تشارلز الأول .. ملك بريطانيا الذي أسقطه خلفاء «ويليام والاس»

ويليام والاس والملك تشارلز الأول
ويليام والاس والملك تشارلز الأول

في مثل هذا اليوم الثلاثين من شهر يناير عام 1649 تم تنفيذ حكم الإعدام بحق ملك بريطانيا تشارلز الأول، الذي حكم إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا مجتمعين تحت اسم "بريطانيا" لمدة أربع وعشرين سنة خلال الفترة ما بين (1625 – 1649).

نهاية الملك تشارلز ،نجل الملك جيمس الأول، المأساوية جاءت نتيجةً لأفعاله في الحكم، فقد استبد تشارلز في الحكم، مما جعل البرلمان البريطاني ينقض عليه، وينتفض ضده، إلا أنه لم يكترث بتلك الهبة البرلمانية ضده فحل البرلمان عام 1629، والسبب طلب البرلمان من الملك التوقيع على وثيقة تكفل مزيدًا من الحقوق والحريات، وهو ما لم يتماشى مع سطوة تشارلز الفولاذية التي سُلطت على عموم البريطانيين.

الانتفاضة الاسكتلندية في وجه تشارلز

أول مسمار دُق في نعش تشارلز كان مطرقته اسكتلندية، فبعد أن حل البرلمان استمر تشارلز حاكمًا منفردًا لبريطانيا طيلة أحد عشر عامًا، إلا أن حضرت انتفاضة الاسكتلنديين، التي أجبرته على استدعاء البرلمان للحكم من جديد عام 1640.

إرث الاسكتلنديين في النضال ضد حاكمهم الإنجليزي بدأ مع أواخر القرن الثالث عشر بزعامة وليام والاس، الذي قاد نضالًا بدءًا من عام 1297 ضد حكم ملك بريطانيا أدوارد الأول، انتهى هذا النضال بإعدامه عن طريق ضرب عنقه في أغسطس عام 1305 ، بعد تعذيبه بوسائل عدة لإجباره على طلب الرحمة والحصول على موتٍ سريعٍ دون أن يسبقه عذاب.

النزعة الثورية التي زرعها ويليام والاس في نفوس الاسكتلنديين كانت وبالًا على تشارلز الأول، فبعد مرور ما يربو على قرنٍ من الزمن بنحو أربعة عقود، اندلعت الحرب الأهلية بين أنصار الملك تشارلز وجيش الاسكتلنديين الذين تحالفوا مع أعضاء البرلمان عام 1645، فمنيت القوات الملكية بالهزيمة في نيزبي، ليضطر الملك تشارلز لتسليم نفسه للاسكتلنديين الذين سلموه للبرلمانيين، وذلك عام 1646.

نهاية تشارلز

وبعد ذلك بعامٍ، تمكن الملك تشارلز من الهروب من قبضة البرلمانيين، ليقيم تحالفًا جديدًا مع الاسكتلنديين في مقابل إعطائهم بعض الحريات الدينية، إلا أن قائد الثوار الاسكتلنديين أوليفر كرومول  ألقى القبض على الملك وسلمه للبرلمان، الذي عقد جلسته لإصدار حكمٍ ثوريٍ تجاه تشارلز الأول، كان الحكم هو إعدامه.

وفي وايتهل، بالقرب من وستمنستر عام 1649، وبنفس الطريقة التي تم إعدام والاس بها عن طريق ضرب عنقه، كُتبت نهاية الملك تشارلز الأول أمام أعين ابنه الأمير هنري، وابنته الأميرة إليزابيث، وكان ذلك في مثل هذا اليوم 30 يناير قبل ثلاثة قرون وتسعة وستين سنةً من الآن، ليلقى مصيرٍ مشابهٍ لكثير من الديكتاتوريين من قبله ومن بعده، وليخلفه في عرشه نجله الملك تشارلز الثاني.