بعد وفاة 320 حالة في البحيرة..

«القرص الفسفوري».. أداة «الموت السريع» بمحال البقالة

تعبيرية
تعبيرية

كشفت مديرية الشئون الصحية بالبحيرة، وفاة نحو 320 شخصًا منذ مطلع العام الماضي وحتى الآن، بسبب تناولهم أقراص حفظ الغلال أو ما يعرف بـ«القرص الفسفوري» بدافع الانتحار.

وشهدت عدة قرى تابعة لمركز إيتاي البارود، آخر 3 حوادث انتحار بهذه الطريقة خلال شهر فبراير الحالي، بعد أن أقدم 3 طلاب على الانتحار، بعد حصولهم على درجات ضعيفة في امتحانات نصف العام، في 3 حوادث منفصلة، ليصبح «القرص الفسفوري»، وسيلة اليائسين للتخلص من حياتهم.

«البحوث الزراعية»: تأثيره يظهر لحظة تناوله

من جانبه، قال مدير معهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، د. عبد المحسن تهامي عبد الغني، إن القرص الفسفوري، يتكون من مادة سامة تسمى «فوسفيد الألمونيوم»، يخرج منه غاز، يتم استخدامه للقضاء على الحشرات والفئران، في مخازن الغلال، بالموانئ ولدى الفلاحين.

وأوضح، مدير معهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن القرص متواجد لدى بائعي المبيدات الزراعية، يحصل عليه الفلاح في أي وقت لاستخدامه، مشيرا إلى أن تأثيره على حياة الشخص تظهر في الحال لحظة تناوله، إذ تبدأ الأعراض بهبوط حاد في الدورة الدموية يعصب معها إنقاذه.

خبيرة تنمية بشرية: المنتحر لا تشغله الطريقة

ترى خبيرة التنمية البشرية، د. بسمة سليم، أن 320 حالة انتحار في محافظة واحدة خلال عام، رقم كبير يجب أن نتوقف لديه، لافتة إلى أن الضرورة تستوجب عمل بحث شامل مكتمل الأركان، بمشاركة كافة الجهات المتخصصة، للكشف عن الأسباب التي أدت إلى انتحار هذه الحالات.

وأوضحت خبيرة التنمية البشرية، في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن طريقة الانتحار تختلف حسب طبيعة المكان الذي يعيش فيه المنتحر، مؤكدة أنه إذا نظرنا إلى هذه الحالات التي تم رصدها في محافظة البحيرة، فإنهم استخدموا «القرص الفسفوري» كوسيلة للتخلص من حياتهم، وهذا دليل واضح على أنهم يعيشون في مجتمعات ريفية، للجوئهم لهذه الوسيلة، الأكثر سهولة بالنسبة لهم، من حيث الحصول عليها، دون لفت الأنظار.

وأشارت د. بسمة سليم، إلى أن المنتحر لا يفكر في الألم الذي سيحدث له وقت الانتحار، ولا تشغله الطريقة، لأنه وصل إلى درجة من الاكتئاب تدفعه للتخلص من حياته سريعًا، في ظل الضغوط التي تعرض لها، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو أسرية، بعدما يشعر أن الجميع تخلى عنه.

طلب إحاطة لوزير الزراعة

من جانبه، تقدم أشرف رحيم، عضو مجلس النواب عن البحيرة، بمذكرة إلى رئيس مجلس النواب، لتقديم طلب إحاطة عاجل إلى وزيري الصحة والزراعة، لمناقشة ظاهرة تزايد الوفيات الناجمة عن تناول «الحبة الفسفورية»، مشيرًا إلى أن نحو 90% من حالات الوفاة نتيجة تناول هذه الحبوب جاءت بدافع الانتحار.

وقال عضو مجلس النواب، إن هذه الأقراص يمكن شراؤها من تجار البذور والتقاوي ومحلات البقالة في القرى، دون أي رقابة من الجهات المختصة.