ختان الأناث.. فتيات غيرن العقوبة بدمائهن

ختان الأناث.. فتيات غيرن العقوبة بدمائهن
ختان الأناث.. فتيات غيرن العقوبة بدمائهن

يواكب السادس من فبراير اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو ما يعرف بـ«ختان الإناث»، وهو يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف في هذا اليوم من كل عام. 

أتت الفكرة من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005، وذلك بالسعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.


مصر أكثر دول العالم إجراءا للختان
تعتبر مصر من أكثر دول العالم إجراءا للختان، حيث وصل معدل ختان الإناث بين 15 و49 سنة إلى 92%، والأقل من 15 سنة إلى 61 %، ووجد أن أغلب حالات الختان تتم في عمر الـ10 سنوات، وهناك حالات نادرة يتم لها العملية في سن مبكر قبل 6 سنوات.


بدور بداية التحول الإعلامي
بدور طفلة الشهادة الابتدائية في محافظة المنيا التي حصلت على النتيجة وكانت من الأوائل ثم ذهبت لمنزلها لتجري لها والدتها عملية الختان في نفس اليوم وتوفت بدور على أثرها.
وكانت هي بداية التحول الإعلامي والحديث حول ختان الأناث من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء والأزهر الشريف باعتباره جريمة في حق الفتيات وبدأ ظهور التشريعات التي تنص على ذلك في عام 2008، وكانت عقوبة الختان جنحة أما بدفع غرامة أو السجن فترة محددة.


ميار تغير القانون
ميار الشهيدة الثانية في السويس بنت الـ16 عام والتي توفت أيضا بسبب الختان على يد طبيبة في مستشفى بمحافظة السويس، ومن هنا حدث التغير الثاني في القانون بشأن تغليظ عقوبة ختان الإناث، والمعاقبة بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تتجاوز سبع سنوات لكل من قام بختان لأنثى وبتر أيا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئى أو تام أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبي، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت.


تطبيب الختان
يقول دكتور عمرو حسن مدرس واستشاري النساء والتوليد والعقم بالقصر العيني ومؤسس حملة أنتي الأهم، إنه لا يوجد أي شئ يتعلق بختان الأناث في الطب، فكيف للطبيب أن يجري عملية بدون تدريسها أو قراءة أي شئ عنها، كما أن مصطلح تطبيب الختان جاء بسبب وجود 82% من حالات ختان الإناث في مصر تتم على أيدي أطباء.

وأطلق إتحاد أطباء النساء والولادة المصري بيان بأن ما يطلق عليه ختان الإناث ليس من الممارسات الطبية المعترف بها ولا تتضمنه المناهج الطبية في كليات الطب إلا باعتباره إجراء يجب منعه..كما لا تتضمنه البرامج التدريبية للأطباء بعد تخرجهم إلا بسرد مضاره والتوصية بعدم إجرائه وبذلك لا يوفر القانون الحماية لمن يمارسه من الأطباء مثل تلك التي يتمتعون بها عند ممارسة مهنة الطب والجراحة.


معتقدات خاطئة
وأضاف حسن، أن السيدة المصرية وخصوصا في الأرياف تعتقد أن عملية الختان هي طهارة للأنثى وحماية لها من الانحراف، ومن جانب أخر لأنه يجعل البنت تبلغ جسمانيا أسرع وتصبح أجمل.
ونفى دكتور عمرو هذا الحديث مؤكدا ان العضو الوحيد الذي يتحكم في الرغبة الجنسية هو المخ والاشارات التي يرسلها للجسم، لذلك فعلى الأهل الاهتمام بالتربية والتحكم في مخ بناتهن بشكل أكثر عقلانية وتدين، فالختان لن يمنع الرغبة الجنسية.

كما أن الجزء الذي يتم بتره من الأعضاء التناسيلية هو المسئول عن الأعصاب والتي تجعل السيدة تشعر بلذة العلاقة الحميمة مع الزوج، فالختان يقلل الرغبة الجنسية لدى السيدات، مما يجعل الزوجة مع مرور الوقت تنفر من العلاقة الزوجية ويبدأ زوجها في البحث عن أخرى، أو يتجه لإدمان المخدرات والسير في طريق منحرف.


المضاعفات الصحية الناتجة عن الختان

أوضح طبيب النساء والتوليد أنه قد يحدث للفتيات نزيف فور إجراء العملية يؤدي للوفاة، فضلا عن العدوى ونقل الأمراض بسبب عدم تطهير أدوات الجراحة في الأماكن الشعبية، وكذلك المشاكل الجنسية التي تحدث بعد الزواج.


فتوى الختان

الختان هو قطع جزء أو كل من الأجزاء التناسيلية للأنثي بدون داع طبي، ويطلق عليه الغرب تشويه الأعضاء التناسيلية.

ففي عام 2007، أصدر مفتي الجمهورية، فضيلة الشيخ علي جمعه، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بياناً عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له في جوهر الشريعة الإسلامية أو أي من أحكامه الجزئية.


النتائج النفسية المترتبة على ختان الأناث

من جانبها أوضحت أخصائية الطب النفسي دكتورة ولاء نبيل، أن هناك عدة أضرار نفسية عنيفة تترتب على ختان الأناث ومن أهمها الصدة النفسية والعصبية للبنت في بعض الأحيان، فقدان الشعور بالأمان وزيادة حالات القلق والتوتر، وعدم تقبل البنت لنفسها وإحساسها برفض ذاتها وجنسها، وقد تحتاج الفتاة علاج نفسي وسلوكي طويل المدى نتيجة لصعوبة الموقف وما يصاحبه من أحداث عنيفة خصوصا في المدن الريفية.