حوار| منى محرز: خطة لإنتاج 300 مليون طائر سنويا باستثمارات 15 مليار جنيه

منى محرز مع محرر الأخبار
منى محرز مع محرر الأخبار

19 محافظة استفادت من «البتلو».. والصعيد صاحب النصيب الأكبر


افتتاح أول مصنع لإنتاج لقاحات الدواجن قريبا.. وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار


لم نوقف توريد الأسماك للتموين.. و3 مزارع تسلم إنتاجها كاملا للوزارة الموسم المقبل


أسعار اللحوم والدواجن والأسماك هى أكثر ما يشغل بال المواطنين دوما، حيث أن ارتفاع أسعار هذه السلع يحرم كثيرا من المواطنين من شرائها أو تقليل كميات استهلاكها.. مؤخرا شهدت أسعار هذه السلع الأساسية تراجعا أرجعته د.منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية إلى الإجراءات العديدة التي اتخذتها الدولة للسيطرة على سوق اللحوم.. محرز تحدثت عن خطط الوزارة للنهوض بالثروة الحيوانية والاستمرار في تلقى طلبات الاستثمار في مشروعات الإنتاج الداجني.

 

- تم مؤخرا توقيع عقود إنشاء مزارع دواجن جديدة بالظهير الصحراوي.. ما الهدف من هذا الأمر؟ وهل تتوقعين استجابة كبيرة له؟
نقل مزارع الدواجن إلى الظهير الصحراوي هو بداية صحيحة لتطبيق جميع معايير الأمان الحيوي بين المزارع الداجنة ومناطق التصنيع لحماية الثروة الداجنة وزيادة الإنتاج، بالتنسيق مع جميع قطاعات الوزارة والهيئات، والاتحاد العام لمنتجي الدواجن، وتقدم لنا حتى الآن 21 مستثمرا لإقامة 22 مشروع داجني بالظهير الصحراوي لعدد من المحافظات بغرض إنتاج 300 مليون طائر سنويا، وقمنا بتوقيع عقود لإقامة 5 مشروعات للإنتاج الداجني باستثمارات تصل إلى مليار و433 مليون جنيه، وقام أصحاب هذه العقود بمعاينة الأراضي ورفع الإحداثيات الخاصة بها ثم تم التعاقد معهم، وحددت الوزارة قائمة بكل ما هو مطلوب من المستثمرين وهو ما يقلل زمن التعامل بين المستثمرين وهيئة التعمير.

 

وهذه المشروعات سوف تحقق 4 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما أنها ستعطى 65 مليون طائر سنويا وهو ما يحقق الاكتفاء الذاتي من الدواجن ويوقف الاستيراد، والأهم من ذلك هو أنها مشروعات متكاملة حيث تحتوى على مزارع جدود وأمهات وتسمين وبياض ومفرخات ومصانع أعلاف.

 

- وهل سيكون لصغار المربين نصيب في هذه المشروعات؟
لدينا نموذج فى قنا عبارة عن تجمع لـ 75 من صغار المربين الذين تجمعوا وقاموا بعمل شركة مساهمة وهذه الشركة حصلت على 2500 فدان وبالتالي بدأوا في العمل والإنتاج.

 

الاكتفاء الذاتي
-وهل حددت الوزارة استثمارات معينة ترغب في الوصول إليها من خلال هذه المشروعات؟

الوزارة لا تستهدف «فلوس» لكن هدفنا الأساسي هو زيادة الإنتاج، فالمشروعات الـ 21 التي تقدمت إلينا تصل قيمتها إلى 15 مليار جنيه لكن الأهم بالنسبة لنا هو توفير مزيد من فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومجموعة العقود التي تم توقيعها ستحقق الاكتفاء الذاتي، على أن تكون العقود الجديدة بداية عودة مصر إلى تصدير الدواجن مرة آخري مثلما كان الحال عام 2006.

- لكن عددا من رجال الأعمال والمستثمرين يشتكون من تعنت الوزارة في التعاون معهم في إنقاذ صناعة الدواجن؟
صناعة الدواجن من المشروعات القومية الواعدة التي يجب أن تتضافر فيها كل الجهود للنهوض بها نظرًا لأهميتها في إتاحة المزيد من فرص العمل الجديدة المباشرة وغير المباشرة، وفى هذا الإطار تم التأكيد على عدم استيراد أجزاء الدواجن وذلك ضمن خطة مصر لحماية الصناعة المحلية ومكافحة الإغراق والاستثمارات العملاقة في هذا المجال والتي تتجاوز 65 مليار جنيه، ومؤخرا تم تشكيل لجنة بتكليف من الرئاسة لتقنين الاستيراد وتحديد الاحتياجات المحلية حيث يغطى الإنتاج المحلى نسبة تتجاوز 95% من احتياجات الاستهلاك المحلى ويتم استيراد 5% من الخارج لاستكمال احتياجات السوق المحلية من اللحوم البيضاء.

 

- أسعار اللحوم تراجعت خلال الفترة الماضية.. ما السبب؟ وهل سيستمر هذا التراجع؟
هناك العديد من الأسباب أهمها اتجاه الدولة بقوة نحو تنمية الثروة الحيوانية، فنحن عملنا خلال الفترة الماضية في عدة اتجاهات أبرزها الاهتمام بصغار المربين وتحصين الماشية لتقليل معدلات النفوق والأمراض، حيث حدثت خلال العام الماضي نقلة نوعية في التحصين فبعد أن كانت 15 % وصلت إلى 80 % حاليا من خلال 3 حملات تم القيام بها.

 

كما أننا قمنا بإحياء مشروع البتلو وتم خلال المرحلتين الأولى والثانية صرف 246 مليون جنيه في 19 محافظة والأولوية للمرأة والشباب، كما أن محافظات الصعيد هى صاحبة النصيب الأكبر من الحصول على قروض المشروع، فعلى سبيل المثال محافظة سوهاج هى ثاني أكثر المحافظات استفادة من المشروع.

 

وفى الوقت نفسه كنا نعمل في مشروع ملء الفراغات بالمزارع القائمة ومحاولة استكمال طاقاتها الاستيعابية والاستفادة من الكيانات القائمة، وقمنا بفتح المجال أمامهم للحصول على القروض وقدم البنك الأهلي 400 مليون جنيه والبنك الزراعي 200 مليون جنيه، أما المشروع الأخير وسيتولاه جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فهو استيراد رؤوس ماشية ثم يتم توزيعها على المربين من أجل خلق مزيد من فرص العمل وزيادة الإنتاج.

 

- وماذا عن مشروع المليون رأس ماشية؟
محاجر الإسكندرية استقبلت 7400 رأس من عجول التربية من دولتي أسبانيا والبرازيل على دفعتين من خلال لجان بيطرية تقوم بوضع إجراءات شراء الحيوانات الحية من عدة دول يسمح موقفها الوبائي بشراء الماشية للمشروع، حيث خضعت شحنات الأبقار لجميع الإجراءات البيطرية المعتادة.

 

المصل واللقاح
- تحدثت كثيرا عن الاتجاه نحو إنتاج اللقاحات محليا.. متى يمكن أن يتحقق ذلك؟

بالنسبة للإنتاج الحيواني هناك معهد المصل واللقاح التابع لوزارة الزراعة بالعباسية وهو مسئول عن توفير لقاحات الماشية، أما لقاحات الإنتاج الداجنى فالتصنيع فيها لا يزيد على 5 % فقط من الاحتياج، وسوف يتم قريبا افتتاح أول مصنع بمدينة 6 أكتوبر لإنتاج لقاحات الدواجن محليا، ونحن حاليا نقوم بتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع.

 

-خصصت الحكومة 800 مليون جنيه لتطوير المجازر ومع ذلك فهى في حالة صعبة للغاية.. ما السبب؟ ومتى يتم تطويرها؟
هذه الميزانية في يد المحليات الآن، لأن المجازر تتبعها مباشرة، ودور وزارة الزراعة هو الرقابة الفنية على عملية التطوير من خلال قطاعات التفتيش والمجزر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، كما أن جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة قام مؤخرا ببناء 3 مجازر جديدة على أعلى مستوي.

 

دولة رائدة
- الدولة تتجه الآن بقوة نحو الاستزراع السمكي.. متى يمكن وقف الاستيراد من الخارج؟

مصر دولة رائدة في الاستزراع السمكي وبالتالي فإن المشروعات المتكاملة هى الاستثمار الأمثل في الاستزراع السمكي وهو ما حدث في منطقة غليون بكفر الشيخ وقناة السويس، وهناك اتجاه قوى من الدولة الآن لتنمية الثروة السمكية من خلال عمليات تطوير البحيرات، فالمشروعات المقامة حاليا ستعطى مصر ميزة نسبية لأن المزارع السمكية من شأنها أن تقوم عليها صناعات كثيرة، كما أن تصدير الأسماك من هذه المزارع البحرية سيعود علينا بميزة نسبية اقتصاديا.

 

- لكن التعديات على البحيرات الشمالية في تزايد؟
نحن نقوم بحملات مستمرة لإزالة هذه التعديات، وهناك تنسيق دائم ومستمر مع الجهات الأمنية المعنية وشرطة المسطحات المائية والبيئة، لإزالة التعديات على البحيرات في أسرع وقت بهدف السماح بدخول المياه إلى البحيرات، وتحسين مستوى المياه بها وزيادة إنتاجيتها من الأسماك، بما يساهم في تنمية الثروة السمكية في مصر، كذلك رفع مستوى معيشة الصيادين، وتحسين دخولهم.

 

-هل توقف توريد الأسماك إلى منافذ وزارة التموين؟
لم نوقف إمداد وزارة التموين بأسماك البلطي، حيث إن أسماك البلطي لها مواسم محددة في العام، ووزارة التموين حصلت على إنتاج إحدى مزارع الأسماك التابعة للهيئة بالكامل، كما تعاقدت التموين على الحصول على إنتاج 3 مزارع بالكامل خلال الموسم المقبل.

 

خطط متواصلة
- أخيرا.. حدائق الحيوان على مستوى الجمهورية وخاصة حديقة الجيزة يتراجع الاهتمام بها.. لماذا وما هى خطط التطوير؟

إطلاقا، فهناك اهتمام متواصل بتطوير الحدائق التابعة للوزارة وخاصة حديقة حيوان الجيزة والتي تخطت إيراداتها حتى يونيو الماضي أكثر من 35 مليون جنيه، ويجرى حاليا تنفيذ خطط متواصلة لتطويرها لكسب رضا الزوار من خلال تطبيق منظومة نظافة تحقق هذه الأهداف، خاصة وأن عوامل الجذب لزوار الحديقة تعتمد على التنوع الطبيعي للحيوانات والطيور البرية، حيث تضم الحديقة مجموعة كبيرة من الحيوانات ومن ضمنها الحيوانات ذات الإقبال الجماهيري والنادرة.