باحث: لن نعرف هويتنا ما لم نتعرف على هويات الآخرين

خلال الندوة
خلال الندوة

قال الكاتب والباحث محمد مندور، إن الهوية الثقافية يمكن أن تُختصر في الآية القرآنية الكريمة؛ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير"، الآية 13 من سورة الحجرات، موضحًا أن المجتمع المصري يضم هوية ثقافية كبرى، بداخلها عدد كبير من الهويات الثقافية الصغرى، التي ينتمي إليها مثلًا؛ بدو سيناء، وأبناء الصعيد والدلتا، والحضر، وغيرهم، وقال "إننا لن نعرف هويتنا ولن نحافظ عليها ما لم نحترم ونتعرف على هويات الآخرين".

جاء ذلك خلال مناقشة "دور العمارة في الحفاظ على الهوية الثقافية"، بحضور الكاتب والباحث محمد مندور، والدكتورة رضوى ذكي، وأدارت الندوة الدكتورة هويدا صالح، بملتقى الشباب اليوم الأحد.

واستعرض "مندور" في كلمته، تعريف الهوية العمرانية والهوية المعمارية، إذ تتمثل الأخيرة؛ في شكل المباني والزخارف المعمارية، باعتبار أن كل مبنى يرتبط بالقيم التي يعبر عنها المبنى ومستخدميه في الأساس، فيما تعني الهوية العمرانية؛ التخطيط والتنسيق في الشوارع والميادين.

واعتبر "مندور" أن الهوية المعمارية معنية بتلبية حاجات المجتمع طبقًا لمعتقداته وأفكاره، وتكون مرتبطة أيضًا بالبيئة التي يعيش فيها، فمثلًا؛ المساجد المعمارية الإسلامية، يتسم أغلبها المدخل المنكسر، لكسر الأصوات التي يُمكن أن تهدد من الهدوء والسكينة الداخلية للمسجد.

وأوضح أن المباني الدينية لها خصوصية وأسلوب فريد في شكل بنائها وتصميمها، بما يتفق مع العقيدة الخاصة، إذ يختلف تصميم المسجد عن تصميم الكنيسة، ويختلف تصميم المعبد اليهودي عن كلتيهما.

ورأى "مندور" أن خصوصية الهوية المعمارية، الآن قد تعرضت للانتهاك إلى حد كبير، فقد تغير المعمار، فمثلًا؛ نوافذ المباني كانت في الماضي تطل على فناء وحدائق، أو إذا وُجدت النافذة وُجدت المشربية، لكن الآن الوضع تغير تمامًا.

وحول الهوية العمرانية، أوضح أن تخطيط الشوارع في الماضي كان يراعي خط تنظيم الطريق، ويمنع الباعة المتجولين، ولو قرر السلطان أن يبني مسجدًا، كان يحظر عليه، مراعاة لاحترام خط تنظيم الطريق. 

واعتبر أن فكرة الكومباوند، فكرة بعيدة عن هويتنا، وتعزز فكرة الطبقية، ومن أخطر الثقافات الدخيلة على مجتمعنا، وقال "يجب أن نراعي هويتنا الثقافية في تصميم مبانينا المعمارية، كما أتمنى أن يراعي أصحاب الشركات العقارية ملامح البيئة المصرية بتنوعاتها، لأن المكسب الحقيقي أن نحافظ على هويتنا من الضياع".