العشوائية تسكن كوبري غمرة.. موقف ميكروباص وسوق شعبي أمام «المترو»|صور

الفوضى تحكم كوبري غمرة
الفوضى تحكم كوبري غمرة

كثافات مرورية وموقف عشوائي للميكروباص.. قمامة تملأ الكوبري.. باعة جائلون في مداخل محطة المترو وأمام حركة السيارات.. مظاهر يومية يشهدها كوبري غمرة دون دور فعال لأي مسئول معني بوقف هذه المهزلة، ولا أي شخص تدخل إلا في المناسبات فقط وساعات قليلة ليعود الأمر أسوأ مما كان عليه.

كوبري غمرة أحد أهم الكباري في مصر، حيث يمر فوق تقاطع شارعي رمسيس مع بورسعيد، وهو من أول الكباري الحديثة بالقاهرة، وتحول مع الوقت لموقف عشوائي لسائقي الميكروباص وسوق للخضروات والفاكهة وملجأ خصبًا للباعة الجائلين.

المشهد المأسوي لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن مرتادي مترو غمرة على موعد مع المتاعب تصاحبهم منذ تواجدهم أعلى الكوبري وحتى وصولهم إلى رصيف المحطة، كما أن سيارات الميكروباص والباعة يغطون مدخل المحطة، وتظل المراوغة الوسيلة الأفضل للمرور من بينهم، وإذا كان المواطن محظوظًا أكثر فلن يختل توازنه أثناء مروره على فرش لعب أطفال أو الإكسسوارات المنتشرة على الأرض.

وكثير ما يتهم مواطنون محافظة القاهرة بالمساهمة في تعطيل حركة المرور أعلى الكوبري، حيث تتواجد سيارة متنقلة لبيع اللحوم والسلع الغذائية مخفضة الأسعار تابعة لإحدى الجمعيات بتصريح من محافظة القاهرة، ويتجمع حولها المارة لشراء تلك المنتجات، لتزيد من الطين بلة وتعد إحدى الإشغالات على الكوبري وبجوارها «نصباية» شاي وبائع خضروات، وآخر لبيع الفاكهة وآخر لبيع البطاطا وآخر يبيع الفيشار، فضلا عن بائعي الإكسسوارات والجوارب والملابس، وكأنه سوق متكامل أمام محطة المترو.

«بوابة أخبار اليوم» رصدت عشرات الأعمدة الكهربية المضاءة أعلى كوبري غمرة في وضح النهار، وهو مشهد يتكرر كثيرا، في عدد من أحياء القاهرة، ويستفز المواطنين، خاصة مع تكثيف حملات التوعية من جانب الحكومة لترشيد الكهرباء في المنازل واستخدام لمبات الليد الأقل استهلاكًا.

يؤكد علاء سعداوي خبير الطرق، أن منطقة كوبري غمرة من أكثر المناطق التي تحتاج إلى إعادة تخطيط من وزارة النقل بسبب تواجد محطة المترو أعلى الكوبري، بالإضافة إلى دورها في الإشراف على إعادة تأهيل وصيانة الكباري الموجودة بكافة المحافظات، لافتًا إلى أن ذلك يتم بالتنسيق مع المحليات ومسئولي المرور .

وطالب سعداوي، بإعادة تنسيق وتشكيل الكوبري وتفعيل جهاز النقل الحضري لما له من دور لتنظيم حركة المرور وهذا ما يفتقر له الكوبري، فأصبح موقف للميكروباصات كبيرة الحجم والتي تعطل الحركة على الكوبري وتمنع مرتادي المترو من سهولة الدخول والخروج للمحطة.
وشدد على ضرورة الإسراع في إقرار مشروع النقل الحضري الموجود بوزارة النقل، خاصة وأنه منذ إنشائه لم يفعل حتى الآن.

وحذر سعداوي من الاهتمام بمشروعات الطرق القومية على حساب المشروعات الأخرى وخاصة صيانة الكباري فهناك أكثر من 400 كوبري على مستوى الجمهورية تحتاج إلى أعمال صيانة عاجلة في مقدمتها كوبري غمرة.

وأكد مصدر أمني بالمترو، أنه لابد من إيجاد طرق رادعة لسائقي الميكروباص ومنعهم من الوقوف نهائيا على الكباري بصفة عامة، مشيرا إلى أن ما يحدث على كوبري غمرة هو أحد الأشكال السيئة التي لابد لمنظومة المرور من إيقافها وعدم السماح لهم بما يفعلوه من سلوكيات سيئة تعطل حركة المرور بشكل يومي عليه، مع ضرورة تكثيف الحملات الأمنية على الكوبري لرفع الإشغالات منه وأن تكون الحملات بشكل دوري لمنع تجمع الباعة مرة أخرى.

وطالب بضرورة تفعيل قانون المرور بشكل صحيح لأنه سيمنع الكثير من السائقين الخارجين عن القانون من السير في الطرق وبالتالي ستقل التجاوزات التي اعتدنا عليها بشكل يومي، ومنع البلطجة التي يمارسونها أثناء القيادة مثل الوقوف المتكرر في منتصف الطرق والسير بالاتجاه الخطأ وغيرها من الأفعال التي تعطل حركة المرور.