واسيني الأعرج يكشف الستار عن أسرار «مي زيادة».. ويفجر مفاجآت

واسيني الأعرج
واسيني الأعرج

قال الكاتب الكبير واسيني الأعرج، قبل أن يكتب روايته عن الراحلة "مي زيادة"، إنه تتبعها في كل الطرق التي ذهبت إليها، حيث قام بزيارة قبرها، وذهب إلى الناصرة في فلسطين، وتجول في بيتها، لافتا إلى أنها كانت كلما تحدثت عن المسيحية ذكرت الإسلام، وحينما فتح بيتها في الناصرة، فهم السبب وراء المعانقة بين الأديان، المسيحية والإسلام، لأنه حينما فتح إحدى نوافذ بيتها وجدها تطل على المسجد الأبيض والكنيسة العريقة هناك.

وكشف الأعرج عن أسرار اكتشفها في رحلة بحثه عن تفاصيل تشغل الروائي والباحث قبل الشروع في روايته، ووجد خلالها أنه وجب عليه أن ينصف مي زيادة روائيا، مثلما أنصفها النقاد بعد وفاتها.

واستكمل الأعرج اندهشت من نهاية حياة امرأة بهذه العظمة، وهى مي زيادة، في مستشفى مصحة الأمراض العقلية، لافتا إلى أن مشكلتها أنها عاشت فى زمن كله عظماء من الكتاب والمبدعين منهم " العقاد وجبران وطه حسين، وغيرهم، وتعجب قائلا "من يمكنه الوقوف أمام هذه الكوكبة من العظماء!"، إلا أن طاقتها جعلت منها امرأة عظيمة.

وبدأ الأعرج في تصحيح مفاهيم تاريخية تخص حياة «مي زيادة» ولكنه يراها كانت مغلوطة .

 

المفاجأة الأولى .. الأعرج| قصة عشق مي زيادة وجبران خليل جبران «أكذوبة»

أكد الروائي واسيني الأعرج أنه بحث طويلا حول أصغر تفاصيل حياة مي زيادة، ومن أهم التفاصيل هي قصة العشق العذري بينها وبين جبران خليل جبران، وأكد أنه بحث وقرأ كل الرسائل التي كانت بينهما على مدار 20 عام، وكانت 20 رسالة أي بمقدار رسالة كل عام، وتسأل هل طبيعي أن يكون هناك عاشقين لا يتراسلون إلا رسالة كل عام، مشيرا إلى أن محتوى الرسائل كله لا يعبر عن رسائل عشاق ولكنها تحمل نقاشات أصدقاء فقط.

 

المفاجأة الثانية| «مي زيادة» عشقها العقاد وتركها لخوفها من الله 

أكد الأعرج على وجود علاقة حب كبيرة كانت بين مي زيادة والأديب الراحل عباس محمود العقاد، مشيرا إلى أن العقاد عشق مي مثلما عشقته، ولكن حبهما لم يكلل بالنجاح، لتحفظ مي والتزامها بألا تغضب الله والدخول في علاقة عشق كامل ، كما كان يطلب منها دائما العقاد، وكانت تجيب عليه دائما بكلمة لا يمكن فهذا حرام .
واستكمل الأعرج أن العقاد مل من رفض مي زيادة، ووجد في نفس الفترة "سارة" فتاة لبنانية متحررة، تعرف عليها ولم ترفض تنفيذ رغباته، فارتبط بها رغم حبه لمي زيادة ولكن رغباته كانت أهم، وكتب عنها كتاب سارة الذي يتوقع البعض أنه يقصد بها مي زيادة ولكن الحقيقة أنها لا علاقة لها بمي من قريب أو بعيد.

 

المفاجأة الثالثة| حب مي زيادة الأول وضعها بمستشفى الأمراض العقلية

قال واسيني الأعرج إن السبب الرئيسي لوضع مي زيادة بمستشفى الأمراض العقلية، كان ثقتها في ابن عمها الذي كان حبها الأول خلال فترة المراهقة، ولكنه خانها وقتها وارتبط بأخرى فرنسية، مما سبب لها صدمة كبيرة ولكنها تجاوزتها مع الوقت، وبعد مرور السنين، وإحساسها بالوحدة بعد وفاة أهلها طلبت منه أن يأتي إلى مصر ويأخذها لتزور قبرهم، ووافق .
ولكن موافقته لم تكن لتحقيق رغبتها إنما لتحقيق رغبته في سرقة كل ما تملك «مي زيادة» فقد جعلها توقع على توكيل رسمي واستطاع من خلاله بأخذ كل ما تملك، وعندما وصل بها بيروت، وضعها بمستشفى الأمراض العقلية.

 

محاضرة الجامعة الأمريكية أنقذت مي زيادة من الجنون

ضاقت كل السبل بمي زيادة ووكلت إحدى العائلات الكبيرة محاميا ذكيا، طلب منها أن تلقي محاضرة للطلبة بالجامعة الأمريكية، ليثبت من خلالها للعالم كله أنها مازالت تحتفظ بعقلها، وهذا ما حدث بالفعل، وبعدها منحتها الرئاسة اللبنانية قرار بالعرض على متخصصين للتأكد من عقلها وتم إخراجها من المشفى، وبعدها عادت إلى مصر.

 

واسيني الأعرج| مي زيادة رفضت لقاء طه حسين والعقاد افترى عليها واتهمها بالجنون

واستكمل الأعرج بعد عودة مي زيادة إلى مصر، مرضت مرضًا شديد، وحجزت بمستشفى المعادي، وطلب طه حسين زيارتها ولكنها رفضت وقالت له بمزاح "أنا لا أقابل إلا القساوسة فإذا كنت ترغب في زيارتي فتحول لقس"، وذلك تعبيرا لرفضها مقابلته.

ولكن الوحيد الذي وافقت على مقابلته كان الأديب عباس محمود العقاد، الذي سكن حبه قلبها، رغم البعاد، وعاتبته على عدم الاطمئنان عليها، ولكن بعد موتها ادعى العقاد أنها جنت وأن لقائه الأخير بها بالمستشفى قالت له " اخفض صوتك فالمبنى المقابل به شياطين".