المعارضة ومستقبل سوريا .. بين رؤى قدري جميل ونصر الحريري

نصر الحريري وقدري جميل
نصر الحريري وقدري جميل

منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في أرجاء سوريا لم يخرج عن المعارضة السورية موقفًا موحدًا، إلا في بدايات الأحداث على يد أحمد الجربا الذي تولى رئاسة الائتلاف الوطني السوري، الذي ضم أطياف المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، ولكن مع تفكك الائتلاف تفككت معه رؤى المعارضة السورية.

نموذجان معارضان متناقضان سلطنا عليهما الضوء في هذا التقرير، هما قدري جميل ، رئيس منصة موسكو وأمين حزب الإرادة الشعبية السوري المعارض، ونصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية المنبثقة عن مؤتمر الرياض.

الموقف من مؤتمر سوتشي

نبدأ مما يدور الآن في الأراضي الروسية وبالتحديد مؤتمر سوتشي، حيث كان قدري جميل من بين المشاركين بالمؤتمر والداعين للمشاركة به، معتبرًا أن مؤتمر سوتشي سيعطي ديناميكية لمستقبل الأزمة السورية، مضيفًا أنه من الخطأ اعتقاد أن مؤتمر سوتشي لن يأتِ بجديدٍ ، كما أن المؤتمر ليس مسارًا جديدًا للتسوية السورية بل هو مكمل لمسار جنيف.

أما هيئة التفاوض الروسية المعارضة برئاسة، نصر الحريري، المشاركة في مؤتمر سوتشي بعد اجتماعها يوم السبت الماضي لحسم أمر المشاركة من عدمه، بعدما كانت قد أكدت في أكثر من مرة رفضها التفاوض مع النظام السوري خارج إطار مباحثات الأمم المتحدة في جنيف.

ووضعت المعارضة السورية شروطًا لقبول المشاركة في مؤتمر السلام بسوتشي، وهي عدم تكريس مسار سوتشي كمسارٍ تفاوضيٍ، فيكون عقده مرة واحدة فقط، على أن يصدر عنه توصيات لمسار جنيف فقط.

كما اشترطت أن ينضوي المؤتمر تحت مظلة القرار الأممي 2254، ويعترف النظام وموسكو بمسار جنيف مسارًا شرعيًا وحيدًا للعملية السياسية في سوريا، وهي الشروط التي لم تلق قبولًا من قبل موسكو ودمشق، حيث تنوي روسيا عقد عدة مؤتمرات لمباحثات سوتشي على شاكلة جنيف، ومباحثات آستانا التي تستضيفها العاصمة الكازخستانية بمشاركة روسيا وتركيا وإيران.

مصير الاسد

ومن الموقف من المشاركة في سوتشي إلى الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، فقد رأى قدري جميل أن مسألة تواجد الأسد في السلطة هي شأنٌ سوريٌ وليست شأنًا خارجيًا.

أما هيئة التفاوض بزعامة نصر الحريري فهي تصر على مسألأة رحيل بشار الأسد عن السلطة كشرطٍ قبل الدخول في مفاوضات حول مستقبل سوريا، وذلك وفقًا لما اتفقت عليه المعارضة أواخر نوفمبر في مؤتمر الرياض 2.

في حين يصر وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري على سحب طلب رحيل الأسد من على طاولة المفاوضات وإلغاء بين الرياض قبل الدخول في أية مفاوضات.

الموقف من أمريكا وروسيا

أما الموقف من القوتين العظمتين الولايات المتحدة وروسيا، فيرى قدري جميل أن الجانب الأمريكي لا يرغب في تسوية الأزمة في سوريا ، ويسعى إلى إعادة رسم خرائط المنطقة، في حين يغدق المدح على روسيا، ويعتبر التدخل الروسي في سوريا لم يخرج عن الشرعية الدولية ، مشيرًا إلى أن الغرب اضطر لبدء عمليات ضد (داعش) بعد النجاح الروسي في محاربة التنظيم الإرهابي.

أما الحريري فقد وجه الدعوة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل القبول بالحل السياسي، إضافةً إلى ضغطهم على روسيا وإيران ،اللذين يعتبرهما السند الذي يرتكز عليه نظام الأسد.