مطالب بتكثيف الأمن في المدارس.. واقتراحات بتجريم حيازته

«السلاح الأبيض» في أيدي المراهقين.. يبدأ بالتباهي وينتهي بالسجن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فتنة سوداء وأطلق عليها سلاح "أبيض"، انتشرت بين أيدي الشباب المراهقين، تعبث بمصيرهم، فتنقلهم من براءة المرحلة وطموحها وانجازاتها، إلى عالم الجريمة الأسود، ندق ناقوس الخطر بما يحمله من تهديد لمستقبل شباب على مقاعد الدراسة يدفعهم التباهي وحب الظهور بين الأقران إلى حيازتها وحملها والافتخار بها، ثم ما هي إلا طعنة واحدة حتى يجدوا أنفسهم وراء قضبان السجون أو على أسرّة المستشفيات أو، لا قدر الله، والقتل والدماء وفقدان الأرواح.

مشكلة لم تعد تحتمل السكوت عنها، حسب الكثير من القانونيين، الذين دعوا إلى صياغة قانون يجرم مجرد حيازتها فضلاً عن حملها واستخدامها، في حين دعا العديد من التربويين إلى تكثيف الرقابة الأمنية على المدارس لتقليل خطر الشجارات العنيفة التي قد تنشب بين صفوف الطلبة بالمدارس.
 

الجهات الرقابية

وأكد مصدر أمنى لــ «بوابة أخبار اليوم»، أن قضايا السلاح الأبيض لا تعتبر ظاهرة، فنسبة حدوثها قليلة جداً، ورغم أنها لا تعتبر ظاهرة، نؤكد خطورتها التي تستوجب محاربتها والحد منها في المجتمع، من خلال دور الجهات الرقابية في مصادرة هذه الأسلحة البيضاء، فوجود السيوف بأشكالها المختلفة والخناجر والسكاكين وغيرها من الأدوات الحادة في الأسواق.

كما أن غالبية مَن استخدموا السلاح الأبيض في جرائمهم من الأحداث  لم يخططوا لجرائمهم وجاءت عرضية، وأن غالبيتهم ارتكبوا بمفردهم تلك الجرائم، مشيرة إلى أن غالبية الضحايا هم من فئة الشباب، ثم الأطفال، مبين إلى أن سبب وجودها وانتشارها يرجع لسهولة حملها ورخص أسعارها ثم لسهولة إخفائها عن أعين الآخرين، ولأنه لا يوجد قانون يعاقب من يحملها، إضافة إلى أن أشكالها مغرية وألوانها جذابة.

وأضاف: لابد من تكاتف الجهود بين جميع الجهات للتصدي لهذه المشكلة واحتوائها في الوقت المناسب قبل تفاقمها، من خلال حملات ضبط هذه الأسلحة والحد من انتشارها، فضلاً عن الدور التوعوي لأولياء الأمور والمدارس ووسائل الإعلام، بتوعية أفراد المجتمع وحثهم علــى عدم حمل السلاح في الأماكن والمناسبات العامة.
 

 الفيديو جيم 

وأوضح الدكتور مجدى خليل، أخصائى نفسى بضرورة دور الاسرة فى مراقبة أبنائهم والاستماع لهم جيداً، ومعرفة أصدقائهم ومن يجالسون وكيفية قضاء وقتهم في المفيد، مشيرا إلى أن المراهقين والشباب باتوا يقضون أوقاتاً وساعات طويلة على ألعاب البلاي ستيشن وأفلام العنف والقتل التي من السهولة التأثر بها وتقليدها في الواقع، والتي تقع بسببها الحوادث المؤلمة، وهذا ما يوجب تدخل الأهل لفرض رقابة صارمة على نوعية المشاهد والأفلام التي يتلقاها الأبناء.

ولفت أن الاستخدام غير المشروع للسلاح الأبيض يعد سلوكاً لا عقلانياً، غالباً ما يلجأ إليه الأشخاص غير المتوافقين شخصياً واجتماعياً ونفسياً مع محيطهم الخارجي، بحيث يكون رد فعلهم قوياً وعنيفاً تجاه أي موقف، ولو كان لأتفه الأسباب، مؤكداً أهمية دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى في تقويم الفرد، خصوصاً الأحداث وحمايتهم من التصرفات الشاذة وحملهم على نبذ العنف.
 

 

الدليل والعقوبة

 وجود الأسلحة البيضاء في حوزة الجاني، قد يعتبر دليــلاً جدياً على وجود نية ارتكـــاب الجريمة وإلحاق الأذى بالآخرين، العنف فعل مؤذ في حق الذات وفي حق الآخرين، يلجأ إليه الشخص لاستخدام القوة استخداماً غير مشروع، يعرّضه للمساءلة القانونية والعقوبات الجزائية المقرّرة في هذا الشأن، وهناك إجراءات أمنية للتصدي لأي بلاغ عن حمل السلاح الأبيض. 

وأكد  المستشار القانوني محمد محمد جويلى لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن تشريعات حمل السلاح الابيض بالقانون رقم ٣٩٤ لسنه ١٩٥٦ بشأن الأسلحة والذخائر فى مادته الأولى بحظر حيازه او احراز اى من الأسلحة البيضاء المبينه بالجدول رقم واحد من القانون.

وحدد الجدول رقم واحد كافه انواع الأسلحة البيضاء من آلات حادة وسيوف وسكاكين وما شابهها من الالات التى قد تسبب الجرح القطعى أو الوفاة، فى حاله التعدى على أحد باستخدامها، ووضع القانون عقوبه فقط على حيازتها دون استخدامها وهى ما نصت عليه ال مادة 25 مكــرراً يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيها، ولا تزيد على خمسمائة جنيه كل من حاز أو أحرز بغير ترخيص سلاحا من الأسلحة البيضاء المبينة بالجدول رقم ( 1 )، وتكون العقوبة الحبس لمدة لا تقل عن شهرين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على ألف جنيه إذا كانت حيازة أو إحراز تلك الأسلحة فى أماكن التجمعات أو وسائل النقل أو اماكن العبادة.
 

وأضاف "جويلي" أن الاعتداءات والمشـاجـرات، وسيلة عنف مهما كان نوعها، وتعتبر حالة التعـدي باللفظ أو بالحركة أو بأداة حادة بهدف الإثارة أو إيقاع ضرر بالآخرين، سواء تحرشاً أو دفاعاً عن النفس، مضيفاً أن المشاجرات التي استخدمت فيها الأيدي أو السلاح الأبيض أو ما شابه تتعلق بأسباب تافهة طبقاً لمحاضر الشرطة كركن السيارات في الأحياء أو الخلاف على مبالغ مالية ضئيلة أو على علاقات عاطفية أو على خلافات سابقة أو على تقسيم المسروقات بين المجرمين.

أما بالنسبة للجيران فيكون الخلاف والاعتداءات بالأسلحة البيضاء أحياناً بسبب مشاجرات بين الأطفال الصغار أو السب أو القذف أو التهديد باستخدام السلاح الأبيض في بعض الأحيان.