جوزي مريض بـ«الستات التخينة»

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

باتت الزوجة ليلتها ما بين السهاد والأنين، تعصف رأسها التساؤلات بعدما تبدلت أحوال زوجها الذي لم يراع مشاعرها ويجرح كبرياءها، وباءت كل محاولاتها معه بالفشل كي ترضيه.

لم تر عيناها النوم حتى اتخذت القرار واعتبرت أن محكمة الأحوال الشخصية هي طوق النجاة بالنسبة لها، جلست ترقب عقارب الساعة انتظارا لخروجه إلى عمله في الصباح الباكر.

وبسرعة فائقة ارتدت ثيابها، وهرولت مسرعة وما إن وطأت قدماها أول درجات سلالم المحكمة، أسدلت «الإيشارب» الأسود تخفي وجهها؛ حيث الإرهاق راقدا تحت جفنيها، وعيناها الذابلتان يلمع فيهما بريق يخفي وراءه خوف أن تقابل شكواه بالسخرية من أعضاء لجنة التسوية بالمحكمة.

استجمعت قواها، وبخطوات مثقلة توجهت إلى غرفة اللجنة، وبصوت ضائع بين شفتيها، وجسدها النحيف الهزيل الذي كاد أن يذوب ويتلاشى من شدة القلق، امتدت أصابعها في إزاحة «الإيشارب» تكشف عن وجهها وبصوت رخيم مهتز قالت: زوجي مريض بالستات التخينة، تبدلت أحواله بعد زواجنا، وبالرغم من أنه في فترة الخطوبة كان دائما ما يمدحني بحلو الكلام عن رشاقتي ونحافة جسدي.

وأضافت: «لم أقصر في أي من واجباتي الزوجية معه، وأخذ يسخر مني وازدادت معايرته لي مما أصابني بحالة نفسية، وحفاظا على عش الزوجية وإرضاءً له ذهبت إلى طبيب متخصص في التغذية لكن دون جدوى، وأصبحت كلماته لي في قوة الزلزال غير مبال بمشاعري، لذا تقدمت لرفع دعوى خلع منه بعد أن وصلت حياتي معه إلى طريق مسدود».

وبعين مغرورقة بالدموع أنهت حديثها قائلة: لقد أصابني بحالة نفسية سيئة، واستحالة العيش معه، وأرجو ألا تسخروا من قضيتي حيث لم أجد طوقا للنجاة من لسانه السليط وسخريته أيضا غير الخلع، وأتمنى أن يرزقه الله بامرأة تخينة بدلا من أن ينظر إلى الستات في الحرام».