غليان في طهطا بسبب اختفاء «مخطوطات» رفاعة الطهطاوي

قصر ثقافة طهطا
قصر ثقافة طهطا

•    الأدباء: «مؤامرة».. ومدير «قصر ثقافة طهطا»: سيتم ترميمها وإعادتها
•      عدد المطلعون على المخطوطات منذ 20 عاما شخصان فقط
•    المخطوطات تضم النسخة الأصلية لـ«أغاني الأصفهاني» و20 جزءا مخطوطا لمجموعة لسان العرب

تسود حالة من الغليان والغضب بين الأدباء والمثقفين في سوهاج بسبب نقل مخطوطات الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي - رائد حركة التنوير في العصر الحديث- سرا إلى إحدى دور الكتب والوثائق بالقاهرة لترميمها.
أدباء طهطا اتهموا جميع المسئولين بالثقافة بمحاولة طمس تراث رفاعة الطهطاوي وضياعه وأكدوا عدم عودة المخطوطات مرة أخرى إلى قصر ثقافة طهطا.. لكن مدير القصر أعلن أن المخطوطات سيتم ترميمها والحفاظ عليها وعودتها إلى مسقط رأسها مرة أخرى.
توجهنا إلى طهطا لنرصد حقيقة ما حدث، حيث أكد رئيس نادي الأدب بقصر ثقافة طهطا الأديب محمود رمضان الطهطاوي، أن هيئة قصور الثقافة استولت على 118 مخطوطا من قصر ثقافة طهطا يوم الأحد الماضي تحت سمع وبصر جميع المسئولين بالثقافة وفى حالة تامة من السرية والتكتم الشديد ولو كان الأدباء والشعراء والمثقفين من أبناء طهطا على علم بذلك لصنعوا حائط صد لمنع نقل المخطوطات وخروجها من قصر الثقافة مهما حدث.
وأشار الطهطاوي إلى أنه كان الأولى أن يتم ترميم المخطوطات التي تحتاج إلى ذلك بمقر قصر الثقافة أفضل من نقلها.
ويروي حكاية هذه المخطوطات، قائلا إن علي محمد علي الأنصاري - خال رفاعة الطهطاوي- أهدى عام 1978 مجموعة نادرة من المخطوطات النادرة عددها 118 مخطوطا إلى مجلس مدينة طهطا ووضعها المجلس في بيت الثقافة في دولابين زجاجيين وبعد افتتاح قصر الثقافة وضعت في غرفة خاصة وبسبب عدم تعرضها للتهوية أصيب بعضها بالتلف وتمزق الأوراق وكانت هناك عدة مبادرات للحفاظ على هذا التراث الذي لا يقدر بثمن منها مبادرة محافظ سوهاج الحالي بترميم المخطوطات ومنها مبادرة من مؤسسة «أخبار اليوم» لعمل ميكروفيلم للمخطوطات لكن للأسف لم تنفذ أي مبادرة وكان يجب ترميم المخطوطات في مكانها حماية لها من الضياع والسرقة وحتى عرضها للباحثين والعلماء وطلاب العلم.
ويقول الشاعر بهاء الدين رمضان، إن ماحدث عبث بتراث جدنا الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي يعد رمزا للتنوير في العالم العربي وكان يجب على المسئولين بقصور الثقافة أن يحرصوا على حماية هذا التراث بدلا من نقله في سرية تامة وبعيدا عن أعين أبناء طهطا مما يؤكد شكوكنا لان محاولات نقل المخطوطات باءت بالفشل خلال الـ 30 عاما الماضية ولا نعرف سر إصرار الهيئة على نقل المخطوطات بهذه الصورة العبثية رغم أن نسبة المخطوطات التالفة لا تتعدى 5% من إجمالي المخطوطات.
ويقول فتحي عبدالعال مدير مكتبة رفاعة الطهطاوي بالقصر، إن المخطوطات تضم النسخة الأصلية لكتاب الأغاني للأصفهاني و20 جزءا مخطوطا لمجموعة لسان العرب ومخطوط الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، والفتح الوهاب للشيخ زكريا الأنصاري خال رفاعة الطهطاوي، ومخطوط عن النكاح والطلاق لمحمد عبدالرحيم الطهطاوي، وشرح منظومة العمرة للشيخ حسن العطار، والتوحيد للشيخ محمد العروسي، ومخطوطات أخرى في النحو والبلاغة والطهارة والصلاة للمشايخ الشرقاوي وخالد الأزهري وهشام الأنصاري بالإضافة إلى أمهات الكتب والمراجع وجميعها تحتاج إلى ترميم.
وأشار إلى أن تصوير المخطوط يضر بالمخطوط ولما وجدنا الإقبال يتزايد عليها تم تصويرها للاطلاع عليها وحماية النسخ الأصلية وبالفعل تم تصوير 6 مخطوطات فقط كان عليها إقبالا كبيرا وبعض هذه المخطوطات ترجع إلى عام 898 هـ وأحدثها إلى عام 1319 ه كما احتوى بعضها على أختام لمن امتلكوها في فترات لاحقة وثمن الشراء واسم البائع ومنها ماهو مدون بمقدمة مخطوط شذور الذهب حيث تم شرائه بقرش ونصف.
ويقول الدكتور احمد جاد الكريم إن هناك مخطوطات تم تجليدها كاملة بالجلد وتقول التقارير إن 2% فقط من المخطوطات تحتاج إلى ترميم.
من جهته أكد أحمد صابر مدير قصر ثقافة طهطا، إن هناك لجنة من هيئة قصور الثقافة بالقاهرة حضرت ومعها مدير عام الثقافة بسوهاج خالد إسماعيل وعضو من الآثار وإقليم وسط الصعيد الثقافي وتم نقل المخطوطات في سيارة إلى إحدى دور الكتب والوثائق لعمل الترميمات المطلوبة.
وأشار صابر إلى أن نسبة المخطوطات التي تحتاج إلى ترميم تتراوح منا بين 2 و5 % وقد سبق أن اعترضنا على عملية النقل وطلبنا أن يتم الترميم في قصر الثقافة لكن المسئولين أكدوا أن الترميم يحتاج إلى أجهزة ومعامل وغرف خاصة غير متوفرة بقصر ثقافة طهطا وان توفيرها يتطلب ميزانية كبيرة كما أن المخطوطات لا يستفيد منها احد من الباحثين فقد سجلت الدفاتر أن عدد من اطلعوا على المخطوطات منذ 20 عاما شخصان فقط وهى تحتاج إلى أرشفة الكترونية أو ميكروفيلم.
وأكد أن المخطوطات سوف تعود إلى قصر طهطا بعد ترميمها وقد أخذت تعهدا من رئيس اللجنة التي تسلمت المخطوطات بعودتها مرة أخرى ولا داعي للخوف لان رئيس هيئة قصور الثقافة يتابع بنفسه نقل المخطوطات من طهطا إلى القاهرة.