البلاد، وهو ما نفاه الحزب، لكن هذا لم يحول دون صدور قرارٍ بحله، بل وقامت السلطات هناك باعتقال زعيم الحزب، كيم سوخا.

الولايات المتحدة طالبت السلطات في كمبوديا بالإفراج عن زعيم المعارضة، وهو ما اعتبرته حكومة رئيس الوزراء، هون سين، تدخلًا من واشنطن في شئونها الداخلية، ليتحدى سين، الذي يقبع في السلطة منذ ثلاثة عقود، الولايات المتحدة في منتصف نوفمبر الماضي، مطالبًا إياها بقطع المساعدات عنها، وهو ما تحقق بالأمس ولو بصورةٍ جزئيةٍ.

مصر

ولكن أولى البلدان التي شملها نهج ترامب الترهيبي تجاه الدول، كانت مصر، فقد أقدمت واشنطن في أواخر أغسطس الماضي على قطع معوناتٍ عسكريةٍ مخصصةٍ لها تصل قيمتها إلى 152 مليون دولار واعتزامها قطع معونات أخرى تبلغ قيمتها 96 مليون دولار نظرًا لما وصفته واشنطن بأنها مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في مصر، واعتراضًا منها عن القانون الصادر المنظم لعمل الجمعيات الأهلية في مصر.

الرد المصري حينها، جاء من وزارة الخارجية التي اعتبرت في بيانٍ صادرٍ عنها القرار الأمريكي يعكس افتقارًا للحكمة من قبل الإدارة الأمريكية.

باكستان

وفي الخامس من يناير الماضي، علقت الولايات المتحدة، تقريبًا، كل المعونة الأمنية التي تقدمها إلى باكستان، بدعوى أنها فشلت في التعامل مع الشبكات الإرهابية التي تعمل على أراضيها.

وقالت واشنطن وقتها إن منع المعونة سيظل قائمًا حتى تتخذ إسلام أباد إجراءاتٍ ضد شبكة حقانى وحركة طالبان الأفغانية، المصنفتين على إنهما منظمتين إرهابيتين.

جاء ذلك بعدما اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ، باكستان بالكذب وخداع الولايات المتحدة بينما تحصل فيه على مساعدات بالمليارات، وهي التصريحات التي واجهت موجة من الغضب في إسلام أباد، والتي خرجت بها تظاهراتٌ منددةٌ بالرئيس الأمريكي.

فلسطين

وبعدما اتخذ الرئيس الأمريكي ترامب قرارًا بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وتوجيه نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إليها، هدد الرئيس الأمريكي أيضًا في الثالث من يناير الماضي فلسطين بقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين حال رفضهم العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.