تأثير برامج المواهب «ذَا فويس كيدز» على الأطفال

تأثير برامج المواهب «ذَا فويس كيدز» على الأطفال
تأثير برامج المواهب «ذَا فويس كيدز» على الأطفال

برنامج «ذا فويس كيدز» تضمن العديد من المواهب الصغيرة التي لا تتجاوز عمرها ١٢ سنة ورغم تحقيق هذا البرنامج أعلى نسب مشاهدة على مستوى العالم، إلى جانب تفاعل الجمهور كبار وصغار مع المواهب الصغيرة.

فلا شك أن الشهرة أمر شاق يتكبده النجوم فما بالك إذا ألقت الشهرة بثقلها هذا على من لم يكتمل نضجه ومن اجل هذا كان لابد أن نطرح بعض الأسئلة حول تأثير مثل هذه البرامج على الأطفال وتجيب عليها خبيرة نفسية د. زينب المهدي.

-هل يمكن أنها تؤثر عليهم سلبيا وتفقدهم الثقة في نفسه

قالت خبيرة نفسية د. زينب المهدي أن تأثير برامج المواهب علي الأطفال تعطي للمشاركين الثقة بالنفس ويوجد العديد من الأطفال يحققون أحلامهم من خلال تلك البرامج ولكن لكل شيء في الدنيا تأثير سلبي وتأثير إيجابي.

وأضافت أن التأثير السلبي هنا يكون علي المشاركين وغير المشاركين من ناحية أنه الطفل عندما يكون نجم في سن صغير هذا يهتم أكثر بالعمل والشهرة ويهمل بعض الشيء الجانب الدراسي والجانب الأهم، وهو أن يعيش مرحلة الطفولة البريئة بكل متطلباتها فهو يعيش جسد طفل وعقل فنان كبير وهكذا يجعله يبذل طاقة ومجهود غير عادي 

-هل مشاهدة الأطفال لبرامج المواهب مثل "ذا فويس كيدز" له تأثير سلبي عليهم؟ وما هو هذا التأثير السلبي؟

أشارت إلي أن التأثير السلبي يأتي من خلال الطفل الغير قادر علي المشاركة في تلك المسابقة بمعني أنه لو من طبقة اجتماعية لها ظروف مادية تحكمها فسوف يشعر بأنه أقل من أقرانه.


-ما هو التأثير الذي قد يحدث عندما يقارن الآباء بين ابنهما والأطفال الذين يشاركون في هذه البرامج؟ هل تتأثر نفسيته بالسلب؟ هل يفقد الثقة في نفسه؟

أوضحت أن مبدأ المقارنة في حد ذاته هو مبدأ فاشل لأنه يوجد فروق فردية بين الأشخاص وبعضها ولكل مننا وله قدرات ومهارات تختلف تماما عن الآخرين وبالتالي عندما تحدث المقارنة يتولد عند الطفل الشعور بالغيرة والانتقام وهذه أحاسيس ومشاعر سلبية للغاية تجعل الطفل يريد أن ينتقم من أي طفل أخر لديه موهبة بارزة بسبب التحقير الذي ناله من الآباء والمخطئ هنا في المقام الأول هم الوالدين لأن تلك الأطفال المشاركين علي المسابقة لهم ظروف خاصة تحكمهم مثلما ذكرت في السابق.

-قد لا يكون الهدف المقارنة ولكن الثناء على هذه المواهب فهل يمكن أن يتأثر الطفل سلبيا أيضا غذاء لم يتخذ الوالدان حذرهما في انتقاء الكلمات أمام الطفل؟ 

أوضحت أن الثناء لابد أن يكون بحدود لأن الطفل لا يحب أن والديه يهتموا بأحد غيره إذا لابد أن يكون الإعجاب بالموهبة في حدود المسموح به.

-قد يكون الطفل موهوبًا في الرياضة أو أي شيء بعيدا عن الغناء.. فإلى أي مدى يمكن لهذه البرامج أن تضعف ثقته في موهبته الحقيقية وتجعله يريد أن يقلد هؤلاء الأطفال وفقط؟

أشارت إلي أن هذا دور موجه للوالدين في كيفية توظيف مهارات أطفالهم بمعني أنه عندما ترى الأم أن أبنها مهتم بمتابعة تلك البرامج فعليها أن تكتشف أبنها وتنمي مهاراته في الجزء الموهوب فيه وعليها أيضا أن تتحدث مع أبنها حديث ايجابي في أن لكل طفل وله قدرة معينة وموهبة معينة ولكل منهم نجاح في جانب مختلف من جوانب الحياة وعندما ينجح الطفل في أي مجال أخر سوف يشعر بالرضا وهذا هو المطلوب.

-بعد كل هذا.. كيف يستغل الآباء هذه البرامج في إحداث تأثير إيجابي على الطفل؟ أم هل مشاهدتها ممنوعة بالكامل؟

قالت أنه بالتأكيد مشاهداتها ليست ممنوعة لأنه الكثير من الأطفال اكتشفوا أنهم موهوبين في الغناء بسبب استماعهم لتلك البرامج فهي لها جزء ايجابي لا يمكن إهماله في مساعدة بعض الأطفال في اكتشاف مواهبهم والسعي وراء تحقيق الهدف. 

أما بخصوص استغلال الآباء لهذه البرامج في إحداث تأثير إيجابي علي الأطفال من خلال مبدأ (تقليد الهدف) بمعني أنه يوجد فرق كبير بين تقليد الهدف وتقليد الوسيلة تقليد الهدف من البرنامج هو النجاح مثل هذه الأطفال فالأم عليها أن تساعد أبنها في اكتشاف ذاته بشكل عميق. 

أما تقليد الوسيلة هو أنه تقليد الأطفال للمشاركين بغرض تقليدهم فقط دون هدف واضح وبارز الأم والأب عليهم دور كبير في وصول الطفل للشعور بالرضا وأنه ناجح نجاح ملموس سواء في مجال الغناء أو الرياضة أو أي موهبة أخرى.