يحكي كل شبر في قاهرة المعز أحداثًا لن يفلتها الزمن من ذاكرته، وتحوي شوارعها كنوزًا تاريخية ستظل شاهدًا على عظمة مصر، على مدار الأزمنة المختلفة، ومن بين هذه الكنوز الفنادق التاريخية في العاصمة التي حفظت تاريخ مصر عن ظهر قلب، ودونته على جدرانها العتيقة.. وستتناولها السطور التالية.
فندق «مينا هاوس»
من المستحيل أن تشاهد فيلما عربيا قديما من أفلام الزمن الجميل إلا وتجد اسم فندق "مينا هاوس" يذكر في الفيلم، ويعتبر من فنادق الطبقة الراقية، وقد تم بناؤه في أيام الخديوي إسماعيل في عام 1869 ويتميز بموقعه الذي يطل على الأهرامات، وبسبب المناظر الخلابة التي توجد به لا يمكن أن تستضيف نجم عالمي إلى ويذهب إلى فندق "مينا هاوس" كي يلتقط صورا من أمام الأهرامات حتى يومنا هذا، و للفندق تاريخ كبير من الزائرين العالميين والنجوم وكبار الكتاب.
وتم بناؤه ليكون استراحة للخديوي إسماعيل خاصة يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة ويقابل ضيوفه فيها، وهذه الاستراحة تطل على هضبة الأهرامات ومحاطة بحدائق الياسمين ذات الرائحة العطرية لتبدو أشبه بواحة خضراء في قلب الصحراء.
فندق «شبرد»
فندق "شبرد" يحمل على جدرانه الكثير من عظمة التاريخ المصري القديم حيث تم بناؤه سنة 1841، وتأسيسه على يد صموئيل شبرد بالقاهرة عندما حضر للبحث عن قطعة أرض يقيم عليها فندقه ، فوقع اختياره على موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة.
تم افتتاح فندق شبرد في نهاية سنة 1841 وكان معروفا وقتها باسم «الفندق الإنجليزي الجديد» واستمر يحمل هذا الاسم حتى سنة 1845 لما أطلق عليه «فندق شبرد» وقد شهدت مرحلة إنشاء الفندق حالة من الرواج السياحي والتجاري لمصر، وهو ما شجع الكثير من الوفود الأوروبية على المجيء لمصر والإقامة فيه.
في سنة 1845 أطلق عليه «فندق شبرد»، ونظرا للخدمة المتميزة التي تمتع بها نزلاء هذا الفندق، اكتسب صمويل شبرد وفندقه سمعة عالمية، حتى أن هذا الفندق كان حديث الصحافة العالمية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
فندق « وندسور»
يعد فندق وندسور، من أقدم فنادق القاهرة، ويقع في حي الأزبكية وسط القاهرة وأسس عام 1899 ويحمل كل شبر في الفندق تاريخا كبيرا، وتم بناؤه على يد المهندس «وفيق دوس»، ويحكي «دوس» أن الخديوي إسماعيل كان مهتما بمنطقة وسط البلد، وأحضر معماريين من فرنسا وإيطاليا ليجعلوها طبق الأصل من الشانزلزيه في باريس.
وبالطبع فندق وندسور جزء من المعمار الجميل في هذا الوقت، وكان مكانه حمامات الخديوي، ثم تحولت تلك الحمامات إلى «النادي الإنجليزي» وقت الحرب العالمية الثانية، وهو موجود حتى الآن، ومحتفظ بهيكلته التاريخية القديمة من باب الفندق حتى قاعة الاستقبال حتى تصل إلى الغرف.
فندق «ماريوت»
فندق ماريوت القاهرة هو أحد الفنادق التاريخية، يقع في منطقة الزمالك، ويطل على نهر النيل، وكان هذا الفندق يعرف بقصر الجزيرة الذي بناه الخديوي إسماعيل لاستقبال ضيوف احتفالات افتتاح قناة السويس.
بنى الخديوي إسماعيل، فندق الماريوت عام 1869 ليكون المقر الرسمي لضيوف احتفالات افتتاح قناة السويس وخاصة ضيفة الشرف الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث.
وصمم القصر المهندس المعماري الألماني جوليوس فرانز، وقام بأعمال الديكور المهندس كارل فون ديتش، الذي جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات وإكسسوارات من باريس وبرلين في ذلك الوقت، وقد تكلف ذلك 750 ألف جنيه في هذا الوقت.
وفي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديوي إسماعيل وتم تحويله إلى فندق قصر الجزيرة، وبعد انهيار الحركة السياحية في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى قررت الشركة المالكة بيع القصر في عام 1919 إلى أحد الأمراء اللبنانيين وهو الأمير حبيب لطف الله الذي حوله إلى سكن خاص، وفي عام 1962 تم تأميم القصر وتحويله مرة أخرى إلى فندق باسم فندق عمر الخيام ثم في بداية السبعينيات تولت شركة ماريوت العالمية إدارة الفندق.
